هل ترى الحكومة اللبنانية النور قبل العام الجديد؟

هل ترى الحكومة اللبنانية النور قبل العام الجديد؟
الخميس ١٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ١٢:٠٦ بتوقيت غرينتش

يبدو ان كل مرة يأتي فيها لبنان لتشكيل حكومة جديدة يواجه بتأخيرها لأسباب مختلفة، في هذه المرة ورغم مرور 8 أشهر على تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة الا انها لم تر النور بعد، ما دفع الرئيس ميشيل عون لتحريك المياه الراكدة للازمة التي باتت تؤثر على الاوضاع الداخلية، الكل يعلم حاجة لبنان إلى حكومة توافقية لمواجهة الاستحقاقات القادمة، خاصة ان هناك عدوا متربصا بالبلد وهو الكيان الاسرائيلي، المستفيد الاكبر من الفراغ الحكومي.

العالم- لبنان

أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون، الأربعاء، أن العمل على "حلحلة" أزمة تشكيل الحكومة قد بدأ، وأن النتائج ستظهر خلال اليومين المقبلين، وذلك بعد أشهر من التعثر.

وكشفت مصادر مطلعة عن طرح الرئيس عون على وفد "حزب الله" الذي التقاه عصر الثلاثاء حكومة من 18 وزيرا، تضم 9 وزراء مسلمين مقابل 9 مسيحيين.

وأضافت المصادر ان "هذا الاقتراح كان من جملة اقتراحات، وهو ما وصفه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بـ "عصف الافكار".

وجاءت تصريحات عون عقب مشاورات لإعادة تحريك الملف الحكومي والتوصل إلى حلول مقبولة من جميع الأطراف السياسية لتسريع تشكيل الحكومة.

وقال مراسل العالم من بيروت أن هناك جرعة من التفاؤل بثت من خلال المشاورات التي بدأ يجريها الرئيس عون مع الاطراف اللبنانية وخاصة اللقاء التشاوري والذي اكد فيه النائب وليد سكرية ان اللقاء التشاوري للنواب السنة المستقلين ما زال متمسكا بحقه بالتمثيل كونه يمثل جانبا كبيرا من الناخبين .

ونفى المراسل عن وجود نوع من الخرق من الخلال الحديث عن بدء تشكيل الحكومة، مؤكدا ان الخرق كان في الاساس على طاولة البحث مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري وكافة الاقطاب السياسية.

هذا الخرق ما اكده ايضا نواب اللقاء التشاوري بعد لقائهم الرئيس عون حيث اتهموا الرئيس سعد الحريري بالعرقلة.

بدوره، قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، إن لبنان سيشكل حكومة جديدة حتما رغم العقبات، وذلك بعد تدخل الرئيس في العملية المتعثرة، وتحذيره من "كارثة" إذا فشلت جهوده.

وأضاف باسيل في مؤتمر استثماري بلندن أن "الشراكة بين الرئيس ورئيس الوزراء إلى جانب التوافق الوطني، ستقود حتما إلى تشكيل حكومة جديدة رغم كل العقبات".

من جانبه، قال رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري الذي حضر المؤتمر أيضا، إنه "متفائل دائما"، وذلك ردا على سؤال عن آفاق تشكيل الحكومة الجديدة بعد 7 أشهر من المشاحنات السياسية.

ونقل نائب عن رئيس البرلمان نبيه بري قوله إنه "متفائل" إزاء التوصل لحل قريبا بخصوص أزمة تشكيل الحكومة.

وتعليقا على اقتراح الرئيس اللبناني قال رائد المصري الباحث السياسي في لقاء مع قناة العالم، ليس هناك مبادرة واضحة طرحها رئيس الجمهورية هناك تحريك للمياه الراكدة في محاولة حث اطراف العمل على تذليل العقبات"، مشيرا الى ان رئيس الحكومة المكلف هو من يتعنت بمنعه الاعتراف النواب وبحيثيتهم الشعبية و لم يقبل لقائهم.

ويعتقد الخبراء ان الحريري لايريد الاعتراف بالوزراء المستقلين في الطائفة السنية القريبة من المقاومة نتيجة ايحاءات سعودية، في حين انه مطالب امام المجتمع الدولي بتشكيل الحكومة وهو بحاجة ماسة اليها.

وكانت "الأنباء" أشارت الى التداول بأفكار بعضها يطرح حكومة من 32 وزيرا، والآخر يفضل حكومة من 14 وزيرا، وتقول المصادر المعنية ان "الرئيس عون ابلغ مشاوريه رفضه حكومة من 24 وزيرا، فيما يرفض الرئيس سعد الحريري حكومة من 32 وزيرا، وكان الحل الوسط برأيه 18 وزيرا".

الحقيقة الثابتة ان المتضرر الاول والاخير هو المواطن اللبناني الذي تعاني بلاده من ازمات اقتصادية خانقة ويرى المحللون كالباحث رائد المصري انه في الوقت الحالي هناك متضررون آخرون ومنهم الرئيس اللبناني ميشيل عون لان هذا التعطيل بدا ياكل من رصيده لانه اتى ببرنامج متكامل كما ان الحريري سيتاخر في الاستثمارات في حد ذاتها.

وتشير توقعات الخبراء الى ان تشكيل الحكومة سيتم بعد العام القادم، فهل يتعين على اللبنانيين الانتظار حتى العام الجديد ام أن سعد الحريري سينقذ بلاده ويشكل الحكومة الجديدة قبل نهاية العام حتى يفرغ لبنان لانتهاج سياسات تتناسب والأوضاع الإقليمية المضطربة؟.