لا خيار امام الزرفي سوى الاعتذار عن التكليف

لا خيار امام الزرفي سوى الاعتذار عن التكليف
الأربعاء ٠٨ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٥:٣٣ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم الخبر واعرابه

الخبر : مع اعلان رئيس منطقة كردستان العراق نيجرفان بارزاني وكذلك رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي دعمها لمحمد الكاظمي ، فان العراق بات ينتظر ساعة الصفر لترشيح الكاظمي باعتباره رئيس الوزراء المؤقت لهذا البلد.

الاعراب :

-رغم انه خلال الايام الماضية وفي ضوء ائتلاف غالبية التيارات والاحزاب الشيعية ، كان قد تم حسم مسالة الغاء رئاسة وزراء عدنان الزرفي ، ولكن اليوم وبعد اعلان نيجرفان بارزاني رئيس منطقة كردستان العراق ومحمد الحلبوسي رئيس البرلمان العراقي دعمهما لرئاسة وزراء مصطفى الكاظمي ، يبدو ان مسالة تكليف الزرفي الغيت بشكل كامل .

-رغم ان منصب رئاسة الوزراء في العراق شأن خاص بالبيت الشيعي وعلى جميع التيارات والاحزاب غير الشيعية الرضوخ له ، يبدو ان اعلام غالبية الاحزاب الشيعية معارضتها لتكليف الزرفي لعبت دورا كبيرا في تسريع وتيرة القطبين المؤثرين الكردي- السني ن موقفهما على صعيد المجتمع العراقي .

-بعد هذا وفي ضوء الظروف الجديدة يبدو انه لا خيار امام الزرفي سوى الاعتذار ن التكليف ، لأنه لا يمكن التوقع منه سوى القيام بخيارين ، الاول هو الاصرار على البقاء واحالة المسألة الى البرلمان ، والثاني ان يأمل باستمرار الرئيس برهم صالح على اصراره في تكليفه. فيما يخص الخيار الاول ونظرا الى ان قرار رئيس الجمهورية ببقائه يشكل شرطا لمثل هذا الخيار ونظرا الى ان التيارات والاحزاب الشيعية والسنية والكردية حرمته من دهعها ، فلا يبدو ان هذا الخيار سيحقق اي نتيجة . ولا يخفى انه خلال الايام الماضية لم يتم تناقل أي مؤشرات ايجابية في وسائل الاعلام في هذا الخصوص ، وفي المقابل فان اصرار التيارات والاحزاب على رحيل الزرفي زادت من وتيرتها . اما فيما يخص الخيار الثاني فكما يبدو هو ايضا لن يتمخض عن اي نتيجة ايجابية ، لانه من جهة لا يبدو بان صالح سيرجح شخصا واحدا على اغلبية التيارات الفاعلة والمؤثرة على الساحة السياسية العراقية ، ومن جهة اخرى لا شك انه في حال اعتماد مثل هذا الخيار فانه سيصطدم بعقبات دستورية وصلاحيات يملكها البرلمان للتعامل مع رئيس الجمهورية في حال اتخاذه مثل هذه القرارات ، وبالتالي فان صالح يعرف جيدا بانه ولو افترضنا جدلا ان الزرفي استطاع تخطي عقبة البرلمان فان نجاح رئيس الوزراء المؤقت سيكون رهن بتعاون جميع التيارات السياسية معه . هنالك الكثير من المشاريع الاقتصادية والسياسية والامنية والاجتماعية المعلقة في العراق وهي بحاجة الى اجراء اصلاحات بشأنها . تحسين معيشة الناس ، مكافحة الفساد ، اجراء الانتخابات و .. هي من جملة التطلعات الرئيسية التي لازالت تتنتظر تحققها وترجمتها على ارض الواقع .

-يبدو ان الاتحاد الوطني الكردستاني ونظرا الى قربه من برهم صالح لازال حذرا بشان الاعلان عن دعمه للكاظمي ، وكذلك ائتلاف النصر ونظرا لانتماء الزرفي حزبيا اليه لازال يصر على تكليفه . الطريف ان غالبية اكراد العراق وكذلك اهل السنة اعلنوا بانهم سيحترمون الخيار الذي سيتفق عليه البيت الشيعي ، ولذلك فانهم يقفون في صف الموافقين لالغاء تكليف الزرفي ، وفي هذا البين فان العبادي ايضا لو تأمل قليلا وتذكر بأنه خلال فترة رئاسته اصدر مرسوما نصب بموجبه الكاظمي على راس جهاز المخابرات الوطني عام 2016 فانه سيتراجع عن اصراره على استمرار تكليف الزرفي .