العالم – خاص العالم
عملية برية مدعومة جوا بدأها الجيش التركي؛ تستهدف المسلحين الأكراد في شمال العراق.. تسير العملية كما هو مخطط لها؛ بمشاركة لواء الكوماندوز؛ يقول الجيش التركي.. وانها انطلقت بضربات للمدفعية وطائرات الهليكوبتر الهجومية بهدف تحييد مسلحي حزب العمال الكردستاني وتدمير مخابئهم في منطقة هاكورك الجبلية على الحدود من أقصى جنوب شرق تركيا.
عملية المخلب كما اطلق عليها يشرف عليها ويديرها وزير الدفاع التركي خلوصي أكار بنفسه، من جانبه أعرب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن تمنياته بالتوفيق لجنود الجيش التركي، في حملتهم العسكرية ضد من وصفهم بإرهابيي "بي كا كا" شمالي العراق.
توقيت العملية يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة العديد من التطورات منها الأزمة بين إيران والولايات المتحدة والأزمة التركية الأميركية على خلفية شراء تركيا منظومة صواريخ اس اربعمئة الروسية والانتخابات في منطقة كردستان العراق. كما أنه يتزامن مع انتخاب برلمان منطقة كردستان العراق نيجيرفان بارزاني، ابن شقيق وصهر الزعيم الكردي مسعود بارزاني، رئيسا للإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي.
تقاطعات الأحداث تفرز تساؤولات عن رسائل ربما تكون أنقرة توجهها لزعيم منطقة كردستان؛ فالولايات المتحدة تقدم الدعم للأكراد؛ وأنقرة على خلاف مع واشنطن في الوقت الحالي بشأن شراء تركيا صفقة صواريخ اس اربعمئة الدفاعية الروسية.
وتأتي العملية بعد زيارة قام بها وزير الخارجية التركي مولود تشاويش اوغلو الى بغداد الشهر الماضي وجرى البحث فيم اعلن بشن قضايا المياه ومسائل اخرى واكتفى اوغلوا بالتشديد على ضرورة الحذر من الإرهاب، مبديا استعداد بلاده للتعاون مع العراق من أجل القضاء على داعش وتطهير الحدود من المجاميع الإرهابية الأخرى...
وكان العراق قد احتج مرارا على العمليات العسكرية التركية في مناطق في شمال العراق وبما فيها عمليات القصف الجوي التي ينفذها الطيران التركي مستهدفا من يسميهم الارهابيين بينما يطال مدنيين عزل في قراهم. إضافة إلى ان هذه العمليات التي تتم من دون التنسيق مع حكومة بغداد تعكر صفو العلاقات بين البلدين؛ فضلا عن التواجد العسكري التركي في عدد من الثكنات والقواعد ومن ابرزها قاعدة بعشيقة على بعد خمسة وعشرين كيلومترا من مدينة الموصل العراقية والتي لطالما اثارها العراقيون موضوعها مع المسؤولين الاتراك مطالبين باسنحاب فوري لتلك القوات واخلاء مواقعها ولكن من دون ان تجد استجابة حتى الان من الجانب التركي الذي يتذرع بملاحقة المسلحين الاكراد.
وحمل حزب العمال الذي تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا؛ السلاح على مدى ثلاثة عقود للحصول على منطقة حكم ذاتي للأكراد. قبل أن يعلن عن وقف لإطلاق النار في الفين وخمسة عشر. وأسفر النزاع بين الجانبين، منذ بدايته عام الف وتسعمئة واربعة وثمانين عن مقتل أكثر من اربعين ألف شخص.