هجوم انصار الله يظهر هشاشة الامن السعودي..

من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر!

الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٩ - ٠٥:١٤ بتوقيت غرينتش

ضربة قاسية تلقاها قطاع النفط السعودي في الساعات الماضية تمثلت في الهجوم النوعي الذي نفذته سبع طائرات يمنية من دون طيار، على محطتي الضخ البترولية التابعتين لشركة آرامكو في محافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض حيث توقف ضخ النفط في خط أنابيب رئيسي.

العالم - الیمن

ووفق إحصائية وتقدير فإن عملية أنصار الله هذه جاءت ضربة قاضية ضد 30 الی 40 بالمائة من صادرات السعودية من النفط.

وقال مراسل العالم إن طائرات يمنية مسيرة استهدفت خزانات النفط الاستراتيجية وحقولا نفطية في مدينة ينبع السعودية على البحر الاحمر.

وإعترفت السعودية باستهداف محطتين لضخ النفط في محيط العاصمة الرياض عبر طائرات يمينة مسيرة هاجمت 7 أهداف استراتيجية اقتصادية ونفطية في المملكة. كما أعلنت الرياض أن الهجمات أدت إلى وقف العمل في خط أنابيب نقل البترول من شرق الممكلة إلى غربها.

وإثر الهجمات، بدأت أسعار النفط العالمية بالصعود، فيما انخفض المؤشر الرئيسي للأسهم السعودية بعد أن أدى الانخفاض إلى خسارة سوق التداول أكثر من 8 نقاط.

ماهي أهمية خطوط النفط السعودية المستهدفة؟

ويعتبر خط الأنابيب المستهدف الذي يطلق عليه إسم "خط أنابيب شرق - غرب" و يصل طوله الى اكثر من 1200 كلم و يربط ميناء رأس التنورة في الشرق الى ميناء ينبع في غرب السعودية من اهم مصادر تصدير النفط الخام السعودي، حيث تشير المعلومات الصحافية بأن السعودية تصدر يومياً بين 3 ملايين الى 5 ملايين برميل نفط من هذا الخط اي بمعنى آخر يشكل خط شرق - غرب 40% من تصدير الخام السعودي الى الأسواق العالمية ويعني هذا الأمر بأن تصدير النفط السعودي من هذا الخط سيواجه بصعوبات كثيرة في المستقبل.

هذه العملية اثرت على سوق النفط والأسهم السعودية بشكل كبير جدا حيث ارتفع سعر النفط 1% كما انخفض مؤشرات الأسهم السعودية 2% بعد ساعات قليلة من تنفيذ العملية.

وتشير العملية الجوية التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية والتي تم تسميتها بعملية "التاسع من رمضان" بأن الاقتصاد السعودي المبني على عائدات النفط سينهار في حال توسع الضربات الجوية اليمنية الدقيقة حيثلا يستطيع أي اسطول بحري او قاعدة جوية أجنبية ان تحمي السعودية من الهجمات اليمنية التي لن تتوقف الا برفع الحصار عن أبناء الشعب اليمني.

من جانبه قال عضو المجلس السياسي لحركة انصار الله محمد البخيتي في مداخلة عبر قناة العالم بأن على السعودية والامارات مراجعة حساباتهم لأن موازين القوى باتت تتغير لصالح القوى الوطنية في اليمن، وأن اشعال الحرائق وافتعال المشاكل من قبل دول العدوان في المحيط الاقليمي لم يعد مقبولا .

واضاف البخيتي بأن دول العدوان خاسرة بشكل عام فالجميع يعرف بأن النفط يمثل المورد الاساسي للسعودية وبالتالي فالاصرار على استمرار العدوان على اليمن يعني خسائر كبيرة بالنسبة لهم لافتا بأن القوى الوطنية بادرت منذ فترة الى ايقاف الضربات الصاروخية والطيران المسير في العمقين السعودي والاماراتي على امل ان تراجع دول العدوان حساباتها، لكنهم قابلوا العرض بالسخرية، محذرا من دخول المنطقة في حرب نتيجة لذلك.

وقال الخبير بالشؤون الاستراتيجية أمين حطيط بأن ما قامت به اليوم القوى الوطنية اليمنية يشكل قفزة نوعية للقدرات الدفاعية لديهم ضد دول العدوان، فاللجوء للعمليات النوعية من شأنه أن يؤثر عمليا على المشهد في المنطقة خاصة بعد بلوغ القوى اليمنية مستوى عاليا من امتلاك السلاح وتشغيله.

وعبر شاشة العام قال حطيط بأن الطابع العام للمواجهة قد تغير وانتقل من الميدان اليمني الى الميدان الاقليمي ما يلقي الرعب في صفوف العدوان ومشغليه ،مشيرا الى ان السؤال المهم اليوم هو أنه كيف لم تتمكن السعودية بكل اجراءاتها من ان تمنع اليمن من الاستمرار في حربه الدفاعية وامتلاك وتطوير الاسلحة وتوسيع نطاق اهدافه؟

وأضاف حطيط بأن الحرب في اليمن اليوم باتت حربا عبثية ميؤوس منها وكلما ازدادت السعودية عدوانا كلما ازدادت غرقا في رمال اليمن .

رسالة اليمنيين بقصف المنشآت السعودية

وقال المتحدث باسم حركة أنصار الله في اليمن محمد عبدالسلام: ان استهداف منشآت حيوية سعودية بطائرات من دون طيار جاء ردا على الجرائم والحصار في اليمن مضيفا في مواجهة هذا الاستهتار من قبل تحالف العدوان وما يمارسه من "إرهاب" منظم وبغطاء أمريكي دولي فلا خيار أمام شعبنا العزيز إلا الدفاع عن نفسه.

كما كشف الباحث الإعلامي سعيد دودي المقصود من رسالة اليمنيين اليوم بقصف المنشآت الحيوية في عقر السعودية مؤكدا في تصريح خاص لقناة العالم ان لهذه العملية النوعية تنامي القناعة بعبثية امكان امتهان ارادة الشعب اليمني وضرورة التحول نحو الواقعية السياسية اي انجاح حل يتناغم مع ارادة ومصالح الشعب اليمني .

وبين دودي ان هذه العملية هي عملية نوعية ونحن نتابع منذ ساعات الحوارات حيث لم يعد ترامب يستطيع خوض المعارك دون خسارة جندي واحد او دولار واحد مشيرا الى ان العنصر الثاني هو تنامي القناعة بعدم تمكن السعودية وهذا التجمع الاستثنائي بمساعدة المختل ترامب لم يعد باستطاعته تنفيذ الاستراتيجية المعتمدة بخوض الحروب دون خسارة .

وحذر القيادي في انصار الله ابراهيم العبيدي: ان العمليات النوعية داخل الاراضي السعودية ستستمر مادام العدوان مستمر ضد الشعب اليمني.

بدوره قال الناشط محمد الزبيدي ان هناك خيارات امام اليمنيين اذا استمرت السعودية في جرائمها.

وصعدت قوى العدوان السعودي، خلال الايام الاخيرة من قصفها الصاروخي والمدفعي بشكل مكثف على عدة مناطق بالحديدة مخلفة أضرارا في الممتلكات العامة والخاصة ومستمرة في خرق وقف إطلاق النار بالحديدة.

والسعودية بعد ما وجدت نفسها مضطرة للإذعان حاولت التقليل من فداحة الموقف لعلها تحتوي الأوضاع لکنها ترکزت في تدويل الأزمة وأعلن وزير الطاقة السعودي أن هذه الهجمات لا تستهدف السعودية فحسب ولکنها تستهدف أمن الطاقة والاقتصاد العالمي علی حد سواء.

والطريف في هجمات اليوم هو الانتباه لوجهات نظر المسؤولين اليمنيين الذين اعتبروا هجمات اليوم محاولة للفت الأنظار نحو تطوراتهم التکنولوجية علی الصعيد الدفاعي من جهة، کما أنهم أعلنوا صراحة أن هذه العمليات تمت في إطار توسيع دائرة الأهداف السعودية الاماراتية وبهدف دفع هذين البلدين الی اعادة النظر في السياسات التي تتبنيانها ضد اليمنيين.

ان هجمات اليوم برهنت علی هشاشة الأمن السعودي أمام أنصار الله کما أنها بعثت رسالة خاصة الی الامارات، فضلا عن أنها لفتت انتباه دول المنطقة وسوق النفط العالمية وأخيرا الأسواق المالية الاقليمية الی أن القوات الصغيرة قوية، رغم صغرها ومن ثم يجب الانتباه لمطالبها.