واضاف اننا أمام إجراءات وتحالفات غير معتادة وغير مسبوقة في المنطقة فيما يتعلق أيضاً بالعديد من الأمور التي من بينها إستراتيجيات التعامل مع إيران، وهذا الأمر يرجع بالأساس إلى جاريد كوشنر وخطته في إقامة مثل هذا التحالف الذي بدأنا نلمس تواجده بالفعل في المنطقة، فقد نجحت إدارة ترامب وكوشنر على وجه التحديد في الجمع بين إسرائيل والإمارات والسعودية والبحرين لتكوين هذه الشراكة مع أمريكا تحت زعم أن الجميع يريد تحقيق الهدف ذاته وحماية المصالح المشتركة، ولكن هذا التحالف يتعرض للعديد من الضغوطات الآن.
ويضيف فريدمان في تصريحات لـ«الشرق»: «أن هناك العديد من المؤشرات التي ترصد اللقاءات المشتركة والمتكررة التي ضمت المسؤولين السعوديين والإسرائيليين، وفي كل الأحوال هذا يعني تغير وتحول كبير في الشرق الأوسط بالكامل، وهذا التحالف يسعى بالأساس إلى السماح لأمريكا بمساحة نفوذ أكبر أمام إيران ويسعى أيضاً لإخراج روسيا من معادلة النفوذ في هذه الدول وما يجري من خطط السلام أو مواجهة إيران، وهو أمر سعت له هذه الدول بالاتفاق مع كوشنر وفي الواقع لا يحسب هذا الأمر لترامب، كما أن لقاءً سرياً جمع بين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان في إحدى الدول العربية في لقاء تمت التغطية عليه بصورة كبيرة، ويعد هذا اللقاء هو الذي تم فيه الاتفاق على شراء السعودية لمنظومة "القبة الحديدة" وهو نظام دفاع جوي إسرائيلي وهذا الأمر يصعد التقارب بين الرياض وتل أبيب إلى مستويات أكبر لتمتد للتعاون العسكري والدفاعي وكان هذا حدث خاص لم يكن له مثيل من قبل».
واختتم الخبير السياسي تصريحاته بالقول: «إن إجراءات استثنائية تم اتخاذها لتشكيل مثل هذا التحالف ولكن إبقاءه بالصورة التي هو عليها في ظل الضغوط الكبيرة الواقعة حالياً على المملكة، وإبقاء كافة القطع الصغيرة التي تكون هذا التحالف في أماكنها الصحيحة يبقى اختباراً حقيقياً لترامب، وربما تصعيده ضد تركيا يقوض من هذا الدور، ثم إن ترامب الآن ما زال يحاول أن يتعلم قراءة المشهد وكيفية إدارته بصورة سليمة ولكنه الآن لا يبدو مستعداً بعد لذلك بصورة كاملة».