قمة بلا رؤساء.. بيروت تستضيف القمة العربية الاقتصادية

قمة بلا رؤساء.. بيروت تستضيف القمة العربية الاقتصادية
الجمعة ١٨ يناير ٢٠١٩ - ١٠:٥٥ بتوقيت غرينتش

بعد أسبوعين من التکهنات بشأن إمكان تأجيل القمة العربية الاقتصادية المفترض عقدها في لبنان اخذت بيروت تستعد لاستضافة القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في دورتها الرابعة يومي 19 و20 الشهر الجاري.

العالم- تقارير

تلقت مستويات حكومية ودبلوماسية في العاصمة اللبنانية بيروت خلال الساعات الثمانية والأربعين الماضية سلسلة من برقيات واتصالات الاعتذار عن حضور القمة الاقتصادية العربية التي تعقدها جامعة الدول العربية في لبنان يومَي التاسع عشر والعشرين من الشهر الجاري، إذ شملت الاتصالات اعتذار نحو ستة من القادة العرب الذين كان رائجا حضورهم أعمال القمة، فيما لوحظ أنّ دولا عربية أخرى قد قلّصت مستوى تمثيلها إلى القمة إلى أدنى مستوى ممكن، وسط "خيبة أمل رسمية" أظهرتها الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الجمعة.

وقبل أيام من الموعد المفترض للقمة انضمّت القمّة إلى قائمة الملفّات الخلافيّة بين اللبنانيين، على وقع اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري تأجيلها. واكد بري على موقفه الداعي للتأجيل بسبب عدم تشكيل حكومة، ما سيجعل القمّة هزيلة ودون المستوى، وسيضع لبنان في موقفٍ محرجٍ أمام المشاركين، متحدّثاً عن "شبه مقاطعة" للقمّة التي سيحضرها موفدون دون مستوى رؤساء الحكومة.

وتبلّغ لبنان أن عدد رؤساء الدول الذين سيحضرون القمة لن يتجاوز الثلاثة، ووفقا للمتداول سياسيا في العاصمة بيروت فإن الرئيس التونسي الباجي القايد السبسي قد أرسل اعتذاره عن الحضور، ولن يكون ممكنا حضور رئيس الحكومة يوسف الشاهد بسبب تطورات سياسية في الداخل التونسي خلال المرحلة المقبلة، بينما اعتذر أيضا أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الذي ترددت معلومات سابقة عن مشاركته كرسالة دعم سياسية للبنان، كما اعتذر أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني عن عدم الحضور، فيما انضمّ رئيس السلطة الفلسطينية والرئيس المصري إلى قائمة المعتذرين، هذا ولا تزال مشاركة رئيس جزر القمر غير مؤكدة.

وممن قدموا اعتذارهم ايضا، السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، الذي اعتبر عدم المشاركة في القمة الاقتصادية امرا طبيعيا مع احترامه للجهة الداعية، وذلك لأنّ جامعة الدول العربية لم تتراجع عن الخطيئة التي ارتكبتها بحق دمشق.

وأعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبي مقاطعة القمة، بسبب ما وصفته بردود الفعل السلبية داخل لبنان تجاه مشاركة ليبيا.

وقد عبر رئيس الوزراء المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عن أسفه لغياب الوفد الليبي عن القمة، مركّزًا على أنّ "العلاقة بين الأشقاء يجب أن تعلو فوق الإساءات".

وأوضح أنّ "المنتدى سيناقش المحاور الأساسية للقمة الاقتصادية، وسيتمّ رفع توصياته إلى مؤتمر القمة الّتي نأمل أن تكون ناجحة وتحاكي تطلّعات شعوبنا"، معربًا عن أمله في أن "ينتج عن القمة توصيات عملية ترفع المستوى المعيشي للمواطن العربي، وفي إزالة الحدود بين دولنا العربية حتّى يستطيع المواطن القيام بالتجارة والعلم والصناعة".

وكانت الوفود العربية على مستوى الوزراء والسفراء والمندوبين التي ستشارك في القمة العربيةالإقتصادية في بيروت بدأت منذ صباح الاربعاء الوصول إلى مطار رفيق الحريريالدولي حيث وصل امين عام جامعة الدول العربية احمد ابوالغيط، کما وصل وزير الخارجية العراقي محمد الحکيمإلى مطار بيروت الدولي ثم وفد من كبار الموظفين في الحکومة المغربيةترأسه السفير أحمد التازي والوفد السوداني الذي ضم وزير الدولة في وزارة المالية مسلم أحمد على رأس وفد من الوزارة.

وكان الوفد الكويتي قد وصل سابقا إلى مطار رفيق الحريري الدولي برئاسة السفير كمال حسن علي​، كما وصل مندوب الاردنلدى جامعة الدول العربية السفير علي العديد على رأس وفد.

ووصل أيضاً وفد جمهورية الصومال الذي ضم سفير الصومال لدى القاهرة. وكان قد وصل وزير خارجية جيبوتي محمد علي يوسف. ووصل نائب وزير المالية السعودي حمد بن سليمان البازري للمشاركة في اجتماعات القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية.

واعتبر النائب السابق امل ابو زيد أنه نجحت بيروت في استضافة​القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية ولفت الى انه "على الرغم من ان جدول اعمال القمة ليس محصوراً بلبنان إلا أننا نأمل كدولة مضيفة ان تشكّل هذه القمة خارطة طريق تساعد لبنان على النهوض الاقتصادي وخلق فرص استثمار تواكب مسيرة العهد الذي يثبت يوماً بعد يوم تصميمه وعزمه على استعادة لبنان موقعه المؤثر على الخارطة العربية والدولية ومنتظرين منه المزيد من المبادرات المفيدة والرؤى المستقبلية خدمة لهذا الوطن وأبنائه وتعزيزاً للعلاقات مع المجموعتين العربية والدولية".