بعد تطهير الجوف.. اليمن يحذر العدوان من التصعيد

بعد تطهير الجوف.. اليمن يحذر العدوان من التصعيد
الخميس ٣٠ أبريل ٢٠٢٠ - ٠٤:٢٠ بتوقيت غرينتش

أعلنت القوات اليمنية انتهاء عملية 'فأمكن منهم' العسكرية، وتطهير ما تبقى من محافظة الجوف من قوى العدوان السعودي ومرتزقته، حيث أصبحت محررة بنسبة 95%. وتحظى محافظة الجوف بأهمية استراتيجية بالغة لقربها من العاصمة صنعاء ومحاذاتها للسعودية. 

العالم-تقارير

أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، مساء الأربعاء، انتهاء عملية "فأمكن منهم" العسكرية في محافظة الجوف شمالي اليمن، وتطهير ما تبقى من المحافظة بعد تحرير 95 بالمائة من مساحتها، موضحا أن العملية العسكرية شملت السيطرة على معسكر اللبنات والأقشع والخسف والمناطق المجاورة في المرازيق والمهاشمة بالجوف.

وكانت محافظة الجوف قبل تحريرها، أهم جبهة عسكرية لتحالف العدوان على اليمن كونها قريبة من صنعاء وتتآخم الحدود السعودية الجنوبية، ومعقلا للتنظيمات الارهابية التي كان يدعمها العدوان السعودي باعتبارها الركيزة الأساسية لما يطلقون عليه "الشرعية" في تلك المنطقة.

وعلى هذا الصعيد، لفت العميد سريع إلى أن صحراء الجوف شكلت أهم وكر لما يسمى بـ"القاعدة" و"داعش" المدعومين أمريكيا وسعوديا وإماراتيا، وأوضح أن أهمية معسكر اللبنات، الذي تمت السيطرة عليه مؤخراً، تكمن في أنه آخر معقل للمرتزقة في الجوف، وهو مفتاح لمحافظة مأرب.

وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة أن عدد قتلى مرتزقة العدوان خلال المرحلة الأخيرة من عملية "فأمكن منهم" بلغ 1200 قتيل، مبيّنا أن المساحة المحررة مؤخرًا بلغت 3500 كم مربع أي صحراء الحزم بالكامل إضافة لمناطق في خب والشعف.

ووزع الإعلام الحربي للجيش واللجان الشعبية، الأربعاء، خريطة تظهر تقدم قوات الجيش واللجان الشعبية في محافظة الجوف، وتحرير عدد كبير من المناطق الهامة.

وتتآخم محافظة الجوف خمس محافظات هي حضرموت ومأرب وصنعاء وعمران وصعدة، ما يجعل عملية تطهيرها من قوى العدوان ومرتزقته تكتسب أهمية مضاعفة، فهذه العملية لم تسدّ الطريق أمام القوى المعادية لشن هجماتها على العاصمة اليمنية ومحافظتي عمران وصعدة انطلاقا من اراضي الجوف فحسب وانما تبدد آمالها في احتلال هذه المناطق بشكل كامل، فيما تفتح عملية تطهير الجوف الباب أمام الجيش اليمني واللجان الشعبية للزحف نحو جبهات مأرب من اجل تحرير هذه المحافظة.

وفي هذا السياق، أشار العميد سريع إلى أن قوى العدوان تصعد في مأرب بشكل كبير خلال الفترة الماضية وأن الجيش اليمني واللجان يتصدون لهم، مؤكدا بالقول إن لدينا خيارات استراتيجية ستجعل العدو يندم على تصعيده، وعليهم أن يتحملوا العواقب.

وبحسب الخبراء العسكريين، فمن خلال الانتصارات التي حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية في جبهة الجوف فقد أصبح موضوع تحرير محافظة مأرب المتآخمة للجوف من جهة الجنوب التي تشكل أهم جيوب العدوان في الجهة الشرقية موضوعا محسوما عسكريا وهو بانتظار القرار السياسي. وفي حال تحرير محافظة مأرب فسيتم قطع طريق الامداد الرئيسي للعدوان ومرتزقته من الشمال إلى الجنوب، وكما أن السيطرة على مأرب تعني تحرير كامل جغرافيا شمال اليمن.

ولا تقتصر الأھمیة الاستراتیجیة للجوف على الأراضي الیمنیة فقط، إذ يشكل تحرير المحافظة خطراً على السعودیة، التي تتشارك معھا أكثر من 266 كلیومترا من حدودھا الجنوبیة، مما یجعلھا عرضة للاستھداف من قبل القوات اليمنية بشكل أكبر من خلال فتح جبهات جديدة ضد العدوان السعودي. كما أنه بات بإمكان الجيش واللجان الشعبية التسلل الى اراضي المملكة لتنفيذ أي عملية عسكرية داخل العمق السعودي من خلال سيطرتهم على الشريط الحدودي الممتدّ من محافظة صعدة إلى نهاية محافظة الجوف في شمال اليمن.

وتعد محافظة الجوف أكبر المحافظات الشمالیة اليمنية، إذ تصل مساحتها إلى 39 ألفا و400 كیلومتر، وتكتسب عملية تطهيرها أھمیة عسكرية بالغة نظرا لموقعھا الجغرافي، وتأثیرھا في مستقبل الحرب التي شنها تحالف العدوان السعودي منذ أكثر من خمس سنوات على الیمن، إضافة إلى أنھا تمثل خزانا ضخما للنفط في البلاد.

وكانت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية قد بدأت عملية عسكرية لتحرير محافظة الجوف مطلع مارس/آذار الماضي أطلقت عليها "فأمكن منهم"، بعد استعادة مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء.