تصعيد المعارك بين تركيا وسوريا.. ما هو الحل؟

تصعيد المعارك بين تركيا وسوريا.. ما هو الحل؟
الأحد ٠١ مارس ٢٠٢٠ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

أسقط الجيش السوري الاحد، ثلاث طائرات مسيّرة تركية فوق سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي. وكانت القيادة العامة للجيش السوري أعلنت إغلاق المجال الجوي لكل أنواع الطائرات فوق المنطقة الشمالية الغربية وخاصة فوق إدلب. هذا واعتبر حزب الوطن التركي أن الحرب التي يتورط فيها الرئيس رجب طيب أردوغان في سوريا ستكون فخا للبلاد ورئيسها.

العالم-تقارير

أسقط الجيش السوري اليوم الأحد 3 طائرات مسيّرة تركية فوق سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، فيما أعلنت وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن القوات التركية استهدفت طائرتين حربيتين سوريتين في منطقة إدلب، مؤكدة أن الطيارين هبطوا بالمظلات وهم بخير.

ونقلت "سانا" عن مصدر عسكري سوري أنه "في تمام الساعة 13,25 من هذا اليوم وبينما كانت طائرتان سوريتان تنفذان مهمة ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة في منطقة إدلب، قام الطيران الحربي التركي باعتراض الطائرتين وإسقاطهما فوق الأراضي السورية". وأكد المصدر أن الطيارين قفزوا بالمظلات "بسلام".

وأعلنت القيادة العامة للجيش السوري إغلاق المجال الجوي لكل أنواع الطائرات فوق المنطقة الشمالية الغربية وخاصة فوق إدلب، محذّرة من أنه سيتم التعامل مع أي طائرة تخترق المجال الجوي السوري على أنها معادية ويجب اسقاطها.

هذا وقال مصدر عسكري سوري إن "القوات التركية تستمر بتنفيذ أعمال عدوانية ضد القوات المسلحة السورية العاملة في محافظة إدلب وما حولها، سواء باستهداف مواقع الجنود السوريين الذين يواجهون الإرهابيين بشكل مباشر، أو عبر تقديم جميع أنواع الدعم للتنظيمات المسلحة المصنفة على لائحة الإرهاب وفق القانون الدولي".

وأكد المصدر نفسه أن "هذه الأعمال العدوانية التركية المتكررة لن تنجح في إنقاذ الإرهابيين من ضربات الجيش السوري، وهي تثبت تنصل النظام التركي من جميع الاتفاقات السابقة بما في ذلك اتفاق سوتشي".

ونفذت المقاتلات التركية فجر يوم أمس السبت عدة غارات على مواقع الجيش السوري وحلفائه في منطقة الزربة بريف حلب، بالتزامن مع قصف مدفعي، حيث حاولت المجموعات المسلحة استغلال القصف التركي لإعادة تجميع قواتها لمهاجمة المناطق المحررة في ريف حلب.

كما ارتفع عدد قتلى الجيش التركي الذين سقطوا بقصف جوي استهدف رتلاً لهم في جبل الزاوية في إدلب يوم الجمعة، إلى 36.

ويشن الجيش السوري منذ كانون الأول/ديسمبر عملية عسكرية ضد الجماعات الارهابية بما فيها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) في ادلب. وتمكنت القوات السورية من إحراز تقدم كبير على الأرض.

وبعد 9 سنوات من حربها على الارهاب تمكنت القوات السورية من استعادة معظم المناطق التي كانت قد سيطرت عليها الجماعات الارهابية وهي تواصل الآن عملياتها العسكرية لتحرير ادلب المعقل الاخير للارهابيين الذين يقدر عددهم بنحو 100 الف مسلح في سوريا.

ويبدو ان تركيا وبهدف ازالة هواجسها الامنية على الحدود مع سوريا قد دخلت في معارك عسكرية مع الجيش السوري في محافظة ادلب، الامر الذي يعتبره العديد من الخبراء والمحللين بمثابة فخ للاتراك.

ويرى المحللون ان المستفيد من هذه المعارك في ظل الاوضاع المتوترة التي تمر بها المنطقة، ليس سوى امريكا والكيان الاسرائيلي محذرين من اشعال حرب جديدة في المنطقة.

وتشكل الاوضاع التي يشهدها شمال سوريا خطرا على استقرار المنطقة برمتها خاصة ان الكيان الاسرائيلي وبدعم من واشنطن يتربص الفرص لمواصلة اعتداءاتها على سوريا لمنع انهيار الجماعات الارهابية في الوقت الذي لا تتخذ فيه الادارة الامريكية اي خطوة تصب في مصلحة الشعب السوري سوى اثارة الفوضى ونهب ثرواته النفطية دون الالتزام بالمبادئ الدولية.

وعلى هذا الصعيد، اعتبر حزب الوطن التركي أن الحرب التي يتورط فيها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا ستكون فخا للبلاد ورئيسها.

وأعرب أعضاء الحزب عن قلقهم إزاء التوتر في العلاقات بين دمشق وأنقرة، محذرين أردوغان من الوقوع في الفخ. وقال أعضاء حزب الوطن إن السلطات الأمريكية والإسرائيلية تدفع تركيا الى الحرب مع سوريا، وتشجعها على ذلك، واعتبروا أن الصراع الذي تورطت به أنقرة داخل سوريا سيعزل تركيا، ويدفعها بعيدا عن الحلفاء الاستراتيجيين، بما في ذلك روسيا.

وخلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي امس السبت اقترح الرئيس الايراني حسن روحاني، عقد اجتماع ثلاثي بين ايران وتركيا وسوريا حول مدينة ادلب.

وأكد روحاني على وحدة الأرض السورية وأهمية القضاء على الإرهاب في ادلب، واضاف أن التصعيد في محافظة إدلب لن يكون لصالح أي دولة، مشيرا إلى أن حل الأزمة في إدلب يكون عبر الحوار السياسي ولا ينبغي أن تضعف عملية أستانا.

وتستضيف إيران الشهر المقبل القمة الثلاثية الروسية التركية الايرانية في إطار استانا. وسبق ان بذلت بمشاركة روسيا جهودا ناجحة لخفض التوتر وارساء الهدنة في سوريا في اطار مناطق خفض التصعيد.

ويرى المحللون انه لا سبيل امام تركيا سوى ان توقف هجماتها داخل سوريا وتستأنف المفاوضات مع الدول الضامنة لمسار استانا بهدف إخماد فتيل التوتر وحل الازمة في ادلب.