العالم- تقارير
يری المحللون ان الزيارة التي قام بها قبل أيام، النائب الاول للرئيس الايراني جهانغيري الى دمشق کانت مهمة وناجحة للغاية، وقدأسفرت هذه الزيارة عن مكاسب جيدة لكلا الشعبين.
کما مهدت الزيارة لأخری قام بها منذ يومين وزير الخارجية السوري وليد المعلم لطهران بدأها بلقاء رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني، ثم امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي شمخاني، ووزير الخارجية الايراني ظريف.
وفي اليوم الثاني من حضوره في العاصمة الايرانية استقبله الرئيس الايراني حسن روحاني اليوم الاربعاء ووصف العلاقات بين البلدين بانها اخوية وحميمة ومترسخة واعتبر احد اهم الاهداف الاقليمية وسياسة ايران الخارجية هو توفيرالامن والاستقرار في سوريا وعودة الحياة في هذا البلد الى ظروفها الطبيعية .
وقال روحاني في هذا اللقاء: منذ انتصار الثورة الاسلامية، حظيت العلاقات الودية والوثيقة بين طهران ودمشق باهتمام خاص من قبل قيادتي البلدين، وهذه العلاقات ستستمر بسرعة أكبر وفي جميع المجالات بما يخدم مصالح الشعبين.
وهنأ الرئيس الايراني بالمكاسب والانتصارات التي حققها الشعب والحكومة السورية بالصمود في مواجهة الارهاب ومحاربته، واعتبر هذا الانتصار مكسبا ونصرا كبيرا للشعب السوري والمنطقة بأسرها، مؤكدا أن إرساء الاستقرار والامن التام في سوريا وعودة الحياة العادية اليها من أهداف ايران الاقليمية وسياستها الخارجية.
وأشار روحاني الى المشكلات والعقبات التي يواجهها الشعب السوري، قائلا: ان التغلب على هذه المشكلات هو من الاهداف المشتركة بين البلدين، لذلك من الضروري ان نعزز التعاون والتنسيق فيما بيننا في جميع المجالات أكثر فأكثر وان نضع مصالح الشعبين بعين الاعتبار.
من جانبه هنأ وزير الخارجية السوري، حلول الذكرى الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية، وأعرب عن تقديره للدعم الذي قدمته ايران وماتزال تقدمه -حكومة وشعبا- الى الشعب السوري في مواجهة الارهاب.
وأكد المعلم أن ايران أثبتت انطلاقا من صمودها وعزمها وإرادتها الصلبة، أنها قادرة على إحباط المؤامرات الاميركية، وقال: لا شك ان نجاح الجمهورية الاسلامية الايرانية في كسر هذه المؤامرات، يعد نجاحا كبيرا للمنطقة بأسرها بما فيها سوريا.
ووصف وليد المعلم زيارة اسحاق جهانغيري، النائب الاول للرئيس الايراني الى دمشق بأنها كانت مثمرة جدا، وأنها كانت حركة قوية في تكريس العلاقات بين البلدين، وأن الحكومة السورية ستتابع بجدية وبأسرع ما يمكن تنفيذ الاتفاقيات والوثائق التي تم التوصل اليها بين الجانبين.
من جانبه أكد مستشار قائد الثورة في الشؤون الدولية علي اكبر ولايتي، اليوم الاربعاء، أن انتصار سوريا هو انتصار لمحور المقاومة، مضيفا ان المثلث الرجعي بالمنطقة تكبد الهزيمة امام سوريا، والآن فإن 90 بالمائة من الاراضي السورية تسيطر عليها الحكومة وسيتحرر الباقي قريبا على يد الجيش السوري.
وبعد لقائه وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، قال ولايتي: أجرينا لقاء جيدا وبناء مع وزير الخارجية السوري، ولابد من التهنئة بالانتصارات التي حققتها سوريا حكومة وشعبا أمام هجمات الاعداء الاقليميين والدوليين.
وأكد ولايتي ان انتصار سوريا انتصار لجبهة المقاومة وإن علاقة استراتيجية تجمع بين ايران وسوريا، وقد استمرت هذه العلاقات، حيث وقف البلدان جنبا الى جنب، وما نراه الآن انما هو ثمرة اتحاد دول محور المقاومة.
وبعد لقائه مع ولايتي، قال وزير الخارجية السوري: أجريت مشاورات بناءة مع المسؤولين الايرانيين بهدف تنمية التعاون الاستراتيجي، ولقد حاربت سوريا وايران عدوا باسم الارهاب، والآن تقفان امام عدو باسم الاستعمار، وما دمنا مع بعض فسننتصر ضد الاستعمار مثلما انتصرنا في مواجهة الارهاب.
وأضاف وليد المعلم: أجريت محادثات قيمة مع الدكتور ولايتي، وقد استفدت من حديث مستشار قائد الثورة. نحن نقدر دوما الدكتور ولايتي، ونقدر جهوده لمساعدة الشعب السوري.
وأردف: في هذا اللقاء، أبلغت التحية الحارة من الرئيس بشار الاسد الى سماحة قائد الثورة، كما قدمت التهنئة الى الشعب الايراني نيابة عن الشعب السوري بمناسبة الذكرى السنوية الاربعين لانتصار الثورة الاسلامية.
وقد اتت تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اليوم حجة واضحة أخری لما تعيره ايران من کبير عناية للشأن السوري، حيث انه صرح في حديث له مع RT بأنه "لا يمكن استبدال الاحتلال بآخر شمال سوريا"، موضحا أن طهران مستعدة للعب دور الوسيط بين دمشق وأنقرة لاستعادة الحد الأدنى من علاقاتهما.
وتابع ظريف: لقد تحدثنا كثيرا مع أصدقائنا في تركيا بشأن عملياتهم العسكرية في سوريا، وكانت مباحثاتنا ثلاثية وثنائية".
وأضاف: "موقفنا هو أن السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار في سوريا وتأمين الحدود مع تركيا وإزالة القلق المشروع لدى أنقرة لحماية أراضيها من الإرهاب، هو أن تنشر دمشق قواتها على الجانب السوري من الحدود".
وردا على سؤال حول استعداد طهران للتوسط بين دمشق وأنقرة، قال ظريف: "نحن نعتقد أن العلاقة بين أنقرة ودمشق تصب في صالح المنطقة، وفي حال طلب منا الطرفان ذلك، نحن مستعدون للعب دور الوسيط".
وتتزامن زيارة المعلم لطهران مع وصول المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سوريا غير بيدرسون للعاصمة الايرانية ولقائه مع عدد من المسؤولين الايرانيين، کما ان زيارة المعلم ذات أهمية بالغة في ظل ما يدور في سوريا والتهديدات الترکية المستمرة بشأن عزمها علی هجوم عسکري ضد الاکراد في شمال سوريا. أضف الی ذلك کله مسألة اعادة اعمار سوريا والدور المحتمل لايران في ذلك؛ الامر الذي لا يستسيغه بالطبع أعداء ايران وسوريا وعلی رأسهم الکيان الصهيوني وأمريکا خاصة في ظل الحظر الامريکي الراهن ضد ايران. کما ان هذه الزيارة وأمثالها تبرهن مرة أخری علی ان العلاقة السورية الإيرانية علاقة استراتيجية لا تخضع للتسويات، فهي مرتبطة بحاضر المنطقة وبمستقبلها كما انها لن تخضع للمساومة.
د. نظري