العالم - السعودية
ويبدو أن عملية تسريع التخلص من الأمير طلال جاءت لتسهيل عملية محاسبة أبنائه المشاكسين في وجه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
مصادر المقربة من عائلة الوليد بن طلال تُفيد أن إبن طلال اعتُقل الأربعاء الماضي، بأمر شخصي من إبن سلمان بعد أن كان يمنعه من اعتقاله وجود طلال على قيد الحياة وتوسطه له عند الملك، لكن ما قصم ظهر البعير وفجّر الأحقاد اتهام إبن سلمان لابن عمه خالد بالتحدث الى صحفيين غير سعوديين، والاشارة إلى "إبن سلمان" مباشرة بالوقوف خلف عملية تسميم والده، ورصد المخابرات السعودية ارسال تسجيل صوتي من المستشفى لشقيقته الأميرة جوهرة عبر واتساب موبايل يستخدمه الأمير خالد.
وكان خالد بن طلال شقيق الملياردير الوليد بن طلال، اعتُقل في كانون الثاني/ يناير الماضي، وأفُرج عنه الشهر الماضي، دون أن تُقدم السلطات أي تفسير لاعتقاله أو للإفراج عنه، لكن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قالت" إن السبب الرئيسي كان انتقاده لحملة القمع المُغلفة بشعار "محاربة الفساد"، التي شنها إبن سلمان العام الماضي ضد عشرات الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال في فندق "ريتز كارلتون" الرياض.
هذا وكشفت مصادر سعودية مقربة من النظام أن خالد بن طلال رفض في السابق أية مناصب قيادية إلى جانب ولي العهد السعودي إبن سلمان؛ فضلا عن الخوف من تأثيره على باقي أفراد لجنة البيعة رغم أنها مجمدة، مما سيجعل توليه منصب الملك ناقصا شرعا وفق الضوابط التي يخضعه لها منصب تولي العرش، وتفيد أخبار بوضع محمد بن سلمان عدد من الأعضاء الآخرين، وخاصة المزعجين تحت الإقامة الجبرية، بل والاعتقال وقطع اتصالاتهم بالعالم.
ونقلت صحيفة "رأي اليوم" الالكترونية عن نفس المصادر أن مجموعة من أعضاء البيعة يتعرضون لضغوط كبيرة لتفادي الاجتماع مع الأمراء المغضوب عليهم أو التنسيق، ويخضع عدد منهم للإقامة الإجبارية أو التحرك تحت المراقبة المسبقة، بل يجري الحديث عن اعتقال بعض الأعضاء وتهديد عائلاتهم في حالة الكشف عن الخبر، كما قدم عدد من أعضاء البيعة استقالاتهم.
وكان عدد من أعضاء البيعة قد أعربوا عن تذمرهم الكبير من ممارسات ولي العهد بعد اعتقال أمراء أقرباء لهم في فندق "ريتز كارلتون" ثم حاولوا تنظيم خطواتهم بعد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي من طرف مجموعة مقربة من ولي العهد في التمثيلية الدبلوماسية السعودية في إسطنبول.