ما تداعيات سحب القوات الاميركية من سوريا!

ما تداعيات سحب القوات الاميركية من سوريا!
الأحد ٢٣ ديسمبر ٢٠١٨ - ٠٩:١٦ بتوقيت غرينتش

أثار قرار الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، سحب قواته من سوريا، ردود فعل متناقضة داخل الولايات المتحدة وخارجها، فالبعض أشار إلى أن ترامب كان قد وعد بذلك ووفى بوعده، فيما أصبح الانسحاب بالنسبة لمعظم أعضاء الكونغرس، "كارثة حقيقية واستسلاما للقوتين الموجودتين داخل سوريا روسيا وإيران" واعلان انتصار الرئيس السوري بشار الاسد.

العالم - تقارير

هذا واعتبرت مصادر أمنية رفيعة في كيان الاحتلال الصهيوني أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب القوات الأميركية من سورية، انتصارا للرئيس بشار الأسد، حيث أكدت المؤسستان العسكرية والاستخبارية في الكيان أن القرار يعني أن ترامب "ألقى بإسرائيل تحت عجلات القطار الروسي".

ونقل معلق الشؤون الاستخبارية "الإسرائيلية"، رونين بريغمان، عن قيادات عسكرية واستخبارية "إسرائيلية" قولها بحسب المواقع: إن ترامب اتخذ قراره على الرغم من أن تل أبيب أبلغته بأنه يمس بمصالحها الإستراتيجية.

وقال بريغمان: إنه لا يمكن "تصور حجم الغضب والإحباط الذي يعصف حالياً بكبار قادة الجيش والاستخبارات الإسرائيلية في أعقاب القرار الأميركي"، منوهاً إلى أن هؤلاء يحذرون من أن القرار يمكن أن يفضي إلى "تبديد الإنجازات" التي حققتها "إسرائيل" خلال الأعوام الثلاثة الماضية، عبر تدخلها العسكري المباشر لإحباط نقل السلاح إلى "حزب الله" وإعاقة توجه إيران للتمركز عسكرياً في سورية.

تحذيرات وزير الحرب الاميركي للكيان من خطوة ترامب..

وكشف أن وزير الحرب الأميركي، جيمس ماتيس، كان قد حذر القيادات العسكرية في الكيان الايرائيلي مؤخراً من أن ترامب "قد يفاجئ" ويتخذ قراراً بالانسحاب رغم اعتراض كبار مساعديه في الإدارة الأميركية.

وحسب القيادات العسكرية والاستخبارية التي تحدث إليها بريغمان، فإن "إسرائيل" تخشى أن يفضي القرار الأميركي ليس فقط إلى تحسين قدرة إيران على التمركز داخل سورية، بل تحسين قدرتها أيضاً على تزويد "حزب الله" بالسلاح والعتاد المتطور.

وادعى بريغمان أن "حزب الله" سيطر على منظومات صواريخ مضادة للسفن بالغة التطور، سبق لروسيا أن زودت بها سورية، منوهاً إلى أن روسيا لم تنجح في إرغام سورية على استعادة هذه الصواريخ بعد تدخل إسرائيلي مباشر لدى موسكو.

تواجد المليشيات الكردية في سوريا بعد القرار..

وعلى المقلب الاخر يدفع قرار الرئيس دونالد ترامب سحب قواته من سوريا المسلحين الأكراد، إلى إبرام صفقة مع الرئيس السوري بشار الأسد لمواجهة أي عملية عسكرية تركية شرقي سوريا. المعلومات تقول ان القادة الكرد حضروا بطائرات مروحية إلى دمشق مساء الخميس الماضي تحت جنح الليل . دون أن يتم الإعلان عن ذلك أو عن طبيعة المفاوضات.

ترامب في تغريدة عبر “تويتر” امس، السبت، قال “ينبغي على الدول المحلية الأخرى بما فيها تركيا أن تكون قادرة على الاعتناء بكل ما تبقى . نحن عائدون إلى الوطن.

ويأتي حديث ترامب بعد يوم من إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أدروغان تأجيل العملية العسكرية شرق الفرات لفترة لم يحددها. ولكنه كما قال فرضه (التأجيل) المستجدات، إذن اختلفت الحسابات التركية وغير التركية في الشمال السوري.

نمط العلاقة بين الثلاثي “التركي الإيراني الروسي” سوف يطرأ عليه تغييرا مع غياب لاعب أساس ، كان وجوده محددا للكثير من تقاطعات التعاون او الاختلاف بينهم.

على الجانب السوري، التحركات سريعة لأن الانتظار وفق رؤية دمشق غير مفيدة بعد قرار الرئيس الاميركي، فبعد تفعيل التواصل مع القادة الكرد، “وهؤلاء لديهم معضلة سيطرة قادة جبال قنديل من تنظيم “البيجاك ” على قرارهم السياسي والعسكري”، شرعت دمشق بتحركات على الأرض.

سحب جزء من القوات السورية المرابطة على تخوم إدلب إلى دير الزور..

الانباء الواردة من الشمال السوري تتحدث عن سحب جزء من قوات الجيش السوري المرابطة على تخوم إدلب إلى دير الزور بهدف الدخول شرق الفرات والمواجهة العسكرية مع قوات تنظيم "داعش" الارهابي هناك شرق الفرات و جنوب مدينة الميادين ، هذا كان ممنوعا من قبل الولايات المتحدة وتعرضت القوات السورية لهجوم مباشر من الطائرات الأمريكية عند محاولتها سابقا عبور النهر.

طلب فتح ممر امن للخروج من التنف..

في الشرق السوري وعلى وقع المستجدات، طلب فصيل سوري مسلح فتح ممر آمن لعبور عناصره من منطقة التنف والمدنيين المتواجدين في مخيم الركبان نحو شمال البلاد. هؤلاء كانوا تحت الحماية الأميركية.

وحسبما أفادت مواقع تابعة للمعارضة السورية ، فإن” مهند الطلاع ” قائد ما يسمى “جيش مغاوير الثورة” العامل تحت مظلة التحالف الدولي ضمن منطقة الـ55 كم التي تضم التنف في الحماد السوري، أكد تسلمهم قرارا رسميا بانسحاب قوات التحالف من قاعدة التنف وكامل منطقة الـ 55 كم. ما يعني أنهم أصبحوا في العراء ، وأصبح قدرة الجيش السوري على سحقهم مؤكدة.

وأعرب الطلاع عن أمله بفتح ممر آمن لعبور ما يسمى الجيش الحر والفصائل المتواجدة بالمنطقة إلى جانب المدنيين المتواجدين في مخيم الركبان والبالغ عددهم ما يزيد عن 70 ألف نازح نحو الشمال السوري المشهد السوري في حالة تغييرات دراماتيكية سريعة بعد قرار الرئيس ترامب، وكل الأطراف تعيد حساباتها محليا واقليميا ودوليا. وليس أمامنا وقت طويل لمعرفة الشكل النهائي للتموضع الجديد على الخارطة السورية.

تركيا ترسل تعزيزات عسكرية لحدودها مع سوريا...

أفادت وسائل إعلام تركية، بأن الجيش أرسل رتلا يضم عربات مدرعة ضمن تعزيزات عسكرية، وصل إلى ولاية كليس جنوبي البلاد، على الحدود مع سوريا.

وذكرت المصادر، أن الرتل أرسل من مختلف الثكنات العسكرية في البلاد، ووصل إلى قضاء "إلبيلي" بولاية كليس، مصحوبا بفرق من قوات الشرطة.

وأعلنت تركيا تأجيل عملية عسكرية كانت على وشك إطلاقها، موجهة ضد المقاتلين الأكراد شمال شرقي الفرات، في سوريا، فيما أبدت ترحيبا حذرا بقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب سحب قواته من المنطقة.

وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها في اسطنبول: "مكالمتي الهاتفية مع ترامب، واتصالات أجهزتنا الدبلوماسية والأمنية، فضلا عن التصريحات الأميركية الأخيرة، دفعتنا إلى التريث لفترة".. "لكنها بالتأكيد لن تكون فترة مفتوحة".

زيارة مرتقبة للرئيس العراقي الجديد لسوريا...

حيث نقلت وسائل إعلام عراقية عن مصادر دبلوماسية قولها، إن هناك زيارة رسمية مرتقبة للرئيس العراقي برهم صالح خلال الأيام القادمة إلى العاصمة السورية دمشق.

هذا وافادت مصادر مطلعة ان زيارة صالح تحمل في طياتها برامج سياسية واستراتيجية واقتصادية كبيرة فبعد الانتصارات التي حققتها القوات العراقية والسورية على تنظيم داعش الارهابي وجلاء القوات الاميركية من التنف ستكون اللمسات الاخيرة في اعادة فتح حدود التنف بين العراق وسوريا والدفع نحو تكامل تجاري بين البلدين.