وسلامٌ على الزكيِّ سِراجاً

وسلامٌ على الزكيِّ سِراجاً
الإثنين ٢٨ أكتوبر ٢٠١٩ - ٠٨:٢٥ بتوقيت غرينتش

قصيدة رثائية في ذكرى استشهاد الامام الحسن بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) .

والامام الحسن المجتبى (ع) واخوه الامام الحسين (ع) الشهيد بكربلاء هما سبطا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهما بحديث النبي الأعظم (ص) سيدا شباب أهلِ الجنة ، وقد واجه الامام الحسن عليه السلام طغيان معاوية بن أبي سفيان بثباته على المبدأ وصبره وحلمه وورعه ،فكان عظيم الشأن والمقام لدى المسلمين وله هيبة ومهابة خاصة في نفوسهم ، الامر الذي لم يطقه طاغية بني امية ما دفعه الى اغتياله بالسم في المدينة المنورة سنة ٥٠ للهجرة :
____________
-----------------------------

فُجِعَ البـَدرُ والنُجومُ بَـواكِ

والسَّـما تندُبُ الإمامَ الزاكي

وعُيونُ البِقاعِ تنزِفُ حُـزناً

إذْ قضى السبطُ بالأليمِ العِكاكِ 1

وانزوى الناصرُ الأصيلُ عُزوفاً

وتناءَتْ جمـاعةُ الإدراكِ

وتخلّتْ عنِ الإمامِ المُفَدَّى

واستهانتَ بمنهَـجِ النُسّـاكِ

واستطابتْ دُنيـا الملوكِ عبيداً

واستلذَّتْ مـوائدَ المُـلّاكِ

تركُوا الطُاهرَ الوَصيَّ فِـراراً

وأَدانُوا بالدرهمِ الصَـكّـاكِ

وعنِ المجتبى تَـولَّـوا خِـذالاً

فأبَى السِّـبطُ ذِلَّـةً بِاندِكـاكِ 2

جاهَـدَ الغدرَ والرزايا وَعادى

كلَّ بَغْيٍ مُستكبـرٍ سَـفّاكِ

فهو البأسِ والصمودُ إماماً

رابطَ الجأشِ قائداً ذا اشتِـباكِ

رجُلَ الحزمِ فارساً لا يُجارى

فهـوَ شبلُ الكرّارِ والضَحّاكِ

وابنُ طه الأمينِ قلبُ السرايا

ومبيـرُ الأوثـانِ والإشراكِ

عاهَدَ اللهَ أنْ يصُونَ البقايا

مِنْ بَني الخيرِ والنُهى الأَحناكِ

وارتضى الصلحَ شامخاً ومُبِيناً

مَكـرَ وَغـدٍ ومُشـركٍ شـَكّاكِ

غِيلَ بالسُمِّ والجَفا والبلايا

وقـرينٍ غدا تَبيعَ النَّـواكِ 3

خانَ بعلاً هو الحميدُ خصالاً

يا لِـرزْءِ البحـارِ والأفلاكِ

ألِمِثـلُ الإمامِ تَسقي ذُعافـاً

كي تُلـبَّـى مـآرِبُ الأفّـاكِ

وهو المُجتبى الأثيرُ صِلاتٍ

وحليفُ السُجودِ جَمُّ البَواكي

وهو نُـورُ الهدى وغوثُ البرايا

وكريمٌ حبَا البَغيضَ الشاكي

وهي أخلاقُ أحمدِ الخيرِ نُبْـلاً

وخِصـالٌ مِن أُمَّـهاتٍ زَوَاكِ

يا رُبى روضةِ البقيعِ سلامٌ

هاج دمعي وإنَّ قلبي بَكاكِ

فبكِ الَّرحمةُ الكُثارُ بُدوراً

تهَبُ الفخـرَ سرمدياً نَراكِ

حسنُ المُجتبى وزينُ عبادٍ

والتُقى باقـرُ العُلومِ .. بَهاكِ

جعفرُ الصادقُ الرؤفُ سراجاً

لذوي اللُـبِّ والحَجـا ياعُلاكِ

وسلامٌ عليك زهراءَ طـه

كوثرُ الزهدِ والفِدا أبناكِ

وسلامٌ على الزكيِّ سِراجاً

شَعَّ بالطُهرِ في البقيعِ الباكي
______

1 - العِكاك = شديد الحر
2 - باندكاك : مع انهيار وانهدام
3 - النواك = الحُمق والبلاهة
...............................

بقلم الكاتب والإعلامي
حميد حلمي البغدادي

تصنيف :
كلمات دليلية :