الخبر:
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه وفقا للهدنة التي توصل اليها مع امريكا بشأن وقف اطلاق النار مع قوات "قسد"، فان بلاده ستقيم نحو 12 موقع مراقبة في شمال شرق سوريا لتأسيس "منطقة آمنة" بطول 440 كيلومترا وبعمق 32 كيلومترا داخل الحدود السورية، لتوطين مليوني لاجىء سوري.
إعرابه:
-لم يجف حبر بنود الهدنة التي توصل اليها نائب الرئيس الامريكي مايك بنس والرئيس التركي رجب طيب اردوغان، حتى بدأ التناقض الفاحش في تفسير بنودها بين الحليفين القديمين في الناتو.
-في الوقت الذي يرى اردوغان ان الهدنة تمنحه الحق في اقامة "المنطقة الآمنة" على مساحة من الارض تمتد على طول 440 كيلومترا وعمق 32 كيلومترا داخل الحدود السورية، من منبج غربا الى اليعربية على الحدود العراقية شرقا، فيما يرى المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري إن الهدنة تغطي مساحة تصل الى 120 كيلومترا فقط ، بين مدينتي رأس العين وتل أبيض الحدوديتين.
-في الوقت الذي يصر اردوغان على توطين مليوني لاجىء سوري في تركيا في "المنطقة الامنة"، بمعنى انها خالية من السكان من وجهة نظر تركية، نرى الرئيس الامريكي دونالد ترامب واعضاء ادارته لا ينفكون يؤكدون على ان الهدنة انقذت ارواح الملايين من الاكراد والعرب الساكنين حاليا في هذه المنطقة، من الهجوم الذي يشنه اردوغان عليهم!.
-في الوقت الذي اعلن بنس ان مفعول الهدنة بدا منذ الاعلان عنها، بينما تؤكد الانباء الواردة من مدينة راس العين التي يحاصرها الجيش التركي من جميع الاطراف ، انتهاك الجيش التركي لوقف إطلاق النار عبر استهدافه مناطق سكنية في المدينة.
-من الواضح ان الهدنة قدمت كل شيء على طبق من ذهب لتركيا، وسلبت كل شيء من الاكراد، ودعتهم للاستسلام الكامل، فهي لم تستهدف قوات "قسد" فقط ، بل الوجود الكردي من كل المنطقة التي ينوي اردوغان اقامتها في شمال سوريا، بعد ان اعطت امريكا تركيا الحق في ادارتها امنيا ، لهذا تبدو الهدنة اكثر هشاشة مما كان يتصور.
-على ما يبدو ان الامريكيين، كانوا يحاولون من خلال التوصل الى هدنة مع تركيا، رفع مسؤولية ما سيحدث للاكراد من على عاتق ترامب، بعد ان غدر بهم، والقائها على عاتق الاكراد انفسهم في حال رفضوا الهدنة او انتهكوها، وهو امر قد يحدث في اي لحظة.
-ويبدو ايضا ان الهدنة جاءت ايضا للتغطية على التواطؤ الامريكي مع تركيا، والذي قيل انهم اعطوا انقرة ضوءا اخضر للتحرك لايجاد "منطقة امنة" خلال فترة لا تتجاوز الاسبوع، والا فان امريكا لن تدعم تركيا في حال عجزت عن السيطرة على الشريط الحدودي في بحر اسبوع، وهو ما لم يحدث بسبب مقاومة "قسد" وخاصة في راس العين التي مازالت عصية على الجيش التركي والتنظيمات التابعة له.
-الرفض الدولي القاطع للاعتداء التركي على سوريا، والمقاومة التي ابدتها "قسد" في صدها لهجمات الجيش التركي والتنظيمات السورية المتحالفة معه على راس العين، واستعادة "قسد" زمام المبادرة في محيط تل ابيض وشن هجمات مضادة واستعادة بعض المناطق، و دخول الجيش السوري الى المناطق التي كانت تسيطر عليها "قسد" مثل منبج وكوباني ، وهو دخول سيفشل مخططات اردوغان لاقتطاع اجزاء من الارض السورية بحجة اقامة "منطقة امنة"، كل هذه العوامل وغيرها الكثير ، ستجعل من الصعب اقامة "جيب عثماني" في شمال سوريا كما يتمنى اردوغان فمثل هذه "الجيب" لن تدب فيه الروح مهما نفخ اردوغان.