حملة على الحكومة اللبنانية قبل نيلها الثقة

حملة على الحكومة اللبنانية قبل نيلها الثقة
السبت ٠٨ فبراير ٢٠٢٠ - ٠١:٣٧ بتوقيت غرينتش

تتحضر حكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسان دياب  للمثول أمام مجلس النواب يومي الثلاثاء والأربعاء، طالبةً للثقة بعد مناقشة بيانها الوزاري، في ظل الرهان على ضبط الشارع والصبر على الحملات التي تتعرض لها قبل انطلاق عملها رسمياً.

العالم_لبنان

وفي هذا السياق قالت صحيفة "البناء" اللبنانية اليوم السبت إنه في مناخ إقليمي عاصف ومتقلّب ، تتحرك حكومة حسان دياب نحو جلسة الثقة، بعدما فاجأتها نيران متعدّدة المصادر بتناول نقاط مختلفة من البيان الوزاري لنعتها بالفشل والسقوط.

وهو ما ربطت مصادر متابعة بينه وبين إضافة بند خاص عن عودة النازحين إلى البيان الوزاري تخشى عواصم إقليمية من أن يكون تمهيداً لعلاقات ولقاءات رئاسية مباشرة بين لبنان وسورية، تسبق المصالحات الخليجية الرسمية مع سورية.

وقالت المصادر إنه بالرغم من بدء عواصم الخليج، خصوصاً الرياض وأبوظبي خطوات تقرّب من دمشق، فإن العقل الخليجي يتعامل مع لبنان بمعادلة الاستبباع فلا يريد للحكومة اللبنانية خطوات لا تشكل امتداداً للخطوات الخليجية العلنية والرسمية.

وقالت المصادر إن الخليجيين وجماعاتهم في لبنان من كل الطوائف وفي العديد من الأحزاب والكتل النيابية يكرّرون مع حسان دياب ما فعلوه مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي جمّد زيارته لدمشق لثلاث سنوات و زار عواصم الخليج مقابل وعود بتحمّل أعباء مالية لمساعدة لبنان، لكن شيئاً لم يحدث، وبقيت الملفات التي يمكن معالجتها مع سورية عالقة وكلها خير للبنان، ليس في ملف النازحين فقط، بل في ملفات الترانزيت والنفط مع العراق عبر سورية، وفي ملف الكهرباء من سورية وعبرها. وقالت المصادر إنه من المهم ألا تُصاب حكومة الرئيس دياب بالتردّد وتضيع الفرضة أملاً بوعود مشابهة لن تتحقق.

وعلمت “البناء” أن حزب الله يعمل على تنسيق موقف حلفائه لتأمين حضور الكتل النيابية في جلسة الثقة لرفع عدد الاصوات الثقة للحكومة، وأكد نائب أمين عام “​حزب الله​​الشيخ نعيم قاسم​ أن “حزب الله سيعطي الثقة لهذه الحكومة لأنها تستحق الفرصة، ففيها كفاءات ولديها تطلعات، ونطلب منها أن تكتب وتُشرِّع الخطط والمشاريع والإنجازات التي تهتم بشكل أساس بالوضع المالي​ والاقتصادي والاجتماعي ليرى الناس بعض الإنجازات كمقدمة في اتجاه رؤية استراتيجية في هذا البلد”.

صحيفة "النهار" قالت من جهتها إن الاسبوع المقبل يشكل محطة بارزة في استكشاف ملامح المرحلة التالية من انطلاقة الحكومة التي تتعثر بالاصداء والانطباعات السلبية التي تركها بيانها الوزاري عشية مثولها أمام مجلس النواب يومي الثلثاء والاربعاء المقبلين من جهة، وترقب مواقف سياسية بارزة في مناسبتين متعاقبتين لكل من سعد الحريري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله من جهة أخرى.

واشارت إلى أن "الانظار التي تركزت طويلا على الازمة المالية والاقتصادية وكذلك على متابعة الخطوات الحكومية بعد تأليف الحكومة، ستعود لترصد مواقف القوى السياسية بقوة سواء من خلال رصد مواقف الكتل النيابية في جلسة مناقشة البيان الوزاري، وصولاً الى حجم الثقة التي ستنالها الحكومة والتي تشير المعطيات الاولية الى انها تشكل هماً كبيراً للقوى المشاركة فيها، وسط تخوف كبير من ان تنال ثقة هزيلة تكون بمثابة تراجع مبكر للقوى الداعمة لها

ولفتت إلى أنه يبدو ان الاجواء التحضيرية للجلسة النيابية تنذر بمواجهة جديدة وحادة بين السلطة والانتفاضة الشعبية التي تتهيأ مجموعاتها لجعل جلسة الثقة محطة تزخيم قوية لتحركاتها واعادة اثبات نفسها كمعادلة داخلية لم يعد ممكناً القفز فوق حضورها ومطالبها واتجاهاتها.

وتفيد المعلومات المتوافرة في هذا الصدد ان السلطة والانتفاضة تتحضران لمواجهة حتمية في ظل ما برز من اتجاهات رسمية سياسية الى رفع النبرة الامنية بل التهديد بالعصا الغليظة في وجوه المنتفضين اذا حاولوا قطع الطرق على مجلس النواب والنواب يومي الثلثاء والاربعاء المقبلين وان نبرة التهديد هذه برزت في مضمون المعلومات الرسمية التي وزعت عن اجتماع المجلس الاعلى للدفاع أمس والتي لم تترك ايحاءات ايجابية.