العالم - تقارير
اكد الرئیس الایراني حسن روحاني خلال اجتماع المجلس الاعلى للتنسیق الاقتصادي الذي عقد أمس السبت، بان الاخرین غیر قادرین على المساس بالعلاقات الوطیدة بین الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة والعراق.
واشار الرئیس روحاني خلال الاجتماع الى زیارته الاخیرة الى العراق وثمن حسن الضیافة من قبل الحكومة والشعب العراقي واكد على التنفیذ السریع للتوافقات الحاصلة بین البلدین، خاصة في المجال الاقتصادي، معتبرا هذه الزیارة بانها كانت ایجابیة جدا وشكلت منعطفا في العلاقات بین البلدین.
واكد الرئیس روحاني بان العلاقات بین البلدین الجارین والمسلمین والشقیقین ایران والعراق راسخة وتحظى بمبادئ مشتركة بحیث لا یمكن للاخرین المساس بها.
كما قال الرئيس روحاني، في تصريح أدلى به بعد زيارته للعراق التي استغرقت ثلاثة ايام إن الزيارة تضمنت اجراء محادثات والتفاهم في عدد من المواضيع والشؤون التجارية مثل خفض أو الغاء الرسوم على بعض السلع وتأسيس مدن صناعية مشتركة بين البلدين وفي مجال الطاقة وتسهيل منح التأشيرات التجارية.
ووصف دور الناشطين والتجار بأنه يكتسب الاهمية لكلا الجانبين، عادّا العراق بأنه المحطة الرئيسة للصادرات الايرانية في العالم ويرتبط البلدان بأواصر متينة.
ولفت الى ان البلدين أجريا محادثات حول الشؤون المصرفية واعتماد العملتين الوطنيتين في الكثير من عمليات التبادل وتسهيل العلاقات المصرفية كما توصل البلدان الى تفاهمات طيبة حيال القضايا الامنية والاقليمية وكذلك فإن وجهات نظرهما متقاربة حيال العديد من القضايا المهمة.
ونوه الى أنه لمس حيوية من الشعب العراقي خلال هذه الزيارة بفضل الاواصر المتينة بين الشعبين ولاتستطيع أية قوة في العالم صنع هوة وتاجيج النزاع بين الشعبين الايراني والعراقي.
وقال إنه أكد، في هذه الزيارة ، ضرورة تطوير العلاقات الثنائية في المستقبل الى ثلاثية ورباعية الأطراف ومناقشتها مع الدول الأخرى والتي يمكن أن تلعب دوراً في هذه العلاقات. كما خلص روحاني الى إنّ هذه الزيارة يمكنها أن تشكل منعطفاً في العلاقات وتتوطد أكثر في المستقبل لصالح الشعبين والبلدين.
إلغاء رسوم تاشيرة الدخول للعراق
من جهة اخرى، ونظرا لتسهيل السفر للزوار الايرانيين الراغبين بزيارة العتبات المقدسة في العراق، أعرب رئيس منظمة الحج والزيارة الايرانية "علي رضا رشيديان" عن أمله ببدء الغاء رسوم تاشيرة الدخول للعراق يوم 5 نيسان /ابريل القادم.
وأوضح رشيديان في تصريح صحفي أمس السبت وخلال تفقده معبر مهران الحدودي بمدينة ايلام (غرب ايران)، بأن تاشيرة الدخول للسفر بين ايران والعراق لم تلغ إلا ان رسوم التاشيرة قد الغيت.
وأشار الى أن رسوم التاشيرة للعراق كانت قبل شهرين 40 دولارا وارتفعت قبل شهر الى 50 دولارا وأضاف، نامل بان نشهد في بداية النصف الثاني من شهر فروردين (الايراني) القادم (5 نيسان /ابريل ) الغاء رسوم التاشيرة.
وبحسب المحللين السياسيين، فإن زيارة الرئيس الايراني للعراق حظيت بحفاوة بالغة في العراق لم تحظ بها شخصية سياسية اخرى منذ عام 2003.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي العراقي محمود الهاشمي، إن زيارة الرئيس روحاني اشتملت على ثلاثة ابعاد سياسية واجتماعية ودينية ، وفي البعد السياسي تمكن السيد روحاني من لقاء جميع الشخصيات السياسية الرفيعة داخل البلاد، وعلى المستوى الاجتماعي التقى بزعماء العشائر ، وكذلك في البعد الديني التقى روحاني بمراجع الدين كما زار العتبات الدينية المقدسة.
ويؤكد الهاشمي أن سر احتفاء العراقيين بالرئيس روحاني يكمن في تصور العراقيين أن ايران هي تمثل عمق العراق، وان الجمهورية الاسلامية عمقها في العراق، وهذا التداخل السياسي الديني والشعبي غير متوفر مع اية جهة اخرى.
ويقول الهاشمي إن هذه الزيارة ازعجت البعض وان اول المنزعجين من هذه الزيارة هم الاميركان وتصريح رايان هوك بان ايران تبحث عن نفوذ لها في العراق، ربما هم لايملكون غير هذه الجملة المسطحة، مؤكدا ان المنزعجين من زيارة الرئيس الايراني هم خصوم العراق وخصوم الجمهورية الاسلامية.
وتحدث الهاشمي عن دور العراق ومساهمته في محاولة ان يكون رقما في اطار اعادة صياغة العلاقات الاقليمية في المنطقة ومنها تحسين علاقة البلدان العربية مع ايران، مشيرا الى انه بعد ان شعرت الدول الاخرى ومنها السعودية والبلدان الخليجية انها ضعفت جدا وان الولايات المتحدة قد ابتزتها بالمليارات وان الجمهورية الاسلامية ليست كما يجري تناوله في الاعلام وليس كما تصرح به اميركا والـ"فوبيا" التي تحاول ان تزرعها في منطقة الشرق لاخافتهم، هم فهموا هذا الامر.
مشيرا الى وجود حوار داخل اميركا انه كيف تدفع هذه الدول اموالا مضاعفة من اجل حمايتهم، وهنا ارسلنا لهم رسالة وقلنا لهم ان ايران هي دولة مسلمة وسنويا يتدفق الآلاف من الايرانيين الى موسم الحج وهم يمارسون الشعائر كما يمارسها بقية المسلمين دون ان يصدر منهم اي اذى او تحامل، وهذه الفوبيا التي ارادت اميركا ان تخلقها في المنطقة ماهي الا وهم.
ويرى "ماجد الزبيدي" في رأي اليوم اللندنية أن وجود روحاني في بغداد يُشكّل "صفعة موجعة لكل الجهود الأمريكية السياسية والعسكرية طيلة عامين كاملين لبناء تحالف عربي - أمريكي - صهيوني ضد الجمهورية الإيرانية، كان آخرها مؤتمر وارسو، وأن كل تلك الجهود تبعثرت مع رياح صحراء العراق مع أول إطلالة للرئيس الإيراني في بغداد".