البيئة الإيرانية وتحديات المرحلة المقبلة

الأحد ٢٤ مارس ٢٠١٩ - ٠٥:٠٦ بتوقيت غرينتش

نستضيف في هذه الحلقة الدكتور عيسى كلانتري معاون الرئيس الإيراني ورئيس مؤسسة حماية البيئة الإيرانية للحديث عن التحديات التي تواجه البيئة الايرانية في المرحلة القادمة.

س_ ما هي أولوياتكم في مؤسسة حماية البيئة الايرانية ونحن في بداية السنة الايرانية الجديدة؟
ج _لمنظّمة البیئة مجموعة من المسؤولیات القانونیة وأخری مهمّة مُحوّلة إلیها من قبل الحکومة. فیما یخصّ مسؤولیاتها القانونیة فهي تتمثّل في الحفاظ علی البیئة والحیاة البرّیة ومواضیع المصادر الطبیعیة، هذه المواضیع الآنفة الذکر یتوجّب المحافظة علیها.
ولکن هنالك أربعة مواضیع تحظی بالأهمّیة وضعتها الحکومة ضمن جدول أعمالها، أحدهم تحسین وضع الجوّ في المدن الکبیرة وهذا الموضوع من إختصاصنا کي نتابعه، والموضوع الآخر یختصّ بالغبار، أمّا الموضوع الثالث فیتمحور حول إحیاء المستنقعات بینما یختصّ یشمل الموضوع الرابع نفایات البلدیات. کلّ ماسبق ذکره یأتي جنباً إلی جنب الحفاظ علی المصادر الجینیة (الوراثیة) والنباتیة والحیوانیة بأنواعها. فالنباتات من المسؤولیات الرئیسة لمنظّمة البیئة إضافة إلی الإشراف علی تحسّن الوضع البیئي للصناعات والصناعات الملوِّثة.


س_ ما هي الخطوات التي اتخذتها الحكومة لمعالجة أزمة العواصف والأتربة جنوب شرقي ايران؟
ج _ لاحظ معي، الغبار الموجود لدینا له مصدران، داخلي وخارجي. تمّ التعرّف تقریباً علی جمیع المصادر الداخلیة للغبار، والحکومة بدأت الإستثمار في هذا المجال للقضاء علیها. لدینا في مناطق کمحافظة خوزستان ومحافظة سیستان وبلوشستان وفي منطقة جازموریان کرمان وحتّی أحیاناً في أطراف العاصمة طهران وقزوین أیضاً، ولکن الموضوع الأهمّ بالنسبة لنا یتمثّل في الغبار ذي المصدر الخارجي والذي یفد علینا بکمّیة أکبر من السابق، من سوریة والعراق والتیّارات الهوائیة التي تهبّ علینا أحیاناً من الجنوب الغربي، أي من السعودیة. کان لدینا تعاوناً مع العراق، ولکن بعد دخول داعش توقّفت هذه الأنشطة في مناطق واسعة من سوریة والعراق تقریباً، ومن ناحیة أخری التقیید الذي طال نهري دجلة والفرات ما أدّی إلی تجفیف مستنقعات العراق، أو الأهوار، لذا فأنّ تلك الأهوار تحوّلت إلی مصادر للغبار إلی جانب بعض المزارع في نواحي من العراق التي أصبحت خالیة من سکّانها وأصحابها بسبب هجمات داعش، علی هذا الأساس فهذه المناطق تُعتبر مصادر للغبار بالنسبة لنا، والسبب أنّ التیّارات الهوائیة من الغرب إلی الشرق تهبّ علی البلاد. نحن نأمل بعد أن تمّ القضاء علی داعش وأنّ السلام سوف یعمّ سوریة والعراق بشکل کامل في القریب العاجل، أن ینطلق تعاوننا في العراق بهدف القضاء علی ظاهرة الغبار.

س _ ماذا عن الجانب التركي ودوره في هذه الازمة ايضا؟
ج _ ما أودّ قوله هو أنّ الحکومة الترکیة تقول أنّها تمنح کلاً من سوریة والعراق نصیبهما من المیاه. والآن نحن لانعلم علی وجه الدقّة ماهي الکمّیة التي تمنحها ترکیا للبلدین، ولکن من المحتمل أنّها تمنح البلدین نصیبهما الإستهلاکي من المیاه في القطاع الزراعي والشرب والنظافة. جمیع الأنهار لدیها حقوق بیئیة من المیاه، ونحن لانعلم ما إذا کانت الحکومة الترکیة تعطي البلدین هذه الحقوق البیئیة أم لا، والسبب هو أنّه حینما تجفّ الأهوار أو المستنقعات والقطاع الزراعي لم یتطوّر، خاصّة خلال السبع أو الثمان أو العشر سنوات الأخیرة، سواء في العراق أم سوریة، وحینما تجفّ أهوار العراق، فهذا یعني أنّه لاتصل المیاه بکمّیات کافیة إلی الأهوار. حینما شبّ خلال فصل الصیف لهذا العام حریق في الهور العظیم لم نجد أيّ منطقة رطبة في الهور العظیم بإتّجاه العراق حیث کان من المفروض أن یأتي الماء ویغمر المنطقة من نهر دجلة. من الطبیعي أن تقوم الحکومات بإعادة دراسة الموضوع. فالحقوق المائیة الخاصّة بالبیئة والحقوق المائیة المحدّدة وفقاً للقوانین الدولیة یجب أن تُعطی للدولتین ، أي سوریة والعراق، وفقاً للقواعد والضوابط العالمیة. لکنّ الحکومة الترکیة تقول أنّها تمنح الدولتین حقوقهما المائیة، والآن یجب علی الحکومتین العراقیة والسوریة أن تبوحا بالکمّیة الممنوحة من قبل ترکیا وکم یجب علیها أن تمنحهما وفقاً للضوابط والقواعد العالمیة.

س_ ما هو تعليقكم على مسألة النفقات المتعلقة بحل هذه المعضلة في دول الجوار والقول بأنه تتم عن طريق ايران؟
ج _ کان من المفترض أن نتعاون في مجالي الأبحاث والتدریب، فالمواضیع التنفیذیة من مسؤولیة الحکومة العراقیة، وخلال زیارة الرئیس روحاني الأخیرة للعراق کان موضوع التعاون البیئي من بین المواضیع المطروحة علی بساط البحث، وفي نفس الوقت نحن علی أتمّ الإستعداد أن نقوم ولو بشکل تجریبي بالتدریب والأبحاث، ولکن من الطبیعي یجب علی العراق أن یکون سبّاقاً في هذا المجال.
س _ من القضايا التي تشكو منها بعض الدول المطلة على الخليج الفارسي هي أن ايران تترك بعض النفايات ومياه الصرف في مياه الخليج ما تسبب بوقوع مشاكل، ما هو تعليقكم على ذلك؟
ج _ للأسف یمکنني القول أنّ جمیع الدول الجارّة في الخلیج الفارسي، ومن ضمنها ایران، لاتلتزم بالوقت المنظّم، وهذا الأمر یشمل ایران والسعودیة والإمارات والدول الأخری في الخلیج الفارسي. توضّح تقاریرنا أنّ الشئ الوحید غیر المطروح علی بساط البحث هو الوضع البیئي في الخلیج الفارسي. علی هذا فأنّ التلوّث النفطي الذي تسبّبه ناقلات النفط في الخلیج الفارسي لایتمّ التحکّم به، لذا یتوجّب علی الدول المطلّة علی الخلیج الفارسي الإسراع لعقد إجتماع بغضّ النظر عن المواضیع السیاسیة وإتّخاذ قرار جدید یخصّ الخلیج الفارسي. للأسف الشدید تُعتبر میاه الخلیج الفارسي في وقتنا الراهن من أکثر المیاه تلوّثاً في العالم ، علماً أنّني لا أنفي الموضوع الذي طرحتموه. بإمکاني القول وبصراحة عدم وجود أيّ دولة من الدول المطلة علی الخلیج الفارسي تراعي ضوابط البیئة، وهذا أمر سیئ جدّاً وخطر إلی حدّ بعید.


س_ ما الخطوات المتبعة لحل معضلة التلوث في مياه الخليج الفارسي؟
ج _ لاحظ معي، التلوث الرئیس في الخلیج الفارسي ناجم عن التلوّث النفطي، ولو حسبتم سهم ایران وفقاً لکمّیات النفط المصدّرة لوجدتم أنّه أقلّ بکثیر عن سهم الجیران الآخرین. بمعنی أنّ التلوّث الأوّل ناجم عن التلوّث النفطي، أمّا التلوّث الثاني فیتمثّل في تحلیة میاه البحر حینما تتمّ إعادة الأملاح إلی میاه الخلیج الفارسي بعد عملیة التحلیة من دون الأخذ بالإعتبار المحاذیر البیئیة. وفي هذا الموضوع أیضاً تقوم الدول المطلّة علی الخلیج الفارسي بتحلیة کمّیات المیاه المالحة بنحو عشرة أضعاف الکمّیة التي نقوم نحن بتحلیتها. علی هذا الأساس، فأنّ التلوّث الذي توجده ایران أقلّ بکثیر من التلوّث الذي تنتجه الدول الأخری وتسبّب بتلوّث میاه الخلیج الفارسي. نحن نصدّر حالیاً في الیوم ملیون برمیل من النفط، أو ملیون ونصف الملیون برمیل في الیوم، ولکن مایُصدّر عن طریق الخلیج الفارسي یبلغ أکثر من عشرة ملایین برمیل یومیاً، أي أنّ سهم ایران من مجموع تصدیر النفط هو 15% فقط. أو موضوع التلوّث الناجم من تحلیة المیاه المالحة في ایران وإعادة الأملاح مرّة أخری إلی الخلیج الفارسي حیث تبلغ الکمّیة المحلاة في السنة 300 ملیون متر مکعّب علی أکثر تقدیر، بینما تقوم الدول الأخری المطلّة علی الخلیج الفارسي بتحلیة أکثر من خمسة ملیارات من الأمتار المکعّبة سنویاً، حسناً عدد سکّان ایران أکثر وهذه حقیقة، ولربّما یدخل التلوّث القادم من المدن إلی میاه الخلیج الفارسي، ولکن في المجموع التلوّث الذي تنتجه ایران ویدخل میاه الخلیج الفارسي أقلّ بکثیر من التلوّث الذي تنتجه الدول الجارّة.

س_ بادرت بعض البلدان في الأعوام الأخيرة كالإمارات وقطر ببناء جزر اصطناعية في مياه الخليج الفارسي،ما هو رأيكم في وجودها قانونيا وحجم الخطر الذي من الممكن أن تشكله على الحياة البحرية هناك؟

ج _بالتأکید أيّ تلاعب في الطبیعة یُعتبر تناقضاً مع البیئة المستدامة. إنشاء جزر وتطویر بعض الجزر وفي نفس الوقت نشر الرواسب في أطراف الجزر کلّ ماسبق ذکره یقلّل من مساحة الخلیج الفارسي، وکلّما قلّت المساحة کلّما ازداد التلوّث وأدّی إلی حدوث مشکلات بیئیة. کلّ هذه الأمور مواضیع مهمّة في حدّ ذاتها، ومن أجل إنقاذ الخلیج الفارسي یجب علی الدول المطلّة علیه أن تجلس فیما بینها بغضّ النظر عن المواضیع السیاسیة وتصل إلی تفاهم شامل وفقاً للضوابط والقواعد الدولیة وأصول التطویر المستدام وبناءً علی تلك القواعد والضوابط علی هذه الدول الإستفادة من میاه الخلیج الفارسي، وإلا إذا کانت کلّ دولة ترغب بعمل مایحلو لها، فانّ الخلیج الفارسي سوف یُصبح خلیجاً میّتاً من وجهة نظرة بیئیة.

س_ هل بادرتم برفع دعاوى قانونية تحول دون بناء هكذا جزر مستقبلا؟

ج _ نعم هذ الموضوع موجود. المرکز الرئیس لهذه المواضیع موجود في الکویت، لکن المبادئ المستدامة للحفاظ علی الخلیج الفارسي في هذا المجال لا تُراعی، ویجب علی الدول التي تتسابق في تخریب الخلیج الفارسي أن تکفّ عن هذا العمل، وأن تستفید من المیاه وفقاً للضوابط الدولیة. حالیاً بدأت الشعب المرجانیة في الخلیج الفارسي بالإنقراض بسرعة کبیرة، والسبب هو التلوّث النفطي في المقام الأوّل، أو الأسماك مثلاً أصبحت نادرة والسبب أیضاً هو التلوّث النفطي. حسناً، تجدید کلّ ماسبق ذکره والحفاظ علی الإحتیاطیات الوراثیة بحاجة إلی تعاون جمیع الدول المطلّة علی الخلیج الفارسي. نحن في ایران نرغب في البدء بعملیة التجدید، ولکن حینما تمتنع دول أخری عن الإلتزام بالضوابط والقواعد من المؤکّد أنّ العملیة لن تسفر عن أيّ نتیجة. موضوع الشعب المرجانیة في الخلیج الفارسي مهمّ للغایة من وجهة نظر بیئیة، کما أنّ موضوع الأسماك التي علی وشك الإنقراض مهمّ جدّاً أیضاً، إلی جانب تلوّث میاه الخلیج الفارسي. کلّ ماسبق ذکره من المواضیع التي یجب أن تجد طریقها إلی الحلّ من خلال مساعي الجانبین ، ولو أردنا الإستمرار في النهج الحالي لربّما یصبح الخلیج الفارسي خلیجاً میّتاً من وجهة نظر بیئیة بعد أربعین إلی خمسین سنة.

س- ماذا عن بحيرة ارومية وما هي اوضاعها في مثل هذه الأيام؟
ج _ نعم، قامت الحکومة الایرانیة خلال السنوات الأربع أو الخمس بإنفاق مایقارب ملیار ونصف الملیار دولار لبحیرة أرومیة، والیوم إرتفع منسوب المیاه في البحیرة بحدود 40 سانتیمتر مقارنة بقبل خمس سنوات، ونحن نأمل أن یستمر النهج الحالي، وإن شاء الله بحدود ثمان سنوات قادمة تعود بحیرة أرومیة إلی توازنها البیئي السابق، أي أن یکون فیها بحدود 15 ملیار مکعّب من المیاه، وللعلم فأنّ الأعمال علی قدم وساق، کتوفیر وإستهلاك المیاه ونقل میاه الصرف من المدن القریبة بعد تصفیتها إلی بحیرة أرومیة، هذه الأعمال أوجدت أملاً آخر في شمال غرب البلاد، وأنا شخصیاً آمل إلی عام 2028 أو 2029 أن نصل إلی التوازن البیئي من حیث إرتفاع منسوب المیاه، أي بحجم 15 ملیار متر مکعّب من المیاه، وبملوحة لاتتجاوز نسبة 25% ، وأن نحیي البحیرة مرّة أخری کما کانت في السابق.

س_ كيف عالجتم مسألة التلوث في المدن الكبيرة؟
ج_لحسن الحظّ فقد تحسّن الجوّ في طهران هذا العام کثیراً مقارنة بالعام الماضي، إلی حدّ أنّه لم تکن لدینا أیّام نعطّل فیها هذا العام بسبب تلوّث الجوّ في العاصمة طهران، وهذا العام کان التلوّث أقل من 50 بي بي ان لحوالي ثلاثین یوماً وهذا یعني ضعفي العام الماضي، وبمعنی آخر فأنّ الأیّام التي کان الجوّ فیها نظیفاً من التلوّث قد ازدادت بتسعة وخمسین یوماً عن العام الماضي. الأسباب الرئیسة التي أدّت إلی هذا التحوّل مردّها إلی التحسّن في وقود المرکبات، حیث لاحظنا توزیع الوقود الأحفوري کالبنزین والدیزل بمعاییر عالیة في المدن الکبیرة ومن ضمنها طهران بالطبع، وهذا أدّی إلی إنخفاض نسبة التلوّث فیها. کما أنّ هناك سبب آخر یتمثّل في تقلیل عدد الدرّاجات الناریة التي تعمل بنظام الکاربوریتور ومنع الشاحنات القدیمة التي کانت تدخل طهران لیلاً من الدخول إلیها وتسبّب بتلوّث عال، إلی جانب تحویل نظام عمل محطّات الطاقة بالقرب من طهران من المازوت إلی الغاز، کلّ هذا أدّی إلی تحسّن الجوّ عن العام الماضي بعدّة مرّات، ولکن مع کلّ هذا کان لدینا هذا العام أکثر من ستّین یوماً ملوّثاً. إستمرّت هذه الحالة حتّی نهایة السنة الایرانیة المنصرمة، أي التقویم الهجري الشمسي، وکان الجوّ في العاصمة طهران والمدن الکبیرة في تحسّن مستمر. بالطبع شهدنا هطول أمطار بمعدّل جیّد خلال فصل الخریف في العام المنصرم في طهران ، وفي فصل الشتاء لم یختلف الأمر کثیراً، ولکن في المجموع إذا ما إستمرّت هذه الحالة ، وعلی الأخصّ إستبدال الدرّاجات الناریة التي تعمل بنظام الکاربوریتور والتي یبلغ تعدادها في طهران بأکثر من ملیونین ونصف الملیون درّاجة ناریة، ونوفّر الوقود بمعاییر أفضل بالتأکید سوف یصبح جوّ طهران أفضل من الحالي بعدّة مرّات.

س_ هل ساعد حجم الأمطار في تحسين البيئة في الفترات الماضية؟
ج _ بالتأکید هطول الأمطار کان مؤثّراً وعلی الأخصّ في مجال مواجهة الغبار. بالطبع نحن لدینا أکثر نسبة من التلوّث في طهران خلال فصل الشتاء، وهذه الحالة تعود إلی إنقلاب الهواء وبرودته. کانت النسبة الأکبر من هطول الأمطار لدینا خلال فصل الخریف، ولکن العملیات التي نُفّذت بالتعاون مع الأجهزة الحکومیة المختلفة کوزارة الداخلیة وشرطة المرور ووزارة النفط، وبالأخصّ التحکّم بالمرکبات الملوّثة للجوّ والتي هي بشکل رئیسي المرکبات التي تسیر بواسطة الدیزل، أصبحت حالة الجوّ أفضل بکثیر من السابق. کما أنّ هطول الأمطار في مختلف بقاع البلاد قد ساعد أیضاً في تحسّن الجوّ، وإن شاء الله سوف لن یکون لدینا غبار من المصادر الداخلیة هذا العام أیضاً کما لم یکن لدینا في العام الایراني السابق. وإذا وضعنا محافظة سیستان وبلوشستان جانباً، فانّ الأمطار في المحافظات الأخری کانت بشکل عملت علی تماسك التربة وتقویتها، وإلی أن تفقد التربة ترکیبتها وتماسکها فانّ هذه العملیة سوف تستغرق سنة کاملة علی أقلّ تقدیر.


س_ حول مؤتمر بولندا ، تعهدت ايران في هذا المؤتمر بعدة نقاط ،ما هو حجم هذه التهعدات ودورها في تحسين البيئة والمناخ العالمي؟
ج_ نعم، ما أودّ قوله هو أنّ إتّفاقیة باریس التي أقرّها مجلس الشوری، کانت قد واجهت مشکلة في مجلس صیانة الدستور. ولکن لحسن الحظّ، وبعد إجتماعات متتالیة عقدناها مع مجلس الشوری ومجلس صیانة الدستور، إقتنع مجلس صیانة الدستور، بالطبع بعد إرسال مشروع القاانون من مجلس صیانة الدستور إلی مجلس الشوری، علی المجلس إقراره ومن ثمّ إعلامنا. فیما یخصّ إلتزاماتنا في إتّفاقیة باریس في الظروف العادیة غیر الخاضعة للحظر الإقتصادي، 4% تقلیل نسبة الکربون المنبعث في ظروف الحظر، وفي ظروف وحالات لایوجد فیها الحظر الإقتصادي تتمّ إضافة نسبة 8% إلی النسبة السابقة بصورة طوعیة، ونحن الآن کما تعلمون نعیش حالة الحظر الإقتصادي. ولکن قوانین البلاد تلزمنا بأکثر من النسب الآنفة الذکر کي نقوم بتقلیل نسبة إنبعاث الکربون، علی سبیل المثال، في الخطّة الخمسیة السادسة والتي سوف تنتهي بعد عامین، أي عام 2021، نحن ملتزمون بتقلیل نسبة إنبعاث الکربون بحدود 19% ، أو تعلیمات قائد الثورة الإسلامیة حفظه الله للبلاد ولنا التي تقضي بوجوب کي نقلّل من إستخدام الطاقة ونرفع من کفاءة إستهلاك الطاقة. وإلی عام 2030 نحن ملتزمون بتقلیل نسبة إنبعاث الکربون أکثر من إلتزامنا في إتّفاقیة باریس، لهذا فأنّ الإتّفاقیة الآنفة الذکر لا تسبّ لبلادنا أيّ مشکلة، ومع ذلك فأنّ الدول الملوّثة للکرة الأرضیة هي الدول المتقدّمة بإضافة دولتین أو ثلاث کالصین والهند، علیها أن تتحمّل العبء الأکبر من التلوّث الموجود في عالمنا الیوم. ومن المفترض أن تُقدّم مساعدات بمائة ملیار دولار سنویاً لدول العالم الثالث مقابل تقلیل نسبة إنبعاث الکربون، وهذه المساعدة لم تتبلور ولم تُنفّذ حتّی الساعة، ومن أجل أن تُمنح هذه المساعدة التي وردت في إتّفاقیة باریس علی الدول الملوّثة للعالم أن تأخذ زمام المبادرة، إلا أنّ الأمریکیین خرجوا من الإتّفاقیة الآنفة الذکر، السیّد ترامب الذي یُعتبر رئیساً لأکبر دولة ملوّثة للکرة الأرضیة، لم یلتزم بما إلتزم به في المحافل الدولیة وقد خرج من الإتّفاقیة، یجب علی دول العالم أن تقف أمام أمریکا وتحاسبها، لأنّها أکثر دولة ملوّثة في العالم لکنّها لاتلتزم بأيّ شئ أمام زیادة حرارة الأرض وشدّة التلوّث. من وجهة نظري الشخصیة، یجب علی منظّمة الأمم المتحدة التدخّل في الموضوع وحتّی مجلس الأمن الدولي، وأن تلتزم دول العالم بالمحافظة علی الکرة الأرضیة ، هذا العام شهدنا حرارة مرتفعة في العالم خلال شهر شباط/ فبرایر، حتّی أنّه وُرد في الأخبار صباح هذا الیوم من أنّ ظاهرة إرتفاع الحرارة أدّت إلی تقلیل نسبة بیع الملابس الشتویة، وهذه الظاهرة أثّرت علی هذا القطاع من الإقتصاد أیضاً، لذا یجب علی الجمیع الإلتزام ، ولو حدث وأن حصلت منافسة في التلوّث کما هي الحال في الخلیج الفارسي، لم یکون هناك أثر للکرة الأرضیة.