العالم - مصر
يكرر الحاج سمير القسم بين الفينة والأخرى، بأنه لم يكن يعلم أن تأشيرته غير مخصصة للحج، ويحمّل الأستاذ صابر (سمسار تأشيرات) مسؤولية "استغفاله" وخمسة آخرين من أبناء قريته، واستغلاله بساطتهم وأميتهم ليقنعهم بأن لديه القدرة على توفير فرصة حج لهم بتكاليف معقولة.
وأصدرت السلطات السعودية مؤخرا تأشيرات خاصة لحضور الفعاليات الفنية التي تنظمها هيئة الترفيه داخل الأراضي السعودية، وهي الفعاليات التي تتعرض لانتقادات واسعة بسبب مخالفتها طبيعة المجتمع السعودي المحافظ، فضلا عن قرب بعضها من الأراضي المقدسة، وهو ما استغله البعض لأداء مناسك العمرة، وحاول آخرون استخدامها في الحج.
ويضيف الحاج سمير "دفعنا الكثير، لكن أقل من غيرنا والإجراءات كانت سريعة"، وهو الأمر الذي دفعهم للمسارعة في استيفاء ما يطلبه الأستاذ صابر من أوراق وتكاليف مادية، قبل أن يكتشف الأمر أخيرا، ويتبين أن ما صدرت لهم ما هي إلا "تأشيرة فعالية" لن تحقق حلمهم بالحج.
ويشير الحاج سمير إلى أن من احتال عليهم كأنه "فص ملح وداب"، وذلك في تعبير محلي يشير إلى اختفائه، كما تنكرت لهم الدولة، وقال ممثلوها إن "القانون لا يحمي المغفلين".
تأشيرة فعالية
لم يكن الحاج سمير وحده من تعرض لهذه "الصدمة"، فقد سبقه المئات ممن أعادتهم السلطات السعودية بعد وصولهم إلى أراضيها بسبب دخولهم بتأشيرة "فعالية"، فضلا عن آخرين منعتهم سلطات مطار القاهرة الدولي من السفر بهذه التأشيرة، بعد إبلاغ السلطات السعودية شركات الطيران بوقف العمل بهذه التأشيرة خلال موسم الحج.
ففي مارس/آذار الماضي، استحدثت السعودية تأشيرة "فعالية" لتمكن الراغبين في حضور الفعاليات الترفيهية التي بدأت تقام بها مؤخرا، على أن يتم إصدار التأشيرة خلال 24 ساعة من تسلم جواز طالبها، ولجأ إليها كثيرون لأداء مناسك العمرة والحج، هربا من التأشيرة التي يتطلب استخراجها نحو أسبوعين، فضلا عن شروطها الأصعب وتكاليفها الأكبر.
ومع استفحال الأزمة، أصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا طالبت فيه المواطنين بعدم التجاوب مع وكلاء السفر الذين يستدرجونهم للحصول على التأشيرات الإلكترونية للزيارة، مما يعرضهم لعمليات نصب، مقرة بوقوع أعداد كبيرة ضحية تأشيرات "الفعالية" دون أن توضح العدد الحقيقي.
وفي تصريحات صحفية، قال عضو اللجنة العليا للحج والعمرة بوزارة السياحة أشرف شيحة إن أزمة الحجاج المصريين الذين تعرضوا لعمليات نصب بسبب تأشيرة الفعالية جاءت عبر مكاتب وهمية غير مرخصة. وطالب الجهات المسؤولة بحملات تفتيش على هذه الكيانات التي تباشر أعمال شركات السياحة وتنصب على المواطنين البسطاء.
وعلق مغردون على الامر محملين السعودية المسؤولية وقال أحدهم "السعودية تعطي تأشيرة الرقص في 24 ساعة و ب 500 ريال أما تأشيرة الحج والعمرة شهرين على الاقل وب 3000 ريال ولو لتاني مرة اضيف عليهم الفين ريال".