استدارة اميركية جديدة في مسلسل الاجراءات المتناقضة في التعاطي مع الاعتداء التركي على الاراضي السورية، فبعد سحب الرئيس دونالد ترامب قواته من شمال سوريا والذي اعتبر ضوءا اخضر لتركيا للتوغل، واعلانه الانسحاب مما اسماها حروب الشرق الاوسط السخيفة التي لا تنتهي؛ هاهو ترامب يطالب نظيره التركي رجب طيب اردوغان خلال اتصال هاتفي بوقف التوغل في الاراضي السورية فورا والتفاوض مع الاكراد.
وقال نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس:"لقد ابلغ الرئيس ترامب اردوغان برغبته في وقف الغزو ، والوقف الفوري لإطلاق النار ، وبدء مفاوضات مع القوات الكردية لوضع حد للعنف. وكرر ترامب عرضه الوساطة بينهما. وقد أمرني برئاسة وفد إلى تركيا قريبا لبدء المباحثات لوضع حد لإراقة الدماء".
جاء ذلك بعيد إصدار وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر بياناً دان فيه بشدّة الهجوم التركي الذي قال انه تسبب في الافراج عن العديد من معتقلي داعش الخطرين، مشيراً إلى أنّ واشنطن ستطلب من حلف الناتو اتّخاذ إجراءات ضدّ تركيا بسبب تقويضها مكافحة داعش.
بموازاة ذلك اعلنت وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على تركيا لإرغامها على انهاء الهجوم، شملت وزارتي الدفاع والطاقة ووزراء الدفاع والداخلية ومنعتهم من دخول الولايات المتحدة ومن إجراء أي معاملة مالية دولية بالدولار الأميركي، كما باتت أموالهم في الولايات المتحدة، إن وجدت، مجمّدة.
وقال وزير الخزانة الأميركي، ستيفن منوتشين:"لقد فرضنا عقوبات على وزراء الدفاع؛ والداخلية والطاقة. كما فرضنا عقوبات على وزارتي الدفاع والطاقة. ستكون هذه العقوبات شديدة على الاقتصاد التركي. ويمكننا الاستمرار بتكثيفها".
كما أعلن ترامب خططا لإعادة فرض تعريفة جمركية على الصلب التركي ووقف المفاوضات على الفور بشأن اتفاق تجاري بقيمة مئة مليار دولار.
وسارعت رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي إلى انتقاد إجراءات الإدارة الأميركية. وقالت في بيان إنّ ترامب أطلق العنان للفوضى وانعدام الأمن في سوريا، واعتبرت فرض حزمة من العقوبات علی تركيا غير كافية لوقف ما وصفتها بالكارثة الإنسانية.