تکليف مصطفی الکاظمي في العراق، يعني...

تکليف مصطفی الکاظمي في العراق، يعني...
الخميس ٠٩ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

العالم- الخبر وإعرابه

الخبر:

وأخيرًا، وبعد حوالي شهر حافل بالأحداث، دخل العراق اليوم مرحلة جديدة من تشکيل الحكومة وإعادة الاستقرار، جراء تکليف مصطفى الكاظمي لمنصب رئيس الوزراء المكلف.

التحليل: ما شهدته قضية تکليف رئيس الوزراء المكلف خلال الأشهر الأخيرة من تقلبات وبالتالي تثبيتها في شخصية الکاظمي أثبت أن الدستور العراقي مازال يحظی بالاحترام وأن الخضوع للدستور هو سيد الموقف وإن خطاب هادي العامري اليوم القاضي بان الأمور عادت إلی مجراها القانوني والطبيعي جدير بالتأمل في هذا المضمار.

ما حدث في العراق اليوم يدل على أن أيا من الجماعات القانونية الثلاث الناشطة في هذا البلد لا يحق لها التعرض على حق الأكراد البديهي في انتخاب الرئيس، وحقوق أهل السنة في انتخاب رئيس البرلمان، وحق الشيعة في انتخاب رئيس الوزراء. وترحيب الأکراد وأهل السنة بهذا الاتفاق اليوم يؤيد حق الشيعة القانوني کما يؤکد ضرورة التزام الجميع به.

وخلال الأشهر الأخيرة طفت تصريحات على السطح بشأن تفکك العراق وتقسيمه إلی مختلف الأقاليم و... وإن تعاطف المسؤولين العراقيين اليوم والإعلان عن إعادة توحيد البيت الشيعي في قضية الکاظمي شکل في الواقع کبحا لجماح التطرف الموجه من خارج الحدود العراقية.

إن التوقف عند التطورات التي حدثت في الأشهر السبعة الماضية في العراق، تلك التطورات التي بدأت بالاضطرابات وأعمال الشغب واستمرت في سيادة الفوضی وعدم الاستقرار، قد دفع السياسيين العراقيين بالتأكيد إلى إحاطة مفادها أن تعاطف اليوم يجب أن يستمر ويتواصل في الفترة المقبلة وفترة تشكيل الحكومة.

کل ساعات الأيام القادمة مهمة بالنسبة للعراق، والتسريع في تشکيل الحکومة معناه التسريع في التوصل إلی عراق قوي متمتع بسبل العيش الکريم والاقتصاد القوي وأخيرا البريء من التدخل الأجنبي كما تم التعبير عنه في المطالب الشعبية الأخيرة.

إن تکليف الكاظمي في الأيام التي تصادف الذكرى السابعة عشرة لاحتلال العراق من قبل أمريکا لا يخلو من الحکمة بالتأكيد. إنه يتضمن رسالة بأن تأمين الاستقلالية والحفاظ عليها بعيدا عن تدخل القوات الأجنبية لاسيما أمريکا يتصدر قائمة المطالب الشعبية الإصلاحية.

ورغم أنه مازالت هناك قاعدتان أو ثلاث قواعد اميركية في العراق لم يتم إخلاؤها بعد ، إلا أن اليوم تم تکليف رئيس حكومة وفي لأبناء المرجعية في فصائل المقاومة العراقية بغية تحقيق مآرب الشعب والمرجعية ومجموعات المقاومة،الامر الذي يبعث على السرور ويجب التوقف عنده بنظرة تفاؤل .