السيد السيستاني.. صوت العقل والحكمة في العراق

السيد السيستاني.. صوت العقل والحكمة في العراق
الأربعاء ٠٦ فبراير ٢٠١٩ - ٠٥:٤٣ بتوقيت غرينتش

"السيد السيستاني يمثل صوت العقل والحكمة"، هذا ما صرحت به ممثلة الأمم المتحدة في العراق جینین هینیس بلاسخارت، في مؤتمر صحافي عقدته بعيد لقائها بالمرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني في مدينة النجف الاشرف.

العالم - تقارير

ويعتبر السيد السيستاني كونه المرجع الديني الاعلى في العراق صاحب "فتوى الجهاد" التي افتاها لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي، حيث صارت الكلمة التي تخرج من مقره محددا أساسيا للخطوات التي تسير عليها الكثير من القوى السياسية علاوة على الملايين من أتباعه.

وعلى أية حال، فإنه وفي الملمات أو القضايا الكبرى في الحياة السياسية في العراق تحت الاحتلال، لم تتوقف الزيارات إلى مكتب السيد السيستاني في مدينة النجف الاشرف (160 كلم جنوب بغداد) طلباً للتباحث والمشورة مع المرجع الديني الكبير؛ أعضاء من مجلس النواب العراقي، وقادة الكتل السياسية، وعدد من أعضاء الحكومة العراقية، لكن ذلك لم يقتصر على العراقيين، بل إن مبعوثي التحالف وبعثات الأمم المتحدة والجامعة العربية داوموا على زيارة مقر السيد.

وبعد لقائها بالمرجع الديني في النجدف الاشرف، أوضحت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جینین هینیس بلاسخارت، ان السيد السيستاني "اعرب عن امله ان يرى ملامح القوة في الحكومة لاسيما في مكافحة الفساد"، مضيفة ان "السيد السيستاني شدد على ضرورة تحسين الخدمات"، مشيرة الى ان "الصراع على المكتسبات بين السياسيين لن يسمح بالتقدم".

وتابعت ان "السيد السيستاني اكد على اهمية اعادة النازحين وأعادة اعمار المناطق المحررة التي يجب ان تكون من اولوية الحكومة"، موضحة انه "شدد على اهمية الوقوف بوجه التصرفات الخارجة عن القانون ضد المجموعات او الأفراد ومتابعة الفاعلين من قبل الحكومة والقضاء".

واكدت بلاسخارت ان "العراق يطمح بعلاقات مع الجميع طالما تحترم سيادة العراق، ويرفض ان يكون محطة لالحاق الاذى بالآخرين".

وكان المرجع السيستاني قد شدد خلال استقباله بلاسخارت اليوم الاربعاء، على ضرورة اعادة النازحين واعمار مناطقهم والوقوف بوجه التصرفات الخارجة عن القانون، كما حدد مهام وأوليات الحكومة العراقية الجديدة، مؤكداً رفض العراق ان يكون محطة لتوجيه الأذى لأي بلد آخر.

وذكر بيان لمكتب السيستاني ان "السيد السيستاني استقبل قبل ظهر اليوم جينين هينيس بلاسخارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة بعثتها في العراق، ورحّب سماحته بجهود المنظمة الدولية في مساعدة العراقيين لتجاوز المشاكل التي يعاني منها البلد، متمنياً لها التوفيق في اداء مهمتها".

واشار آية الله السيستاني بحسب البيان الى ان "امام الحكومة العراقية الجديدة مهام كبيرة وينبغي ان تظهر ملامح التقدم والنجاح في عملها في وقت قريب وبالخصوص في ملف مكافحة الفساد وتحسين الخدمات العامة وتخفيف معاناة المواطنين ولا سيما في محافظة البصرة"، مؤكداً على ان "الكتل السياسية اذا لم تغير من منهجها في التعاطي مع قضايا البلد فانه لن تكون هناك فرصة حقيقية لحلّ الازمات الراهنة".

واوضح ان "العراقيين دفعوا ثمناً باهضاً في دحر الارهاب الداعشي تمثّل في اعداد كبيرة من الشهداء والجرحى والمعاقين وخراب مناطق واسعة من البلد وكلفة مالية هائلة، وهناك حاجة ماسة الى اعادة إعمار المناطق المتضررة بالحرب وارجاع النازحين اليها بعد القيام بتأهيلها".

وشدد آية الله السيستاني بالقول "يجب أن يكون هذا من اولويات الحكومة وهو مما يساهم في تقليل خطر تنامي الفكر المتطرف في هذه المناطق مرة اخرى، كما ان على المنظمات الدولية ودول العالم المساعدة في سرعة تحقيق ذلك".

وأكّد على "اهمية الالتزام العملي من قبل الجميع ـ مسؤولين ومواطنين ـ بمقتضيات السلم الاهلي والتماسك المجتمعي وعدم التفريق بين ابناء البلد الواحد ورعاية الاقليات الدينية والاثنية".

وشدّد المرجع الديني على "ضرورة تطبيق القانون على جميع المواطنين والمقيمين بلا استثناء وحصر السلاح بيد الحكومة والوقوف بوجه التصرفات الخارجة عن القانون ـ ومنها عمليات الاغتيال والخطف ـ ومحاسبة فاعليها بقطع النظر عن انتماءاتهم الفكرية والسياسية ".

ونوه آية الله السيستاني الى ان "العراق يطمح الى ان تكون له علاقات طيبة ومتوازنة مع جميع دول الجوار وسائر الحكومات المحبة للسلام على اساس المصالح المشتركة من دون التدخل في شؤونه الداخلية او المساس بسيادته واستقلاله، كما انه يرفض أن يكون محطة لتوجيه الأذى لأي بلد آخر".

وكانت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جینین هینیس بلاسخارت، قد وصلت اليوم الأربعاء، إلى مطار محافظة النجف الاشرف الدولي جنوبي بغداد.

وكان ممثل الأمم المتحدة السابق في العراق يان كوبيتش التقى بالمرجع الديني السيد السيستاني في محافظة النجف ايضا أواخر شهر تشرين الثاني الماضي.