منبج ترقد على صفيح ساخن.. حقيقة أم وهم؟

منبج ترقد على صفيح ساخن.. حقيقة أم وهم؟
السبت ٢٩ ديسمبر ٢٠١٨ - ١١:١٨ بتوقيت غرينتش

اصبح كابوس مدينة منبج السورية وما شهدته من تطورات بعد القرار المفاجئ من قبل ترامب بسحب القوات الاميركية من سوريا وطمع ومسارعة الاكراد لفرض سيطرتهم عليى المدينة، يقض مضجع الجار التركي.

العالم - تقارير

فواقع منبج لا يمكن انكاره بعد الان، ما دفع تركيا التي فاجأها القرار وتلقته خلال اتصال هاتفي بين رئيسها رجب طيب أردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب، بدأت حملة حشد عسكري وإعلامي على نطاق واسع على الحدود مع سوريا في المناطق التي يسيطر عليها حزب قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ووحدات الحماية الكردية المنضوية تحتها امرتها.

التهويل الاعلامي التركي عن وصول الحشود مستمرة على حدود عين العرب ورأس العين من ناحية ولاية كلس التركية، على مدار الساعة في حملة إعلامية أكثر منها عسكرية في الوقت الحالي، للضغط على الأكراد ولكسب تأييد داخلي تركي، لكن عملية الضغط النفسي من وراء توالي الأخبار عن الحشود واضحة المعالم.

التهويل ترجم من تصريح القيادي في ما يسمى "الجيش الوطني السوري" المعارض، زياد حجي عبيد، عزم فصائل المعارضة المدعومة من تركيا دخول مدينة منبج، بعد إعلان الجيش السوري استعادة سيطرته عليها.

وفي مقابلة مع شبكة "رووداو" الإعلامية الكردية، الجمعة، قال القيادي فيما يسمى "الجيش الوطني"، وهو فصيل من ما يُعرف بـ"الجيش الحر" المدعوم من أنقرة: "نحن موجودون بالقرب من منبج، وقد جهزنا 15 ألف مقاتل لدخولها"، مضيفا أن "هناك 25 ألف مقاتل مدرب من ما يسمى بالجيش الحر لدخول تل أبيض ورأس العين.. لكن الإخوة الأتراك قرروا التريث حيث يبدو أن هناك تفاهمات مع الجانب الروسي والأمريكي" بشأن هذا الموضوع.

هذا التريث فسره الرئيس التركي في أول تعليق له على نبأ دخول القوات الحكومية السورية الى منبج، الى "غياب الوضوح" بشأن وضع المدينة، مضيفا أنه لن يكون هناك داع لدخول القوات التركية إلى سوريا مرة أخرى في حال انسحاب ما وصفها بالتنظيمات الارهابية منها، وذلك في إشارة إلى "وحدات حماية الشعب" الكردية.

تعليق اردوغان جاء بعد ان اعلن الجيش السوري في بيان دخول وحداته إلى منطقة منبج بريف حلب الشمالي ورفع العلم الوطني فيها. وقبل ذلك أعلنت "وحدات حماية الشعب"، التي يشكل مقاتلوها معظم عناصر "قوات سوريا الديمقراطية"، أنها دعت السلطات السورية لبسط سيطرتها على منبج لحمايتها من هجوم تركي متوقع.

أين يتمركز الجيش السوري؟

فيما كشفت مصادر ميدانية فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن الجيش السوري دخل إلى النقاط التي تقع على تماس مباشر مع الجيش التركي في شمال غرب وغرب مدينة منبج، وشرق مدينة الباب بريف حلب الشرقي، مشيرة إلى أن مسألة الدخول إلى قلب المدينة لم تبدأ بعد، بسبب وجود القوات الأميركية في عدد من النقاط، أبرزها قاعدة "عون الدادات" الواقعة على الضفة الجنوبية لنهر الساجور.

ولا ننسى ان التريث التركي كان قد سبقه موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من تحرك الجيش السوري نحو مدينة منبج، بعد ان التقى بأعضاء مجلس الامن الروسي وبحث معهم تطورات الشأن السوري، وقيم إيجابيا مواصلة توسيع الأراضي الخاضعة لسيطرة الجيش العربي السوري، ودور هذه العملية في مستقبل التسوية.

تسوية صارمة وطويلة الامد

ولم يكتف بوتين بالترحيب، بل عداه الى قيامه باتصال هاتفي مساء امس الجمعة مع المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، كان في صلبها التطورات الأخيرة على الساحة السورية.

وذكر الكرملين، في بيان صدر عنه بهذا الصدد، أن المكالمة تضمنت "استعراضا مفصلا للقضايا المتعلقة بالأزمة السورية بالتركيز على تطبيق قرارات القمة الرباعية بين روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا والمنعقدة يوم 27 أكتوبر الماضي باسطنبول".

وأفاد الكرملين بأن "بوتين شدد على أن العمل الذي قامت به الدول الضامنة لعملية أستانا والخاص بتشكيل قائمة أعضاء اللجنة الدستورية يخلق ظروفا ملائمة لتسوية صارمة وطويلة الأمد في سوريا"، بالاضافة الى مناقشة خطط الولايات المتحدة لسحب قواتها من سوريا.

لا خيار الا الانضمام الى الجيش السوري

على خط آخر، قال مسؤول لجنة العلاقات الدبلوماسية التابعة "للوحدات الكردية" آلدار خليل "أنه لا مانع لانضمام وحدات حماية الشعب إلى الجيش السوري وفق تفاهمات محددة"، مؤكداً أن مفاوضاتهم مازالت مستمرة مع القيادة السورية وروسيا من أجل إرسال قوات عسكرية إلى الحدود مع تركيا.

وقالت مصادر كردية: إن "القيادة السورية تشترط تسليم كافة المناطق الواقعة تحت سيطرة "الوحدات" والعمل معها كبقية المجموعات القتالية السورية كالدفاع الوطني وغيره.