باسيل: لايشرفني ان اكون رجل امريكا في لبنان

باسيل: لايشرفني ان اكون رجل امريكا في لبنان
الخميس ٢٦ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠١:٢٦ بتوقيت غرينتش

قال وزير الخارجية اللبنانية اننا لن نتاثر باي ضغط امريكي علينا لفك الارتباط مع حزب الله حتى لو ادى ذلك لعقوبات تطالني. 

العالم - لبنان

حدد وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل مسار سياسة لبنان الداخلية والخارجية انطلاقا من موقعه الدبلوماسي ليؤكد مرة اخرى ان النسيج اللبناني على اختلاف تلوناته السياسية غير قابل لاي مساومة تحت اي ضغط كان لا سيما في ما يتعلق بتصنيف حزب الله بــ"الارهابي".

الاوساط المطلعة رات في موقف باسيل انغماسا في قوة لبنان المتمثلة بثلاثيته الذهبية الشعب والجيش والمقاومة هذا من موقعه الرسمي وتجسيدا لرؤية التيار الوطني الحر من موقعه الحزبي من خلال ورقة التفاهم مع حزب الله التي افضت الى استقرار وبعثت باجواء ايجابية انعكست بالعديد من المحطات على لبنان.

ويرى المراقبون انه وبعكس ما كان متوقعاً، لم يذهب رئيس التيار الوطني الحرّ و وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل إلى التهدئة مع واشنطن في ظل التلويح بوضعه على لوائح العقوبات، بل إنتقل إلى مرحلة أخرى من التصعيد الكلامي والسياسي مع الأميركيين، من خلال مقابلته التي أجرتها معه قناة BBC البريطانيةحيث أعاد باسيل تأكيده على علاقته مع حزب الله وربط هذه العلاقة بمعناها الوطني، أي أنه أعطاها شرعية لا يمكن التراجع عنها بسهولة قاطعاً الطريق أمام أي محاولة للضغط عليه بهدف إبعاده سياسياً عن حزب الله.

ورأت الاوساط المطلعة في معارضة باسيل للمواقف الأميركية في ما يخص حزب الله، ووصفه بالإرهابي، واعادة التذكير بأن الحزب جزء من الشعب اللبناني ولا يمكن أبداً القبول بتصنيفه إرهابياً، "لأنه يدافع عن لبنان في وجه الإعتداءات الإسرائيلية موقفا ينم عن العمق الوطني المتمسك بسيادة البلاد وبالتالي يعكس موقف لبنان الرسمي والشعبي من رفض التدخل الخارجي لاسيما الادارة الامريكية في شؤون لبنان وعلاقات ابنائه ببعضهم البعض وكان بارزا قول باسيل.

"أنه لا يشرفني أن أكون رجل أميركا في لبنان، ولا رجل أي بلد آخر"،

في ردّ واضح على الضغط الأميركي عليه، إذ قابل باسيل التصعيد الأميركي بتصعيد مضاد لا بليونة توحي بأنه متوجس من أي عقوبات إقتصادية قد تطاله لموقفه السياسي.

وحسم باسيل النقاش حول أي مساعدات مالية خارجية، معتبراً أن من يريد إعطاء أموال للبنان مقابل أن يفرض علينا تغيير سياستنا من حزب الله فهذا لن يحصل، "ولا نريد أموالا مشروطة بخطوات سياسية".

وتقول المصادر انه بات من الواضح أن باسيل قرر الذهاب بعيداً في معركته السياسية مع الولايات المتحدة الأميركية، ولعل أهمية الأمر يكمن في كون باسيل وزيراً للخارجية الذي يمنحه تحصينا بهذا الموقع لمنع أي محاولة فرض عقوبات عليه، لأنه ستكون عقوبات على ممثل السياسة الخارجية للبنان، فإن باسيل يلوح للأميركيين بأن ما يقوله عن حزب الله لن يكون موقفاً حزبياً، بل موقف رسمي لبناني، وأن التصعيد الإقتصادي سيقابله تصعيد سياسي حاد في الإعلام والمنابر الغربية والدولية.

وترى المصادر أن باسيل الذي لا يريد مهادنة واشنطن، يفتح معها إشتباكاً واسعاً سيطال لاحقاً الإستحقاقات الدستورية، حيث سيكون باسيل المرشح الأساسي لرئاسة الجمهورية والتي لن توافق عليه واشنطن، في مقابل آخرين، هم منافسو باسيل اليوم كقائد الجيش جوزيف عون والذي سيكون مرشحاً طبيعياً للرئاسة بدعم أميركي، من هنا يمكن تفسير معركة باسيل على عون أيضاً في محاولة لإقصاء مرشح واشنطن من المعركة الرئاسية قبل بدايتها لتختم المصادر بالقول ان ما رشح من مواقف لوزير الخارجية وجب فهمها مليا لدى الادارة الامريكية ان الرهان على الاشخاص مهما كانت مواقعهم بالتحريض على المقاومة لن ينفع وسيبوء بالفشل لان معادلة لبنان في رسم توازناته الضامنة لسلمه الاهلي مهما كانت المغريات المادية او المعنوية.

حسين عزالدين