طمع ترامب بالنفط السعودي يتواصل: هذا رائع لنقم بالمزيد!

الخميس ٢٢ نوفمبر ٢٠١٨ - ٠٣:٣٥ بتوقيت غرينتش

أثنى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، على استجابة السعودية لمطالبه بزيادة صادراتها من النفط والتي أسهمت في خفض الأسعار بالآونة الأخيرة، وحث على مزيد من خفض الأسعار، مشبهاً الأمر "بخفض ضريبي كبير" قد يدعم الاقتصادين الأمريكي والعالمي.

العالم - السعودية

وقال ترامب في تغريدة له مساء أمس الأربعاء: "أسعار النفط تنخفض. رائع! هذا شبيه بخفض ضريبي كبير لأمريكا والعالم، هنيئاً! 54 دولاراً، كانت للتو 82 دولاراً، شكراً للسعودية، لكن لنخفض أكثر".

ويأتي الانخفاض اللافت في أسعار النفط إلى مستوى 54 دولاراً للبرميل الواحد، بعد أن شدد ترامب، في كلمة صحفية، يوم الثلاثاء الماضي، على أن السعودية قدمت مساعدة كبيرة للولايات المتحدة في إبقاء أسعار النفط على مستوى منخفض، وأنه لن يقْدم على أي إجراء لفرض عقوبات عليها على خلفية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لأن ذلك يعني "تدمير الاقتصاد العالمي".

وكان ترامب قد انتقد ارتفاع أسعار النفط مراراً، كما انتقد دور منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشأن خطط إنتاجها، وضغط على السعودية، المنتج الكبير، للتحرك في سياق ذلك.

لكن السعودية، أكبر مُصدر للنفط بالعالم، كشفت في 11 نوفمبر الحالي، عن نيتها خفض صادراتها من النفط بمقدار 500 ألف برميل يومياً في ديسمبر القادم، بحسب ما أعلنه وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في تصريحات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، على هامش اجتماع لجنة "أوبك" لمراقبة خفض إنتاج النفط.

فقد رفعت المملكة إنتاجها بعد طلب مباشر من ترامب، كشفه في تغريدة على حسابه في "تويتر" يوليو الماضي، قال فيها: "تحدثت للتو مع الملك السعودي سلمان، وشرحت له أنه بسبب الاضطرابات والخلل في إيران وفنزويلا، أطلب أن تزيد السعودية إنتاج النفط، ربما حتى مليوني برميل للتعويض"، مضيفاً: إن "الأسعار مرتفعة للغاية! وقد وافق".

إلا أن صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت عن مسؤولين في قطاع النفط، أنه من المشكوك فيه أن تتمكن المملكة من رفع إنتاجها بالقدر الذي اقترحه ترامب. وقال مسؤول نفطي سعودي بارز، للصحيفة: "هذا الأمر، ببساطة، غير ممكن"، وهو ما يبدو أن الرياض قد أدركته الآن.

وارتفعت أسعار النفط بأكثر من 1%، أمس الأربعاء، بعد أن هوت الأسعار يوم الثلاثاء عقب تقرير عن انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام بالولايات المتحدة.

وتتحدث منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) عن تقليص الإمدادات بعد أشهر فقط من زيادتها؛خشية احتمالات حدوث تخمة جديدة في المعروض.

وقالت مصادر مطلعة إن "أوبك" وروسيا ومنتجين آخرين يدرسون خفض الإمدادات بما يتراوح بين مليون و1.4 مليون برميل يومياً، خلال اجتماع السادس من ديسمبر المقبل.

بيد أن محللين يقولون إن السعودية قد تجد أن من الصعب عليها التحرك لدعم الأسعار؛ خشية إغضاب الرئيس الأمريكي، خاصة في ظل مطالب عالمية بمعاقبتها على جريمة قتل خاشقجي في أكتوبر الماضي.