نعيم قاسم: العقوبات الاميركية تطال كل لبنان لا فئة بعينها

نعيم قاسم: العقوبات الاميركية تطال كل لبنان لا فئة بعينها
الثلاثاء ٢٤ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠١:٥٤ بتوقيت غرينتش

شدد نائب الأمين العام لـ"​حزب الله الشيخ نعيم قاسم على أنه "لم تعد ​العقوبات الأميركية​ على لبنان عقوبات على "حزب الله" وهي ليست عقوبات على طائفة، اليوم العقوبات هي عقوبات على كلِّ لبنان من دون استثناء.

العالم_لبنان

وخلال حفلٍ تكريمي أقامته جمعية التعليم الديني اليوم الثلاثاء أكد الشيخ قاسم :إذا كانوا يفكرون أنَّهم يعزلون طرفاً أو جهةً ولا علاقة للجهات الأخرى فهم يتحدثون بطريقة نظرية وهم مخطئون، لأنَّ آثار العقوبات على جميع اللبنانيين من دون استثناء، من هنا مسؤولية المواجهة تقع على جميع المعنيين والمسؤولين في لبنان من أجل وضع حدٍ لهذا السلوك الأميركي الشائن الذي يطال الناس، وليس موجهاً ضدَّ فئةٍ بعينها".

ولفت نائب الأمين العام لحزب الله إلى "أننا نرى اليوم على مستوى العالم العدوان الأميركي الواضح على كلِّ مناطقنا وبلداننا، من خلال محاولة أميركا فرض سياساتها وشروطها ووجود إسرائيل في المنطقة على حساب تدمير القرى والمدن، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ بلا رحمة، مرّات بطريقة مباشرة ومرّات من خلال الأدوات التي تستخدمها في منطقتنا".

و أكد قاسم أنه "من حق شعوب المنطقة أن يقاوموا، ومن حقهم أن يقاوموا بكل الأساليب، ومن حقهم أن يمتلكوا كلَّ أنواع السِّلاح بدون أيِّ استثناء، من الذي يحق له أن يضع قواعد ما الذي تمتلكه المقاومة وما الذي لا تمتلكه؟ من الذي يحق له وضع قواعد ما الذي يحق للمقاومة أن تفعله كردّة فعل وما لا يحق لها أن تفعله كردّة فعل؟ عندما نرى العالم أو البعض يعترض على إطلاق طائرات مسيَّرة ضدَّ مصافي النفط​، ألم يسألوا أنفسهم لماذا انطلقت هذه الطائرات؟ هي مقاومة وردَّة فعل على الإجرام بحق اليمن​، وتدمير اليمن، وقتل شعبه والإجرام بحقِّه وإذا أردنا الحل يجب أن ننظر للسبب، وإلى الجريمة التي ارتكبت بحق اليمن، وأن نعالج الأمور بطريقة سياسية بالتفاهم، لا بسلطة الضغط العسكري الذي يريد أن يفرض شروطه، لأنّ المقاومة اليوم بكلِّ تصانيفها وبكلِّ مواقعها لا تقبل بالشروط التي تُفرض عليها، وتريد أن تستعيد حريتها وكرامتها".

واعتبر أن "الإدانة يجب أن تكون للفعل وليس لردِّ الفعل، الإدانة للعدوان على اليمن لا للدفاع عن اليمن، الإدانة للإحتلال الإسرائيلي لا لمقاومة إسرائيل، الإدانة لمحاولة تخريب سوريا لا لدفاع الشعب السوري عن بلده من أجل إستعادته، الإدانة لمن يحاول ان يضرَّ ويضرب مستندات ومنجزات الثورة الإسلامية المباركة في إيران لا للجمهورية الاسلامية التي تدافع عن حقوقها وعن شعبها، هناك يجب أن تكون الإدانة".

وأكد "إننا سنعمل مع كلِّ الجهات على مواجهة هذه الحالة، والسلوك في طرق العلاج المناسبة. ولكن ليكن معلوماً أنَّ مصير العقوبات هو الفشل السياسي بالتأكيد لأننا جماعة لا نتخلى عن أرضنا ولا عن حقوقنا مهما بلغت الضغوطات، وفي النهاية لكلِّ طريقة في الضغط أساليب في المواجهة، وعلينا أن نفكر ونعمل وإن شاء الله نستطيع أن نكون في نهاية المطاف من المنصورين، كما هي الحال في كل معارك الحق ضد الباطل، ومعارك المقاومة ضد إسرائيل".

واشار نائب الأمين العام لحزب الله إلى انه "عندما اعتدت إسرائيل بقتل شابين من أبناء المقاومة​، واعتدت بالمسيرتين في قلب الضاحية الجنوبية​، اتخذ حزب الله قراراً بالرد، ولأول مرَّةٍ في تاريخ القتال المباشر مع إسرائيل نرى هذا الالتفاف الكبير على المستوى اللبناني لحقِّ الرد ضد العدو الإسرائيلي"، معتبرا ان "بعض الأصوات في الداخل تصدر وهي مغتاظة لأنَّ الحزب نجح في الوعد ونجح في الرد ونجح في إعادة قواعد الإشتباك، لكن آمالهم هي أن تكون النتيجة لمصلحة إسرائيل لا لمصلحة حزب الله، وإلا كيف نفسر اعتراضات البعض على الرد على اسرائيل تحت حجة أننا سندفع الثمن، إسرائيل تدفِعنا الثمن بسبب وبلا سبب، و​أميركا تحاول أن تغزو منطقتنا لمصالحها غير آبهةٍ لا بإنسانيتنا ولا بأولادنا ولا بمستقبلنا ولا بأجيالنا".

و شدد قاسم على ان "من حقنا أن نرد على العدوان بالمقاومة لنضع حداً لإسرائيل، ومن حقنا أن نزيد من قوتنا لنصل إلى توازن الردع الذي يمنع مبادرة العدو إلى العدوان، ومن حقنا أن نقف مهددين لا نخشى الحرب دفاعاً عن وطننا وعن أنفسنا وعن كرامتنا وعن شعبنا كي نمنع الحرب بالتهديد بها، ونحن قادرون على أن ننجح فيها فيما لو قررها العدو. هذه الحقوق مشروعة، هذا هو المسار الطبيعي".

وسأل قاسم:"هل كان لبنان لينعم بالإستقرار لولا ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة ؟ وهل كان لبنان ليعيش هذا الإستقرار الأمني والسياسي لولا القضاء على الإرهاب التكفيري وطرد العدو الإسرائيلي وهزيمته في عدوان سنة ٢٠٠٦ ؟"، مشيرا الى ان "كل هذه الإنجازات حصلت ببركة المقاومة والمواجهة التي يُفترض بمن لديه حس وطني أن يشكرها ويكرمها، لا أن يتكلم دائماً منتقداً إياها تحت عنوان أن لا حقَّ للشعب اللبناني أن يقاوم، لكننا لن نرد على هذه الأصوات، لن نسلِّم بلدنا لإسرائيل وأميركا ومن معهما، ولن نتخلى عن كرامتنا من أجل حفنةٍ من المساعدات تأتينا من هنا وهناك، ولن نقبل أن تضغط علينا أميركا فنستسلم لها، بل سنقف بالمرصاد لأنَّ حقوقنا هي في أرضنا وبلدنا، ومن حقنا أن نحافظ عليها ولا يحق لأحد أن يسلبنا إياها".
وراى قاسم ان "بعض الذي ينتقدون المقاومة ليل نهار، ومن دون سبب ومن دون مبرر، إن تحدثوا عن الماء ينتقدون حزب الله، وإن تحدثوا عن الكهرباء ينتقدون حزب الله، وإن تحدثوا عن أيِّ شيءٍ في البلد ينتقدون حزب الله، وإن لم يجدوا شيئاً افتتحوا كلامهم بالإنتقاد، أتعلمون لماذا ؟ لأنهم خسروا من شعبيتهم في لبنان وتقدمت المقاومة أشواطاً كثيرة فأرادوا أن يستبدلوا خسائرهم الشعبية بإشاداتٍ من الغرب ومن المعسكر الآخر، ليقولوا لهم أستطيع أن أكون من أياديكم لمشروعكم فادعمونا حتى نقوى في لبنان على ثلاثي الجيش والشعب والمقاومة، لكن هيهات، لن يتمكنوا من ذلك، فالثلاثي قويٌ بحقه ومشروعه ووطنيته وجهاده ومقاومته، وهذا الثلاثي سيبقى علماً في لبنان وسيكون الراية التي ترفرف عالياً في مواجهة الإحتلال والإستكبار مهما فعل هؤلاء ومهما صنعوا".

العالم_لبنان