الجماعات الارهابية تحوّل ادلب الى مسرح لانفجارات

الجماعات الارهابية تحوّل ادلب الى مسرح لانفجارات
الثلاثاء ١٩ فبراير ٢٠١٩ - ٠٨:٣٣ بتوقيت غرينتش

ادلب السورية كانت یوم الاثنین مسرحا لاحداث عنيفة اسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بينهم مسلحون بينما يؤكد مسؤولون روس على ضرورة القضاء على الجماعات الارهابية هناك وهي عملية حتمية.

العالم- سوريا

هز انفجاران عنيفان امس الاثنين مدينة إدلب بفارق دقائق قليلة، الأول ناجم عن عبوة ناسفة موضوعة بسيارة، والثاني عبارة عن سيارة مفخخة ضربت منطقة القصور جنوبي مدينة إدلب.

ووقع الانفجاران بالقرب من أحد المقرات الرئيسية التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" الواجهة الحالية لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي . وبلغت الحصيلة النهائية للتفجيرين 24 قتيلا بينهم 11 مسلحا من جنسيات أجنبية، بالإضافة لأكثر من 32 مصابا غالبيتهم الساحقة بحالة خطرة.

وأشارت المصادر إلى أنه كان من المقرر أن يعقد اجتماع ضمن أحد مقرات التنظيم يضم قياديين في الصف الأول ومن بينهم المتزعم العام لـ"هيئة تحرير الشام" الإرهابي المدعو "أبو محمد الجولاني".

وأكدت المصادر أن حدوث الانفجار تزامن مع تواجد موكب أمني يعتقد أنه تابع للجولاني لحظة مروره في منطقة القصور مشيرة الى انه أصيب بجروح خلال التفجير بينما قتل اثنان من مرافقيه يحملان جنسية أوزبكية فيما أصيب آخرون بجروح.

الجدير بالذكر أن مسلحي "هيئة تحرير الشام" قاموا، نهاية أيلول/ سبتمبر 2018، بتجميع مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي من عدة مناطق سورية قرب الحدود التركية في ريف إدلب، ونقلهم على وجه السرعة باتجاه منطقة حارم شمالي المحافظة.

وأضافت المصادر أن مسلحي الـ"هيئة" قاموا بتجميع مسلحي التنظيم من أجانب وسوريين، موضحة أن قياديين من الهيئة اتفقوا على دمج مسلحي "داعش" الإرهابي في صفوف الهيئة بعد عدة لقاءات ضمت قياديين من التنظيمين الإرهابيين وبحضور المسؤول الأول في الهيئة المدعو أبو محمد الجولاني.

وأكدت المصادر أن "هيئة تحرير الشام" قدمت لمسلحي "داعش" التكفيريين منازل ومواقع في منطقة حارم، فيما منح مسلحو "داعش" من الجنسيات الآسيوية والصينية منازل أخرى في بعض مناطق جسر الشغور بالتنسيق مع مسلحي "الحزب التركستاني" الإرهابي، وذلك بالتزامن مع قيام الجيش التركي بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة له عبر معبر كفرلوسين شمالي إدلب حيث توجه الرتل باتجاه بلدة كفرحوم التابعة لمدينة حارم، مشيرة إلى أن القوات التركية استقرت في هذه المنطقة القريبة من مناطق سيطرة "داعش" دون توافر معلومات حول ما إذا كانت القوات ستبقى في المنطقة أو ستتابع التحرك باتجاه نقاط المراقبة التركية في ريف إدلب وحماة.

وتشهد المدينة بين الحين والآخر تفجيرات مماثلة، وغالباً ما يتم اتهام "خلايا نائمة" تابعة لتنظيم "داعش" بالوقوف ورائها.

وقتل 11 شخصاً بينهم 7 من مسلحي "هيئة تحرير الشام" جراء انفجار في مستودع ذخيرة تابع لهم في 18 يناير /كانون الثاني الماضي.

وفرضت "هيئة تحرير الشام" الشهر الماضي سيطرتها عملياً على محافظة إدلب برمتها، إضافة إلى مناطق محاذية في محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (شمال غرب)، بعد خوضها قتالاً لأيام ضد فصائل مسلحة ومعارضة، متحالفة في إطار ما يسمى "الجبهة الوطنية للتحرير" المدعومة من تركيا.

وتعد منطقة إدلب التي تؤوي ثلاثة ملايين نسمة، نصفهم نازحون من مناطق أخرى، من أبرز المحافظات خارج سيطرة القوات الحكومية. وتوصلت موسكو وأنقرة في 17 سبتمبر/ أيلول إلى اتفاق نص على إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب ومحيطها..

وبحث رؤساء روسيا وإيران وتركيا، الخميس الماضيي، في سوتشي، مصير المحافظة، وتوافقوا على اتخاذ "تدابير ملموسة" لضمان استقرار الوضع.

وفي سياق متصل، اكدت روسيا على لسان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن العملية العسكرية ضد الإرهابيين في إدلب حتمية، نافيا إمكانية التوصل إلى صفقة معهم، كما استبعد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أن يكون هناك وقف لإطلاق النار بين الحكومة السورية والإرهابيين في إدلب، مشيرا إلى أنهم ما زالوا في دائرة الاستهداف.

وفي وقت سابق أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه لا يمكن الصبر إلى ما لا نهاية على وجود الإرهابيين في إدلب، وأن هناك توافقا روسيا تركيا إيرانيا على خطة "الخطوة خطوة" لحل مشكلة إدلب.

ويرى المحللون ان أنقرة قلقة من توتر الاوضاع في ادلب حتى لا تؤدي الى موجات نزوح الى الاراضي التركية، الامر الذي يشدد العبء على تركيا التي تستضيف اكثر من ثلاثة ملايين نازح سوري.