العالم - الإحتلال
وكتب "العربي الجديد" ان نهاية اليسار الإسرائيلي واندثاره، جاءا نتاج عملية متواصلة ومستمرة من تراجع فكر اليسار الإسرائيلي، ولا سيما الطروحات الاجتماعية الاقتصادية بفعل سيرورات وعمليات لبرلة اقتصادية، بدأت بعد الانقلاب السياسي الأول في إسرائيل، ووصول حزب الليكود بقيادة مناحيم بيغن للحكم عام 1977. ويمكن القول عملياً إن الرصاصة الأولى باتجاه صدر اليسار الإسرائيلي، المتمثل في حزب العمل التاريخي، جاءت بالذات من أقطاب الحزب، وعلى رأسهم شمعون بيرس، عندما انضم بيرس، ونخب تاريخية من "العمل" في العام 2005 لأريئيل شارون في تأسيس حزب "كديما" برئاسة شارون.
لم يصمد حزب "كديما" أكثر من عقد من السنين، واندثر هو الآخر، بعد تلقيه ضربات متتالية، فيما كان حزب العمل يئن تحت قيادة يتسحاق هرتسوغ في مواجهة المد الشعبوي لبنيامين نتنياهو من جهة ولحزب "ييش عتيد" بقيادة يئير لبيد من جهة ثانية. وشكّل حزب "ييش عتيد"، بقيادة لبيد، الهيكل الأساسي لتحالف "كاحول لفان" بقيادة الجنرال بني غانتس، وكان الملاذ الأخير لبقايا "العمل"، ولا سيما من ذوي الأصول الغربية، التي لم تر بعمير بيرتس، ولا بالنائبة أورلي ليفي أبوكسيس، ابنة دافيد ليفي، الزعيم الليكودي التاريخي من أصول مغربية، امتداداً حقيقياً لحزب العمل التاريخي، فاتجهت كلها للتصويت لحزب "كاحول لفان"، وهو ما فسر احتفاظ الأخير بنفس قوته التي حاز عليها في انتخابات سبتمبر/أيلول الماضي (33 مقعداً)، فيما خسر تحالف "العمل غيشر- ميرتس" أربعة مقاعد كاملة.
انتهى دور حزب العمل في العام 2005، لكن انتخابات هذا الأسبوع، هي التي دقت المسمار الأخير في نعش هذا الحزب، وأعلنت بشكل سافر حقيقة المجتمع الإسرائيلي: 99 نائباً في اليمين مقابل 6 في اليسار، وكتلة عربية من 15 مقعداً لن تكون قادرة على فرض أجندتها السياسية على برلمان يميني بتعريفه، عنصري في طبيعته، وفاشي في توجهاته.