طلاق جعجع باسيل يطرح أسئلة حول اجندة القوات تجاه لبنان

طلاق جعجع باسيل يطرح أسئلة حول اجندة القوات تجاه لبنان
الجمعة ٠٦ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٢:٢٧ بتوقيت غرينتش

اعلان القوات اللبنانية وفاة تفاهم معراب مع التيار الوطني الحر يتخطى التنافس الحزبي الى الاجندة السياسية لكلا الطرفين.

العالم - لبنان

ثمة سؤال يطرح عما يجري بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر من مشادات خطابية وصلت الى حد اعلان سمير جعجع الطلاق مع التيار الوطني الحر.

في وقت تمرّ الساحة المسيحيّة بتغيرات كثيرة، إذ إنها فُتحت على مرحلة جديدة من الإشتباك السياسي الذي لا يعرف أحد متى سينتهي وكيف ستكون خاتمته، فبعد خطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع والذي اعتبره المراقبون اعلانا مفصلياً، نحو الطلاق مع العهد، وفتح النار في كل الإتجاهات مسمّياً الأمور بأسمائها، وكاشفاً كيف أن "التيار الوطني الحرّ" تنصّل من إتفاق معراب الا ان مصادر متابعة وضعت الكباش السياسي بين الطرفين في خانة مشروع كل طرف في مقاربته لالية ادارة الدولة.

معتبرة ان جعجع وبعد تلقيه دفعا معنويا من اكثر من جهة خارجية اجنبية وعربية ولا سيما السعودية تحثه على الاعتراض من داخل النسيج المسيحي على سياسة العهد برئاسة ميشال عون وتماهيه مع مشروع الدولة السيادية المتمثلة بقوة لبنان القائمة على ثلاثيته الذهبية الشعب والجيش والمقاومة والتي يتمسك بها التيار الوطني انطلاقا من رؤيته الثاقبة لمستقبل لبنان في ظل التحديات التي تواجهه على اكثر من صعيد وخاصة حقوق لبنان وامن اراضيه وسيادته.

وهذا ما يزعج اطرافا لبنانية ومن خلفهم الداعمون لخط معارضة محور المقاومة حسب المتابعين بعيدا عما هو معلن من ان اسباب الخلاف داخلية تتصل بتفاهم معراب حول توزيع الصلاحيات والمهام بين الطرفيين .

وتقول المصادر نفسها ان ما فجر قنبلة الاتفاق بين جعجع وباسيل لا يرتبط بآلية المحاصصة في مراكز الدولة فحسب وان كان هذا مدخلا الى كشف هوة الاختلاف الاستراتيجي لموضعة لبنان ضمن جغرافية عربية متفجرة ومتوترة وهذا ما اعتبره جعجع الطامح لرئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية ميشال عون انه يشكل معوقا فيما لو استكمل التزامات العهد الحالي بخصوص القضايا والملفات التي عبر لبنان عنها بكل وضوح سيما تلك المتعلقة بالوضع في سورية وملف النازحين وقضية الاجئين الفلسطنيين و ملف صفقة ترامب وسلاح المقاومة.

وتتابع المصادر قائلة ان لتيار الوطني الحرّ الذي يرى أن "القوات" هي من خرجت عن نقاط "إتفاق معراب"، وبدأت بمحاربة العهد منذ انطلاقته ولم تكن سنداً لرئيس الجمهورية مثلما تمّ الإتفاق عليه، وخطاب جعجع واضح في فتح النيران على العهد من دون أدلّة، علماً أن باسيل أعلن مراراً وتكراراً تجاوبه مع أي مبادرة جديدة تخرج من بكركي.

وعلى رغم حرص بكركي على إطفاء الحريق المسيحي، إلاّ أنّ اتصالاتها لا تزال تراوح مكانها، في ظلّ عدم تسجيل حراك لكل من الوسيطَين الوزير السابق ملحم الرياشي والنائب إبراهيم كنعان على خطّ إنقاذ "تفاهم معراب"، ما يعطي مؤشراً إلى أن الهوّة قد اتّسعت بين الطرفين إلى حدّ لا يمكن ردمها.

وترى المصادر ان شهر العسل القواتي - العوني لم يدم طويلاً، بل انفجر الخلاف في حكومة العهد الأولى وان كان الخلاف في ظاهره تقني الان ان ما خفاه كان ابعد بكثير من ذلك فالقوات اللبنانية التي تشكل راس حربة فريق 14 اذار كانت وما زالت تعمل ضمن مشروع يتقاطع مع الاجندة الخارجية وخاصة الاملاءات الامريكية ما يضع الخلاف في خانة الرؤيتين لكلا طرفي الاشتباك ( التيار الوطني الحر والقوات اللبانية) .

* حسين عزالدين