لبنان.. ماذا وراء أكمة العودة إلى التظاهر؟

لبنان.. ماذا وراء أكمة العودة إلى التظاهر؟
السبت ٠٦ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٩:١٨ بتوقيت غرينتش

ينشغل اللبنانيون اليوم السبت بدعوات بعض من لا يرى في الاعتماد على الخارج والرهان عليه لتغيير الواقع السياسي في لبنان إلا خشبة خلاص ومرجعاً من خلال تقديم أوراق اعتماد له بشعارات ومواقف لا تنذر إلا بالسوء لهذا البلد.

العالم_لبنان

يبدو أن الأزمات المعيشية والمالية آخذة في التفاقم، ولا سيما في ما خصّ سعر صرف الليرة تجاه الدولار، وارتفاع أسعار السلع ما يتجاوز الضعف أو أكثر، وخسارة الليرة 60٪ من قوتها الشرائية أو التشغيلية، وما فاقم الأمر الرسائل الأميركية الخطيرة لجهة الاستمرار في الضغط المالي على لبنان، وقانون "قيصر" لمحاصرة سوريا..

بيد أن دعوات اليوم للتظاهر تتجاوز المطالب الشعبية اقتصاديا وماليا لتأخذ منحى خطيرا وتكشف عن نوايا غير سليمة، وقد يكون مقدمة للمطالبة بتنفيذ القرار 1559 لنزع سلاح حزب الله وتعديل مهمات اليونيفل في لبنان تمهيدا لتركيز وحدات منها على الحدود الشرقية لمراقبة المعابر غير الشرعية عليها.

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "البناء" إن "أميركا التي تهتزّ صورتها في الداخل الأميركي وعبر العالم وتفقد بريق تأثيرها، لا تزال تبدو بعيون أتباعها اللبنانيين خشبة خلاص ومرجعاً لتقديم المزيد من أوراق الاعتماد، لأدوار لن يتسنى لإدارة الرئيس ترامب أن تلعبها إلا في أحلام وأوهام ومراهنات بعض المراهقات اللبنانية المحفوفة بالمخاطر، حيث ينتظر لبنان اليوم مغامرة كتائبية جديدة، اختارت ذكرى الاجتياح الذي تعرّض له لبنان عام 82، وما رافقها من أوهام وأحلام ومراهنات كتائبية مشابهة، للتسلل تحت شعار الدفاع عن حقوق الناس التي خرجت في 17 تشرين الأوّل الماضي تنتفض ضدّ الفساد والسياسات المالية التي أدّت إلى انهيار الاقتصاد، لتنظيم تظاهرة تقودها دعوة حزب الكتائب وعدد من مجموعات تحمل لواء الحراك الشعبي، تحت عنوان يجمع بين الدعوة لسحب سلاح المقاومة وتطبيق القرار 1559، وبين الدعوة للانتخابات النيابية المبكرة، بذريعة ما يسمّونه "تجديد الثورة"، والدعوة الكتائبية ووجهت بإعلانات تبرّؤ ورفض للمشاركة من جماعات مؤسسة في حراك 17 تشرين الأول، وانسحابات لمجموعات كانت تنوي المشاركة، قبل انفضاح أغراض وشعارات التظاهرة، فيما خرجت جماعات الحراك في صيدا وطرابلس اعتراضاً على الدعوة وشعاراتها..".

وبحسب ما علمت "البناء" "ليس لحزب الله مخاوف أمنية جديّة من تطور التظاهرات في الساحات إلى أحداث أمنية، رغم رفع بعض المجموعات شعارات استفزازية كالمطالبة بنزع سلاح المقاومة.. لكن المؤشر الخطير بحسب المصادر هو محاولات بعض الجهات الخارجيّة لخلق بيئة اجتماعية شعبية داخلية تطالب بتسليم سلاح المقاومة وترافق ذلك مع إعلان قانون العقوبات الجديد قيصر وطلب تعديل القرار 1701 في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يشهدها لبنان. وأشارت المصادر إلى أن لا إمكانية لأي قوة سياسيّة نزع سلاح المقاومة لذلك يجري تظهير إرادة شعبية تتولى ذلك وتطرح مسألة السلاح بشكل علني من جانب اجتماعي اقتصادي كتحميل السلاح مسؤولية كل الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة لتشكل مادة تتكئ عليها جهات دولية تسعى لتعديل قواعد عمل اليونيفل في الجنوب وتقييد سلاح ودور حزب الله في سورية والمنطقة".

العالم_لبنان