الغرب شريك في جرائم ترامب ضد شعبه

الغرب شريك في جرائم ترامب ضد شعبه
الإثنين ٠١ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٦:٤٥ بتوقيت غرينتش

استوقفني تعليق لأحد الاشخاص على ما يحدث في أمريكا وخاصة الاوامر التي اصدرها الرئيس الامريكي دونالد ترامب للجيش بقتل المتظاهرين وكذلك نعته لهم بأبشع واقذع النعوت، يقول: "ماذا لو كان رئيس اخر غير ترامب هو من اصدر الاوامر لجيشه بقتل المتظاهرين في بلاده، ترى ماذا سيكون ردة فعل حكومات العالم وخاصة الحكومة الامريكية؟"

العالم - كشكول

تعليق يلخص الاجابة عليه، نفاق الحكومات الغربية بشكل عام والحكومة الامريكية بشكل خاص، فمن الواضح لو كان من اعطى الاوامر للجيش باطلاق الرصاص على المتظاهرين رئيسا اخر غير الرئيس الامريكي، لكانت الحكومات الغربية نقلت القضية فورا الى مجلس الامن واستصدرت قرارات بفرض حظر اقتصادي وسياسي شامل ، ولسحبت السفراء، بل قد تلوح بالحرب،لانقاذ الشعب من الابادة لو كان ذلك الرئيس رئيسا لدولة يناصبها الغرب وامريكا العداء.

ولكن عندما يكون الرئيس الذي اصدر الاوامر باطلاق النار على المتظاهرين من شعبه ويحرض على قتلهم، هو الرئيس الامريكي، فلا نسمع للغرب ولا للمنظمات الدولية وعلى راسها منظمة الامم المتحدة حسيسا، ومثل هذا الموقف الغربي لا يمكن وصفه بالمتفرج، بل هو موقف متواطىء وشريك مباشر في الجرائم التي يرتكبها ترامب ضد الشعب الامريكي.

عندما يطلق ترامب على الملايين من شعبه وبلغة عنصرية عارية ، ابشع الصفات مثل "لصوص" و"عصابات اجرامية" و"بلطجية" ، لمجرد ان لون بشرتهم تختلف عن لون بشرته، بيننما يبقى الغرب ينظر اليه على انه زعيم "اكبر ديمقراطية" في العالم، ويسمح له ، بل ويدعمه، في تدخله في شؤون الدول الاخرى بذريعة الدفاع عن "القيم الانسانية"!!، عندها يتجاوز الغرب حد النفاق الى حد المشركة المباشرة في الجرائم.

ما يجري اليوم من احتجاجات في امريكا ضد ظاهرة العنصرية المتفشية في المجتمع والمدعومة من النظام السياسي الامريكي، هو وصمة عار ليس على جبين النظام السياسي الامريكي فحسب، بل على جبين النظام السياسي الغربي المنافق برمته، فلو كان هذا الغرب صادقا في تعامله مع القضايا الانسانية، لما شارك النظام الامريكي اضطهاده للامريكيين من اصول افريقية وباقي الاقليات المذهبية والعرقية الاخرى من خلال سكوته على فظائعه العنصرية والتستر عليها، وهذا السكوت والتستر الذي دام لعقود طويلة، ساهما في تراكم الغضب الذي تفجر بعد ان بلغ السيل الزبى، وهذا الغضب سينتقل الى اوروبا اجلا ام عاجلا لوجود ظواهر عنصرية فرزتها الحضارة الغربية وان كانت اقل حدة من الظاهرة العنصرية الامريكية.