مابين سطور العدوان الامريكي البريطاني على العراق 

مابين سطور العدوان الامريكي البريطاني على العراق 
السبت ١٤ مارس ٢٠٢٠ - ٠٥:٢٤ بتوقيت غرينتش

من جدید کررت الولایات المتحدة الامریکیة ومعها هذه المرة بریطانیا خرقها السافر للسیادة العراقیة عبر قصفها قواعد تابعة للقوات الامنیة من الجیش والشرطة والمغاویر والحشد الشعبي في کربلاء المقدسة وضواحیها جرف النصر وکذلك محافظة بابل .

العالم - قضية اليوم

لکن مایمیز العدوان هذه المرة عن سابقاته هو انه یشکل منعطفا خطیرا في مسار الاحداث والانتهاکات واستهتار بکل المعاییر ومن ابرزها :

1 – لاول مرة منذ الغزو الامریکي یستهدف القصف الامریکي محافظة کربلاء المقدسة من خلال ضرب مطار کربلاء وهي منشاة مدنیة تابعة للعتبه الحسینیه لاعلاقة لها لامن بعید ولا من قریب بالحشد الشعبي او اي مؤسسة عسکریة اخری او فصائل المقاومة ولذلك تعتبر هذه العملیة استهداف مباشر للموسسة الدینیة وضرب لکل المعاییر الاخلاقیة والشرعیة

2 – لاول مرة تعلن الولایات المتحدة صراحة بانها تضرب قواعد بالعمق العراقي ما یعني الدخول في فصل جدید من حرب مفتوحة مع فصائل المقاومة والحشد الشعبي . في السابق کانت هناك ضربات استهدفت قواعد الحشد الشعبي لکن لم تعلن امریکا رسمیا انها هي التي تنفذها.

3 – الهدف غیر المعلن للعدوان هو استهداف المسار السیاسي في البلاد و اضعاف التیار المناهض للاحتلال والهیمنة الامریکیة والذی یطالب بانهاء تواجد القوات الامریکیة في العراق والمتمثل بتحالف الفتح وهو الممثل السیاسي للحشد الشعبي في البرلمان العراقي والمسوول عن ترشیح رئیس الوزراء الجدید لذلك فان هذه الضربات والتي قد تتکرر في المستقبل تعتبر نسخه جدیدة من الانقلابات العسکریة علی الشرعیة.

کما کان متوقعا توالت ردود الافعال المنددة للعدوان الامریکي البریطاني لکن بعض الردود وخاصة علی المستوی الرسمي لم تکن علی مستوی الحدث بل تفوح من بعض البیانات الرسمیة رائحة الذل والهوان والا کیف یمکن تفسیر نص بیان لایشیر الی دولتي العدوان الامريكي البريطاني بالاسم ویذکر مرتین " الحرب بالوکالة " و " ساحة حرب للاخرین " ؟!

الم یکن هؤلاء الذین تستهدفهم امریکا الیوم هم من حرروا العراق من داعش ؟

الیس منطقة جرف النصر التی استهدفتها امریکا کانت ومازالت الساتر الامامي لهولاء المقاتلین من الحشد الشعبي الذین یرابطون في هذه المنطقه وهي الاقرب للعتبات المقدسة في مواجهة تنظیم داعش الارهابي ؟

نويد بهروز- العالم