فوضى ادارة ترامب.. قافلة النازحين تمضي في طريقها

فوضى ادارة ترامب.. قافلة النازحين تمضي في طريقها
الأحد ١٦ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٢:٥٣ بتوقيت غرينتش

استمرارا للتغييرات المتتالية التي تشهدها الإدارة الأميركية بين حين وآخر، أعلن الرئيس دونالد ترامب أن وزير داخليته ريان زينكي، سيغادر منصبه بنهاية العام الجاري، ليصبح آخر مسؤول كبير يغادر إدارة ترامب المثقلة بالأزمات. ورداَ على قرار إقالته، ربط زينكي مغادرته منصبه بشنّ حملة "ادعاءات كاذبة" ضده، فيما شهدت الفترة التي عمل فيها زينكي وزيرا للداخلية تحقيقات من قبل مكتب المحقق العام ووزارة العدل في شبهات فساد. ويرى المراقبون ان التعديلات المتكررة في إدارة ترامب تعبر عن حالة فوضى عارمة في البيت الأبيض.

العالم - تقارير

أعلن الرئیس الأمیركي دونالد ترامب، تغییرات في مناصب مهمة داخل إدارته. فقد كشف في شكل مفاجئ، أن وزير الداخلیة ريان زينكي سیغادر منصبه بحلول نهاية العام، بعدما كان قد أعلن مساء الجمعة تعیین میك مولفاني في منصب القائم بأعمال كبیر موظفي البیت الأبیض. ويتوقع مراقبون تغییرات أخرى في الأيام المقبلة.

وهكذا التحق وزير الداخلية الأميركي، راين زينكي، بقافلة النازحين من إدارة دونالد ترامب والتي صار السماع عنها مسألة روتينية.

وقال ترامب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، إن "وزير الداخلية رايان زينكي سيغادر الإدارة فى نهاية العام الجاري بعد أن خدم لفترة تناهز العامين"، مضيفًا أنه سيعلن عن تعيين وزير داخلية جديد الأسبوع المقبل.

وتابع ترامب أنّ "رايان حقق الكثير خلال توليه منصبه وأوّد أنّ أشكره على خدمته لوطننا"، مشيرا إلى أنه سيعلن تعيين وزير جديد الاسبوع المقبل.

ويأتي الإعلان عن هذا القرار بعد أسبوع من إعلان ترامب مغادرة كبير موظفي البيت الأبيض وأقرب مستشاريه جون كيلي، وغداة اختيار مدير الميزانية في البيت الأبيض ميك مولفيني المحافظ المتشدد لشغل منصب كبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة خلفا لكيلي.

وكتب ترامب في تغريدة "يسرني أن أعلن تعيين ميك مولفيني مدير الميزانية في البيت الأبيض، كبيرا لموظفي البيت الأبيض بالوكالة، خلفا للجنرال جون كيلي الذي خدم بلدنا بتميز".

راين زينكي

وتولى راين زينكي (عضو مجلس الشیوخ السابق عن ولاية مونتانا والقائد السابق بالبحرية الأمیركیة)، هذا المنصب في مارس 2017 بتكليف من مجلس الشيوخ، ولهذا فهو من الوزراء الذين استمروا وقتا أطول مع إدارة ترامب، كلن الفترة التي عمل فيها راين زينكي بوزارة الداخلية قد شابها عدة تحقيقات، حيث طالب مكتب المحقق العام بوزارة الداخلية وزارة العدل بفتحها.

وتقول تقارير إن زينكي كان محل شكوك وتحقیقات من قبل مكتب المحقق العام ووزارة العدل، وقد تعرض للتدقیق بعدما حصلت شركة صغیرة في مسقط رأسه بولاية مونتانا على عقد كهرباء بقیمة 300 ملیون دولار.

وتسبب زينكي في تشويه سمعته على خلفية رحلاته باهظة التكاليف، كما تحقق السلطات القضائية وفقا لما أوردته وسائل إعلام أميركية في شبهات سوء استغلاله لمنصبه.

وكان زينكي هدفا لعدد من التحقيقات المتعلقة بمسائل أخلاقية، ما جعله موضع شكاوى دائمة من الديموقراطيين الذين لم يبدوا أي ندم على رحيله الوشيك.

وخضع زينكي، لنحو 15 تحقيقا بخصوص عقارات يملكها في ولايته وحول تصرفاته خلال توليه منصبه.

ومن بين التحقيقات بحقه، تحقيق حول سماحه لزوجته باستخدام سيارات حكومية وآخر متعلق باصطحابه حراسة أمنية خلال قضائه عطلة في تركيا، حسب تقرير في صحيفة "واشنطن بوست".

وساهم زينكي مع رئيس وكالة حماية البيئة سكوت بروت، الذي استقال في تموز/يوليو الفائت وسط سلسلة فضائح متعلقة بانفاقه الباذخ، في تشكيل نهج رئاسي لتسهيل القواعد البيئية وإنتاج الطاقة بشكل حاد.

كما تعرضت لانتقادات أخرى متعلقة باستخدامه طائرة مروحية تابعة للشرطة للعودة إلى واشنطن من أجل اللحاق بركوب الخيل مع نائب الرئيس مايك بنس، بالإضافة لسفره عدة مرات على طائرات غير تجارية.

ورداَ على قرار الرئيس ترامب بشأن إقالته من منصب وزير الداخلية, ربط زينكي مغادرته منصبه بشنّ حملة "ادعاءات كاذبة" ضده.

وقال في بيان على تويتر "لا يمكنني تبرير إنفاق آلاف الدولارات للدفاع عن نفسي وأسرتي ضد ادعاءات كاذبة. من الافضل ان يركز الرئيس و (وزارة) الداخلية على الانجازات بدلا من الادعاءت الزائفة".

موجة التغييرات في الإدارة الأميركية

ومنذ تولي ترامب المسؤولية الرئاسية في البيت الأبيض بداية 2017 حدثت عشرات التعديلات بين أعضاء الإدارة الأميركية -ومن بين أكثر عمليات التبديل إثارة إقالة ترامب وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون في مارس الماضي عبر موقع تويتر.

وكان ترامب دفع وزير العدل جيف سيشنز إلى الاستقالة قبل عدة أشهر.

فيما يلي أبرز المغادرين لإدارة البيت الأبيض منذ تولي ترامب للحكم:

نيكي هيلي

في أكتوبر الماضي، قبل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، استقالة نيكي هيلي، مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة، على أن تستمر في منصبها حتى نهاية العام الحالي.

مايكل فلين

أول الراحلين في إدارة ترامب، لم يستمر في منصبه إلا أسابيع قليلة، حيث عيّن مع بداية رئاسة ترامب ورحل في 13 فبراير 2017.

أنطوني سكاراموتشي

انطوني سكاراموتشي، وهو أحد مديري الاتصالات بالبيت الأبيض، قضى أيام أقل من ماكيل فلين، فبدأ وظيفته في 21 يوليو 2017 ورحل بعدها بـ10 أيام في 31 يوليو.

شون سبايسر

المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، وهو أبرز المستقيلين من إدارة ترامب، تم تعيينه مع بداية رئاسة ترامب ورحل في 21 يوليو من نفس العام.

رينس بريبوس

رحل أيضا رينس بريبوس كبير موظفي البيت الأبيض في 23 يوليو، بعد تعيينه في بداية حكم ترامب.

ستيف بانون

كان ستيف بانون له دور كبير في نجاح الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتم تعينه كبير المخططين الاستراتيجيين في البيت الأبيض، ورحل في 18 أغسطس 2017، بعد 7 شهور فقط من تعينه.

ريكس تيلرسون

عين ريكس تيلرسون وزيرا للخارجية الأمريكية، استمر في العمل أكثر من عام بعد إدارة ترامب ورحل في 13 مارس 2018.

إتش. آر. ماكماستر

مستشار الأمن القومي إتش. آر. ماكماستر الذي عيّن في 20 فبراير 2017 ورحل في 22 مارس 2018.

جيمس كومي

في 9 مايو 2017، غادر جيمس كومي، رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، بعد نحو 4 أعوام من تعيينه في 4 سبتمبر 2013.

آندرو ماكابي

وغادر كذلك آندرو ماكابي، نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، بعد 9 أيام فقط من تولي ترامب الرئاسة في 29 يناير 2017 بعد تعيينه في عهد باراك أوباما في 1 فبراير 2016.

كي. تي. ماكفارلاند

غادرت كي. تي. ماكفارلاند، منصب نائب مستشار الأمن القومي، في 9 أبريل 2017 بعد تعيينها في بداية عهد ترامب، وعينت دينا باول بدلا منها.

دينا باول

بعد تعيينها بديلا لكي. تي. ماكفارلاند، بمنصب نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للشؤون الإستراتيجية وكبيرة مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمبادرات الاقتصادية، غادرت أيضا منصبها في 12 يناير 2018 بعد عام من تعيينها.

ميرا ريكارديل

في نوفمبر الماضي، أعلن البيت الأبيض عن إقالة ميرا ريكارديل، من منصب مساعدة مستشار الأمن القومي جون بولتون ونقلها إلى وظيفة أخرى لم يتم ذكرها. وجاءت إقالتها عقب طلب من السيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترامب علانية إقالتها، بعد خلاف نشب بينهما خلال جولة ميلانيا الأخيرة في إفريقيا.

هوب هيكس

في مارس 2018، أعلنت الرئاسة الأمريكية عن استقالة هوب هيكس مديرة الاتصالات في البيت الأبيض وأحد أقرب مستشاري ترامب، عقب مثولها في جلسة استماع أمام الكونغرس الأمريكي حول الاتهامات في التحقيق الذي يجري المحقق روبرت مولر، فيما يعرف إعلاميا بـ «تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية».

أوماروسا مانيجولت

أُعلنت استقالة أوماروسا مانيجولت من منصب مساعدة في البيت الأبيض في مكتب الاتصالات، في ديسمبر 2017، إثر خلاف بينها وبين كبير موظفي البيت الأبيض، الجنرال جون كيلي.

سالي ياتس

قرر ترامب إقالة سالي ياتس وزيرة العدل الأمريكية، في يناير 2017، لرفضها الدفاع عن قرار ترامب بمنع سفر فئات من رعايا ست دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

كل هذه الإقالات والإستقالات في الإدارة الأميركية يظهر أن الرئيس الأميركي يواجه اليوم حالة من العزوف حتى في صفوف الجمهوريين والمقربين منه، عن قبول عروضه لسد الشواغر التي تسببت بها الإقالات الأخيرة. وخاصة منصب كبير موظفي البيت الأبيض الذي يصبح شاغراً بمغادرة جون كيلي في نهاية السنة.

ومع أن الرئيس عرض على أكثر من نائب وحاكم ولاية ومسؤول جمهوري سابق، وحليف لتولي هذا الموقع، إلا أنه جوبه بالرفض والاعتذار بالرغم من مغريات هذا الموقع النافذ. بالنتيجة اضطر لإسناد الوظيفة بالوكالة إلى مدير مكتب الموازنة، ميك ملفاني، وحتى إشعار آخر قد يمتد حتى نهاية الولاية. وكأن هناك هروبا جمهوريا من ركوب مركب ترامب المثقوب.

التهجير والهروب من إدارة ترامب ظاهرة رافقتها من البداية. ويبدو أن هذه التغييرات مستمرة حتى النهاية والأسباب مختلفة بعضها بسبب سوء المسلك، مثل حالة زينكي، وإما لأن الرئيس يصطدم مع معظم أركان إدارته، لأنه تعذر عليهم التفاهم والتعايش معه. وهو وضع أدى إلى طلاق محتوم وفي اغلب الأحيان السبب يرجع الى ترامب وخلقياته.