العالم - تقارير
وقال ممثل الوفد السعودي وزير الخارجية إبراهيم العساف: إن "الوفد قدم تعديلات على البيان الختامي لم يتم وضعها في البيان الموزع على الأطراف في الجلسة الختامية للقمة العربية الأوروبية".
وعلق الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، بالقول إن الجامعة تلقت من البحرين والإمارات والسعودية ولبنان تعديلات مقترحة، لكنه أكد أن الطرف الأوروبي فضل بقاء البيان الختامي على صيغته الأولى.
وكان اللافت أن التعديل الذي تم تجاهله جاء من الدول التي تفرض حصاراً على دولة قطر منذ يونيو 2017، وتتعرض لانتقادات أوروبية مستمرة، كما أشار وزير الخارجية السعودي إلى أن التعديل تضمن اقتراحات لتعزيز التعاون مع الجانب الأوروبي، وهو ما بدا أن أوروبا قد رفضته.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إن الزعماء والقادة العرب طرحوا وجهات نظرهم خلال القمة العربية الأوروبية بكل وضوح وصراحة بشأن أهم القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وهي قضية العرب الاولى المركزية، وسبل مواجهة الإرهاب والضرورة القصوى للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمات المتعددة التى تشهدها المنطقة، وكل ذلك بهدف تعزيز الاستقرار فى محيطنا الجغرافى المشترك.
وأشار السيسي، إلى أنه تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون المشترك، بهدف البناء على علاقات التعاون العربى الاوروبى فى مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وقد عكس الإعلان الصادر عن القمة الأرضية المشتركة التى نأمل أن يتم البناء عليها خلال اللقاءات المقبلة.
وأكد السيسي، على أن القمة أتاحت فرصة طيبة للقادة والزعماء لعقد العديد من اللقاءات الثنائية وتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن دواعى سرورنا أن نكون ساهمنا فى مصر على تعزيز التعاون على الصعيد الثنائى بين الدول العربية والأوروبية، ونتطلع للمزيد من اللقاءات بين الجانبين في المرحلة المقبلة وعلى جميع المستويات للبناء على النتائج المهمة لقمة شرم الشيخ العربية الأوروبية الاولى.
من جهته قال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك: "نحن نواجه العديد من التحديات المشتركة والحلول متعددة الاطراف هي السبيل لمواجهتها. وقد جددنا خلال القمة التزامنا باحترام حقوق الانسان. واكدنا على التعاون في مجال الامن والحدود ومعالجة الاسباب الجذرية للارهاب والتطرف والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ومكافحة تغير المناخ وضمان النمو المستدام والاقتصاد المستقر" .
بدوره اكد رئيس المفوضية الاوروبية جون كلود يونكر: "لقد اكدنا على ضرورة التعاون والتنسيق بيننا في القضايا ذات الاهتمام المشترك, ونامل ان يتحقق التفاعل بين العالم العربي والاتحاد الاوروبي وان نتغلب على الخلافات بشان حقوق الانسان , فالعلاقات بين الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية علاقات تاريخية".
كما اتاحت القمة للقادة العرب والاوروبيين الفرصة لعقد العديد من اللقاءات الثنائية. وتم الاتفاق على عقد القمة العربية الأوروبية المقبلة في بروكسل عام الفين واثنين وعشرين.
وقال السفير رؤوف سعد، أمين عام القمة العربية الأوروبية، إن القمة تعد ذات خصوصية بكل المقاييس، ليس فقط لأنها تعقد للمرة الأولى، ولكن أيضاً في توقيتها.
وأضاف في تصريحات صحفية أن القمة جاءت في ظروف استثنائية تشهدها المنطقة العربية ودول الاتحاد الأوروبي، "وهي ظروف فرضت عقد هذه القمة التى تجمع بين مواجهة التحديات وتعاظم المصالح بين الجانبين العربي والأوروبي"، مشيراً إلى أن "هذه التحديات تتمثل في الهجرة غير الشرعية ومواجهة الإرهاب وغيرهما من الظواهر السلبية، التي تفرض حتمية التعاون والمشاركة بين الجانبين".
سعد أشار إلى أن هناك ملفات تمثل للاتحاد الأوروبى أهمية خاصة؛ ولذلك لابد أن يكون هناك تعاون إقليمي ودولي، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي يحتاج المنطقة لإمداده بالطاقة ولذا فهو في حاجة لوجود شريك في المنطقة.
وأعلن الرئيس المصري خلال الجلسة الختامية للقمة، أن القمة المقبلة ستعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، عام 2022.
وفي سياق متصل قال علي المرعبي، رئيس تحرير صحيفة "كل العرب" التي تصدر في فرنسا، إن أوروبا تحاول الانفتاح أكثر باتجاه جنوب المتوسط لعدة عوامل.
وأضاف خلال حديثه لراديو "سبوتنيك"، أن من هذه العوامل الثروات الموجودة في هذه المنطقة خاصة الغاز والبترول ومن أجل إيجاد حلول لمسألة الهجرة الغير شرعية التي مصدرها جنوب المتوسط باتجاه أوروبا وأيضا من أجل ملئ الفراغ الذي سيسببه الانسحاب الأمريكي.
وأعرب المرعبي عن اعتقاده أن هذا المؤتمر لن يأتي بنتائج حاسمة، وذلك لأن أمريكا ستقف ضد أي قرارات تصدر عن هذه القمة تكون ضد مصالحها.
وأشار إلى أنه يخشى أن تكون القمة مدخلا آخر لعملية التطبيع مع الكيان الإسرائيلي والإلتفاف على القضية الفلسطينية.
ولفت المرعبي إلى أن عدم فاعلية مكافحة الإرهاب تأتى بسبب أن أمريكا وقسما من الدول الأوروبية ترفض تعريف الإرهاب، والخوف من حدوث خلط بين الإرهاب من جهة والمقاومة الوطنية من جهة أخرى، مشيرا إلى أنه لا يعتقد بحدوث أي تغير فى المدى المنظور فى أوضاع الدول العربية التى تشهد صراعات.
في الختام.. يبقى نجاح التعاون العربي الأوروبي فى النهاية رهنا بتجاوز الخلافات البينية عربيا واوروبيا ..وتحقيق ما تطمح له الشعوب فعليا وان يترجم ما تم الاتفاق عليه على شكل مشاريع على ارض الواقع لا ان يبقى حبرا على ورق.