أردوغان يتحدث عن "منطقة آمنة لتنظيمات إرهابية" في سوريا

أردوغان يتحدث عن
الأحد ٠٨ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٤:٣٠ بتوقيت غرينتش

اتهم الرئيس التركي رجب اردوغان الولايات المتحدة بخدمة مصلحة ما وصفها بالجماعات الإرهابية على خلفية مساعي إقامة منطقة آمنة بشرقي الفرات السوري.

العالم - سوريا

وقال اردوغان في خطاب بولاية مالاطيا اليوم الاحد، "نبذل جهودا حثيثة مع روسيا لمنع مجازر النظام السوري في إدلب"، على حد وصفه، مضيفا "سنقوم ببحث هذه المواضيع مجددا خلال القمة الثلاثية التركية الروسية الإيرانية المزمع عقدها خلال الأسابيع القادمة".

وعن المساعي المشتركة مع واشنطن لإنشاء منطقة آمنة شرقي الفرات السوري، أوضح أردوغان، "حليفتنا تسعى لإنشاء منطقة آمنة من أجل المنظمة الإرهابية وليس من أجلنا، ونحن نرفض هذا الموقف"، في إشارة لوحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تصنفها أنقرة كإرهابية.

وأضاف أن "المنطقة الآمنة لا يمكن تشكيلها من خلال تسيير الدوريات، ونحن مستعدون لاستخدام القوة اللازمة لإنشائها".

وتابع قائلا، "نجري مباحثات من واشنطن حول المنطقة الآمنة، لكن في كل خطوة تخطوها نشاهد أن ما نريده ليس نفس الشيء الذي يدور في عقولهم".

وأكد "إذا لم نبدأ بتشكيل "منطقة آمنة" مع جنودنا في شرق الفرات قبل نهاية سبتمبر فلن يكون لدينا خيار سوى تنفيذ خططنا الخاصة".

وأشار إلى أنه "لا يمكن إنجاز المنطقة الآمنة عبر تحليق 3-5 مروحيات أو تسيير 5-10 دوريات أو نشر بضعة مئات من الجنود في المنطقة بشكل صوري".

وذكر أنه "يجب جعل المنطقة برمتها آمنة بشكل فعلي بمدنها وريفها حتى يتسنى إسكان مليون شخص هناك". وفقا لوكالة "الأناضول" الرسمية التركية.

وفي وقت سابق اليوم أعلنت أنقرة بدء تسيير أول دورية برية مشتركة بين الجيشين التركي والأميركي في شرق الفرات شمالي سوريا في إطار فعاليات إنشاء ما يسمى المنطقة الآمنة.

وافادت مصادر ميدانية بدخول ست آليات مدرعة تركية إلى الجهة السورية للانضمام إلى المدرعات الأميركية قبل أن تنطلق أولى الدوريات المشتركة بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بين الطرفين، ويرمي إلى إنشاء ما يسمى المنطقة الآمنة التي تفصل بين مناطق سيطرة الأكراد والحدود التركية.

كما أكد شهود عيان أن قوات تركية انضمت الى أخرى اميركية على بعد نحو 15 كيلومترا إلى الشرق من بلدة أقجة قلعة الحدودية التركية بالقرب من تل أبيض.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه سيناقش وقف هجمات الجيش السوري بمحافظة إدلب خلال قمة ثلاثية مع روسيا وإيران بالأسابيع القادمة.

من جهتها دانت الخارجية السورية بأشد العبارات قيام الادارة الاميركية والنظام التركي بتسيير هذه الدوريات، واكدت أن هذه الخطوة تشكل انتهاكا سافرا للقانون الدولي وعدوانا موصوفا بكل معنى الكلمة.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين بحسب وكالة "سانا" السورية الرسمية: "تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات قيام الإدارة الأميركية والنظام التركي بتسيير دوريات مشتركة في منطقة الجزيرة السورية في انتهاك سافر للقانون الدولي ولسيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية".

وأضاف المصدر: "تؤكد سورية أن هذه الخطوة تمثل عدوانا موصوفا بكل معنى الكلمة وتهدف إلى تعقيد وإطالة أمد الأزمة في سورية بعد الإنجازات الميدانية التي حققها الجيش العربي السوري في مطاردة فلول المجموعات الإرهابية".

وختم المصدر تصريحه بالقول إن "الجمهورية العربية السورية إذ تجدد رفضها المطلق لما يسمى بالمنطقة الآمنة فانها تؤكد التصميم والعزم على إسقاط كافة المشاريع التي تستهدف وحدة وسلامة إراضي الجمهورية العربية السورية".

وتهدد تركيا بشكل متكرر بشن عملية في شرق الفرات، وكذلك في منبج السورية، ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية، إحدى فصائل قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تصنفها أنقرة ككيان إرهابي، إذا لم تسحبها الولايات المتحدة من هناك. ولاحقا، قررت أنقرة تأجيل العملية العسكرية بعد إعلان واشنطن سحب قواتها من سوريا.

وكانت أنقرة قد اتهمت الإدارة الأمريكية بالمماطلة في تنفيذ ما اتفق عليه حول الوضع في الشمال السوري.

وتريد أنقرة إقامة ما تسمى "منطقة آمنة" بعمق لا يقل عن 30 كم، فيما اقترحت واشنطن منطقة بعمق ما بين 7 إلى 8 كم لتنفيذ العملية التركية.