الاغلاق الحكومي.. وتعميق الانقسام بين ترامب والديمقراطيين

الاغلاق الحكومي.. وتعميق الانقسام بين ترامب والديمقراطيين
الأربعاء ٠٩ يناير ٢٠١٩ - ٠٥:٥٧ بتوقيت غرينتش

تمر الولايات المتحدة بازمة شائكة تمثلت في إغلاق الحكومة الفيدرالية لأسابيع متتالية نتيجة الخلافات المتصاعدة بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب والاعضاء الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ على خلفية بناء جدار عازل على طول الحدود مع المكسيك.

العالمتقارير

وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة بإطالة أمد "الإغلاق الحكومي" لـ"أشهر وحتى سنوات" وفرض حالة الطارئ في البلاد حتى الحصول على تمويل لبناء الجدار الذي من شأنه كبح جماح الهجرة غير الشرعية عبر أراضي المكسيك.

ويواجه ترامب معارضة الديمقراطيين في الكونغرس بشأن الجدار، حيث تعهد الديمقراطيون في مجلس الشيوخ بعرقلة جميع التشريعات إلى أن يجري التصويت على مشروع قانون لإنهاء الإغلاق، منتقدين رفاق الرئيس دونالد ترامب الجمهوريين لمساندتهم طلبه 5.7 مليارات دولار لتمويل جدار على الحدود مع المكسيك قبل معاودة فتح الحكومة.

مجلس الشيوخ يفشل مشروعين

وأحبط مجلس الشيوخ الأميركي في جلسته أمس مشروع قانون قدّمه السيناتور الجمهوري ماركو روبيرو، ويقضي بتوسيع العقوبات على الحكومة السورية وفرض عقوبات على حلفائها إيران وروسيا، ويستهدف البنك المركزي السوري، كما يسمح بتعزيز برامج المساعدات الأمنية والعسكرية السنوية للكيان الصهيوني والأردن.

كما يقضي بإغلاق حسابات وتجميد أصول تابعة لكيانات وأفراد في الولايات المتحدة، ممن هم على علاقة بالحكومة السورية، ويمنع إصدار تأشيرات الدخول، ويعاقب الجهات التي تزود دمشق بالمشتقات النفطية وقطع غيار الطائرات.

ويشمل تشريع الشرق الأوسط بنودا أيدها كل من الجمهوريين والديمقراطيين لفرض عقوبات جديدة على سوريا وضمان تقديم مساعدات أمنية لـلكيان اسرائيلي والأردن، وتعتبر هذه الخطوات جهودا من جانب الولايات المتحدة لطمأنة الحلفاء القلقين من التحول فى السياسة الأمريكية منذ أعلن ترامب قراره المفاجئ الشهر الماضى سحب نحو ألفى جندى أمريكى من سوريا على نحو سريع.

ويشمل القانون أيضا بندا يسمح للحكومة الاتحادية والولايات بمعاقبة الأمريكيين الذين يقاطعون "إسرائيل". ومن بين معارضى هذا البند كثير من الديمقراطيين الذين يرونه تعديا على حرية التعبير.

واتهم بعض الجمهوريين الديمقراطيين بدعم الحركة الداعية إلى مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها وذلك بسبب معاملتها للفلسطينيين، ويعتبرون ذلك معاداة للسامية، حسب زعمهم. واتهم الديمقراطيون بدورهم الجمهوريين بمحاولة استغلال البند الخاص بالحركة المناهضة لـ"إسرائيل" لإحداث انقسام بين الديمقراطيين المعتدلين والليبراليين.

وجاء تصويت مجلس الشيوخ بواقع 56 صوتا مقابل 44 لصالح "قانون تعزيز الأمن الأمريكى فى الشرق الأوسط"، لكنه يقل عن الستين صوتا اللازمة لإقراره.

وزاد الجمهوريون أغلبيتهم في مجلس الشيوخ إلى 53 عضواً في انتخابات نوفمبر الماضي، لكن لا يزالون بحاجة لما لا يقل عن سبعة أصوات مؤيدة من الديمقراطيين من أجل إقرار القانون.

ترامب يهدد الكونغرس بإغلاق حكومي لسنوات

وفي تحد للحزب الديمقراطي هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق بإطالة أمد "الإغلاق الحكومي" لـ"أشهر وحتى سنوات".

وقال ترامب خلال اجتماعه مع قادة الكونغرس إنه سيكون "فخورا" بمواصلة التوقف الجزئي لعمل عدد من المؤسسات الحكومية المعروف بـ"الإغلاق الحكومي" لـ"أشهر وحتى سنوات" حتى الحصول على تمويل لبناء الجدار .

وكشف ترامب أنه كان قد نظر في إمكانية إعلان حالة الطوارئ في البلاد لبناء الجدار دون الحصول على موافقة المشرعين لتخصيص المبلغ الذي يطالب به وقدره أكثر من 5 مليارات دولار لهذا الغرض.

من جهته، اتهم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي، تشاك شومر، ترامب بأنه يحتجز الموظفين الفيدراليين رهائن حتى تمويل بناء الجدار.

ويواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحديا جديدا مع بدء الكونغرس الجديد أعماله في ظل سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب والخلافات العميقة مع الجمهوريين حول عدد من القضايا الداخلية والخارجية.

وخطط الديمقراطيون لأن يطرحوا على التصويت، تدابير مالية مؤقتة تسمح بفك إغلاق الإدارات الأمريكية المشلولة جزئيا، منذ 22 كانون الأول/ديسمبر بسبب عدم الاتفاق على موازنة.

ويهدف الديمقراطيون من هذه الخطوات إلى الظهور بصورة الحزب "العقلاني" بمواجهة ما يرون أنها "نزوات" ترامب. لكن البيت الأبيض سبق أن رفض تلك الطروحات، لأنها لا تتضمن خمسة مليارات دولار يطالب بها ترامب لتمويل الجدار الذي يرغب ببنائه على الحدود مع المكسيك للتصدي للهجرة غير القانونية.