العالم - تقارير
كشف حساب “معتقلي الرأي” المتخصص في نقل أخبار المعتقلين السعوديين، عن أن السلطات السعودية، قررت عقد اولى جلسات المحاكمة السرية للناشطة الحقوقية لجين الهذلول صباح الأربعاء القادم.
وقال حساب “معتقلي الرأي” في تدوينة له عبر حسابه بموقع “تويتر” :” السلطات السعودية تقرر عقد أولى جلسات المحاكمة السرية للناشطة لجين الهذلول صباح الأربعاء المقبل 13/3/2019 وذلك في محكمة الإرهاب “الجزائية المتخصصة”.
ونقل الحساب عن شقيقها وليد الهذلول أنه تم منعها من توكيل محام يحضر الجلسة ويتولى ملف قضيتها.
وبحسب “معتقلي الرأي” فإن الإسراع بتحديد موعد محاكمة لجين الهذلول يثير قلقاً حقيقياً من نية السلطات السعودية تصفية ملف الناشطات اللواتي تم اتهامهنّ بالعمالة بأسرع وقت”.
وأكد على ان ”أن التهم المعلبة الجاهزة قد تم تحضيرها هي والأحكام الجائرة”، متسائلا: ”هل تحضر السلطات لقتل سنوات عمر هؤلاء الناشطات بأحكام سجن طويلة !!؟”.
من جهة اخرى، كتب وليد الهذلول، شقيق الناشطة السعودية لجين الهذلول، مقالاً في صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، ونشر يوم الجمعة الماضي، يطالب فيه بإطلاق سراح شقيقته، مذكراً بالنضال المستمر لتحصيل حقوق المرأة، بمناسبة يومها العالمي.
وكتب وليد الهذلول: "أختي لجين واحدة من أشجع الناشطات المطالبات بالمساواة، ولذلك فإنها تقبع في المعتقل الآن. لقد نذرت حياتها لصالح حقوق المرأة الأساسية في بلدنا السعودية، مركزة أساساً على حظر قيادة السيارات والوصاية والعنف المنزلي".
وأضاف: "ولكن بدلاً من أن تسير لجين في يوم المرأة العالمي، فإنها تقبع في السجن. لقد أمضت الشهور العشرة الأخيرة في السجن السعودي. وقالت لنا إنها كانت عرضة للتعذيب الوحشي والتحرش الجنسي". وتساءل "كيف لنا أن نحقق المساواة للنساء إذا تركنا المدافعات عن حقوقهن يمتن في المعتقلات؟ يرسل ذلك رسالة للنساء عبر العالم أننا لن نقوم بحمايتكن، إذا قمتن بالمطالبة كما فعلت أختي".
وذكر وليد بمطالبة المنظمات الدولية مثل "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" بحرية شقيقته. كما أن البرلمان البريطاني والكونغرس الأميركي أقرا طلب أجوبة من الحكومة السعودية، بينما حث البرلمان الأوروبي السعودية على الإفراج عن المطالبات بحقوق المرأة من سجونها.
ورغم انتشار قضية لجين بفضل وسائل الإعلام، قال وليد الهذلول إن "الحكومة السعودية تستمر بنفي الادعاءات بالاعتقال غير القانوني والتعذيب. ومثل هذا الإنكار، إنما يثبت ضرورة إبقاء الضوء مسلطاً على قضية أختي".
وروى شقيق لجين كيف كان العام الماضي "كابوساً على العائلة، فمنذ اقتحام قوات الأمن لمنزل والديه من دون مذكرة يوم اعتقال لجين، والأمور تتجه نحو الأسوأ. شهر مضى بعد اعتقالها من دون معرفة مصيرها أو مكانها. وبعد ذلك، علمنا أنها تعرضت للضرب والتعذيب بالكهرباء والتحرش الجنسي".
وخلال الزيارة الأخيرة، قال وليد إن أخته كانت قد عرضت على طبيب نفسي كي تتعافى من التعذيب الذي تعرضت له. ولكنها أغمي عليها لأنها استعادت تجربة التعذيب في ذاكرتها خلال الجلسة. وفي جلستها الثانية لدى الطبيب النفسي "عصبت عيناها وربطت إلى كرسي متحرك".
وأضاف "تدّعي الحكومة السعودية أن التعذيب لم يحدث، ولكنها لا تستطيع إثبات ذلك لأنها لا تسمح لأطراف مستقلة بزيارة المعتقل. وتدعي أيضاً أنها تقوم بإصلاح البلاد ونشر صورة أمة متسامحة ومنفتحة، ولكن كيف لنا أن ندعي أننا منفتحون للعالم، عندما لا نحترم أبسط حقوق الإنسان؟"
وتساءل كذلك "هل كان الهدف من تعيين الأميرة ريما بنت بندر كأول سفيرة إلى الولايات المتحدة إجراء إصلاحات حقيقية لصالح النساء وتمكينهن؟ عندما أرى العديد من المدافعات عن حقوق المرأة في المعتقلات، يصعب تصديق مثل هذه الادعاءات". وأضاف "إذا أراد البلد إصلاحات حقيقية، فيجب إطلاق سراح أختي".
ويقول نشطاء إن بعض هؤلاء المحتجزين ومنهم الهذلول التي يبلغ عمرها 29 عامًا، مسجونون في حبس انفرادي ويعاملون بشكل سيء ويتعرضون لتعذيب بما في ذلك الصعق بالكهرباء والجلد والاعتداء الجنسي.
احتجاز النشطاء في السعودية أدى إلى زيادة الانتقادات الدولية للسعودية بعد أن أثار قتل الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بالقنصلية السعودية في إسطنبول غضبًا عالميًا، حيث دعت أكثر من 30 دولة من بينها كل دول الاتحاد الأوربي الثماني والعشرين الرياض الأسبوع الماضي إلى الإفراج عن النشطاء في أول انتقاد للسعودية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة منذ إنشائه في 2006.
وقال وزيرا الخارجية الأمريكي والبريطاني، إنهما أثارا هذه القضية مع السلطات السعودية خلال زيارات جرت في الآونة الأخيرة.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد قال إن الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول تعرضت لحملة إعلامية شرسة بسبب دفاعها عن حقوق المرأة في السعودية، مشيرًا إلى أنها سُجنت لمجرد انتقادها النظام الذي يضع النساء تحت وصاية الرجال.
ماكرون أوضح قائلًا في خطاب بمناسبة يوم المرأة العالمي (8 مارس) "أنا أفكر هذا اليوم في لجين الهذلول، هي في السجن منذ 18 شهرًا في السعودية"، وقال إنه يأمل أن تقوم السلطات السعودية بإطلاق سراحها، وقال "نحن نتحمل مسؤولياتنا وسنستمر في تحملها وسنتحمل مسؤولياتنا كذلك بمجرد أن تسمح لنا الأجندة الدبلوماسية".
تصريحات ماكرون أثارت ضجة بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ووصفها ناشطون بأنها "تدخل مباشر في شؤون المملكة الداخلية".
تأتي التصريحات بعد بيان مشترك لـ 36 دولة بينها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الخميس الماضي، حول وضع حقوق الإنسان بالمملكة ومقتل الصحفي جمال خاشقجي، ومطالبتها السعودية بمحاسبة المسؤولين ومنح المدافعين عن حقوق الإنسان حرياتهم الأساسية.
مطالبات بإنقاذ الداعية سلمان العودة من الإعدام
من جانب آخر، تفاعل ناشطون بكثافة عبر هاشتاغ "#العودة_في_خطر"، مطالبين بإنقاذ الداعية السعودي سلمان العودة، بعد أن طلبت النيابة العامة إعدامه يوم الأربعاء الماضي.
وأعلن عبدالله نجل الشيخ سلمان العودة أن الجلسة السرية التي كانت مقررة لمحاكمة والده، والتي تأجلت ثلاث مرات، انعقدت يوم 6 مارس/ آذار الجاري دون حضور العودة، وكشف عن أن النيابة العامة جددت طلب إعدامه.
المغردون والناشطون تفاعلوا بغضب ضد النظام السعودي، وأعلنوا تضامنهم مع الشيخ العودة، وغيره من معتقلي الرأي الذين يقبعون في السجون بلا تهم حقيقية.
حساب "معتقلي الرأي" دعا في عدة تغريدات على تويتر، للتحرك من أجل إنقاذ الشيخ سلمان العودة بتهم زائفة، مؤكدًا أن الشيخ العودة في خطر هو وكل معتقلي الرأس في السعودية.
ولم يرد مكتب الاتصالات للحكومة السعودية على طلب للتعليق، ولكن مكتب النائب العام قال في وقت سابق من الشهر الجاري إنه أكمل تحقيقاته مع المحتجزين ويعد لمحاكمتهم.
النائب العام السعودي كان قد قال في يونيو حزيران الماضي إنه تم إلقاء القبض على خمسة رجال وأربع نساء واحتجازهم للاشتباه بالإضرار بمصالح البلاد وتقديم الدعم لعناصر معادية في الخارج، حسب تعبيره.
وشنت وسائل الإعلام السعودية، حملة على الناشطين وعلى نطاق واسع بوصفهم "خونة". ولم يتضح ما إذا كان المحتجزون الآخرون سيحاكمون أيضًا هذا الأسبوع.
يذكر أن لجين الهذلول، دافعت فقط عن إنهاء حظر قيادة النساء للسيارات ونظام وصاية الرجل بالسعودية وقد احتجزت من قبل 37 يومًا في 2014 بعد أن حاولت قيادة سيارة من دولة الإمارات إلى السعودية، ورفع حظر قيادة النساء للسيارات في يونيو/حزيران بعد أسابيع من احتجازها من جديد.
واحتُجز عشرات من النشطاء الآخرين والمفكرين والدعاة بشكل منفصل خلال العامين الماضيين في محاولة على ما يبدو للتضييق على المعارضين لولي العهد محمد بن سلمان الذي عزز من سلطاته.