العالم - سوريا
افرزت القمة الثنائية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان اتفاقا لوقف اطلاق النار في محافظة ادلب السورية يجنب البلدين نزاعا مباشرا على الاراضي السورية.
فماذا حققت تركيا من هذا الاتفاق وماهي انعكاسته الميدانية على عمليات الجيش السوري ضد الجماعات الارهابية؟
فالاتفاق ثبت تحرير الطريقين الاستراتيجيين حلب-دمشق و حلب-اللاذقية من قبضة الجماعات الارهابية اللذين كانا من اهم اهداف العملية الاخيرة للجيش السوري شرقي محافظة ادلب وجنوبي محافظة حلب.
وطبق اتفاق وقف اطلاق النار فان الطريق الرابط بين حلب ودمشق (ام4) سيبقى بشكل كامل تحت سيطرة الجيش السوري والطريق (ام 5) الرابط بين حلب واللاذقية سيتم اخلاؤه من الجماعات الارهابية .
كما ان الطريق الرابط بين سراقب واللاذقية يمر عبر مدن مهمة مثل جسر الشغور وتامين العبور من هذا الطريق يعني ايجاد خرق في عمق نفوذ الارهابيين المسلحين الذين احتلوا هذه المنطقة منذ سنوات .
تراجع تركيا عن كل مطالبها للجيش السوري بالتراجع الى المناطق السابقة اي ماقبل العمليات الاخيرة وتهديدها بتنفذ عمليات ضده والاهم من ذلك هو ان الاتفاق ثبت الانتصارات والتقدم الذي حققه الجيش السوري .
نقاط المراقبة العسكرية التركية الثمانية الواقعة في المناطق المحررة بعد العمليات الاخيرة ستبقى في اماكنها ، وهذا يعني ان هذه المقرات في قلب المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري بمثابة رهائن لدى سوريا .
كما ان ارهابيي هيئة تحرير الشام اي جبهة النصرة سابقا تم استثناؤهم من الاتفاق مايمنح الجيش السوري حرية استهدافهم متى شاء .
ويرى مراقبون ان الاتفاق اظهر ان تركيا لاتملك القوة العسكرية والسياسية والغطاء الدولي الكافي للقيام بعملية عسكرية في الاراضي السورية، رغم محاولة الرئيس اردوغان تحريك ورقة المهاجرين السوريين والدفع بهم باتجاه اوروبا وسعيه لاقحام حلف الناتو في الحرب فاصبح مضطرا للقبول بالاتفاق .