جدل في تونس بسبب دفن موتى كورونا

جدل في تونس بسبب دفن موتى كورونا
الأربعاء ٠٨ أبريل ٢٠٢٠ - ٠١:٢٩ بتوقيت غرينتش

تكررت حادثة اعتراض مواطنين في تونس على دفن ضحايا فيروس كورونا في عدد من المقابر أكثر من مرة خوفا من انتقال العدوى، الأمر الذي دفع السلطات التونسية إلى التلويح باستخدام القوة العامة لتأمين عمليات الدفن.

العالم - تونس

ففي منطقة مجاز الباب التابعة لمحافظة باجة (شمال غربي تونس) احتج عدد من المواطنين على دفن أحد المتوفين بفيروس كورونا في مقبرة المنطقة، وطالبوا بأن يوارى الثرى في منطقة أخرى، بحجة أنه ليس أصيل الجهة وأن دفنه سيتسبب في نقل العدوى إلى الأهالي ممن يتوافدون على المقبرة لزيارة ذويهم، وهو ما دفع الوحدات الأمنیة والسلط الجھوية إلى نقل الجثمان إلى مقبرة أخرى بمنطقة السلوقية التابعة لمعتمدية تستور من نفس المحافظة.

معاناة مضاعفة

تؤكد نزيهة الخماسي شقيقة أحد المتوفين بفيروس كورونا، أن أخاها الذي قدم من تركيا قبل أيام توفي منذ يوم السبت المنقضي في الحجر الصحي الإجباري في أحد مستشفيات العاصمة تونس، ولم تتمكن عائلته من دفنه إلى حدود يوم أمس.

وتضيف: "قضى أخي ثلاثة أيام في ثلاجة الموتى بسبب رفض أهالي منطقة مجاز الباب دفنه في مقبرة المنطقة، بالرغم من أنه أصيل الجهة وبالرغم من أن جثامين عائلته مدفونة في نفس المقبرة".

وتقول نزيهة إن ما حدث مع شقيقها يتنافى مع القيم الإسلامية والإنسانية، وأن سلوك أبناء منطقتها ضاعف معاناتها بسبب فقدانها لأخيها خاصة وأن عملية دفن ضحايا الوباء تتم دون مراسم أو تجمهر.

وتضيف: "أين يريدوننا أن نذهب بموتانا؟ وماذا سيفعل هؤلاء في حال تضاعفت أعداد الموتى؟".

ويأتي رفض السكان استقبال جثث المصابين بالوباء لاعتقادهم أن الجثامين قد تنقل الفيروس إليهم عن طريق لمسها أثناء الدفن أو عن طريق انتشار الوباء بين الأتربة.