الإنتخابات.. آخر ما يراه ترامب في أفق الإحتجاجات

الإنتخابات.. آخر ما يراه ترامب في أفق الإحتجاجات
السبت ٠٦ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٣:٠٣ بتوقيت غرينتش

تصريحات ومواقف الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاستفزازية ضد المحتجين واصراره على استدعاء الجيش لقمعهم ، وتمسكه بالحل الامني دون الحلول الاخرى، لاعادة الاوضاع الى ما قبل جريمة قتل الشاب الامريكي من اصول افريقية جورج فلويد، رأى فيها المراقبون للمشهد الامريكي، محاولة في غاية الخبث للفوز بولاية رئاسية ثانية على حساب امن واستقرار المجتمع الامريكي.

العالم - يقال ان

يرى هؤلاء المراقبون ان البيض الامريكيين، الذين يشكل بعضهم قاعدة ترامب الانتخابية، لا يشاطرون ترامب عنصريته ونظرته الى اصحاب البشرة السمراء والاقليات الدينية والعرقية في امريكا وحسب، بل يؤيدون حتى استخدامه للقوة المميتة من اجل قمعهم، وهو ما يفسر اصرار ترامب الغريب على استخدام القوة العسكرية ضد المحتجين.

يعلم ترامب انه سيخسر اصوات "السود"، الذين يشكلون نسبة 13 بالمائة من سكان امريكا، في حال واصل تاكيده على استخدام القوة المميتة ضدهم، الا انه في المقابل يعتقد انه سيفوز بأغلب اصوات البيض الذين يشكلون اكثر من 70 بالمائة من الشعب الامريكي، بعد ان يظهر بمظهر المنقذ لامريكا "البيضاء" من "غزو السود والملونين".

لم تسفر مناشدات الاصدقاء ولا انتقادات الخصوم لترامب من اجل التقليل من حدة خطابه ضد المحتجين عن شيء، فالرجل لايرى في الافق الا الانتخابات، فمازال يصر على استدعاء الجيش للتدخل وقمع المتظاهرين، وطالب اكثر من مرة من حكام الولايات باستدعاء الحرس الوطني، ولطالما وبخهم على عدم سيطرتهم على الشارع وقمع المتظاهرين، وهو ما دفع وزير الدفاع الامريكي مارك إسبر، الى رفض تأييد مقترح ترامب في استخدام قانون التمرد، الذي يسمح للرئيس بنشر القوات المسلحة وقوات الحرس الوطني الفيدرالية في ظروف معينة.

وفي ذات السياق الرامي للحد من اندفاعة ترامب نحو دفع الامور الى الصدام بين المتظاهرين والجيش وادخال امريكا في نفق مظلم ، قالت عمدة واشنطن موريل باوزر فى رسالة إلى ترامب، "إن نشر عناصر إنفاذ القانون الاتحادية والمعدات تثير المتظاهرين وتزيد من شكاوى ومظالم أولئك الذين يحتجون سلميا، بشكل عام، لتغيير وإصلاح الأنظمة العنصرية"، ودعت الى سحبها فورا.

بات واضحا ان تعامل ترامب مع الاحتجاجات ، خلال اكثر من 10 ايام، لم يكن يهدف الى ايجاد حلول ناجعة تقلل من الاحتقان وتدفع بالامور الى التهدئة، بل على العكس تماما كان يزيد من حدة الاحتجاجات، عبر استفزاز المحتجين ودفعهم الى مزيد من العنف بهدف ايجاد مبررات لاستدعاء الجيش لقمع المحتجين وبالتالي كسب اصوات العنصريين البيض، الذين سيرون في ترامب "البطل الابيض" المدافع عن "نقائهم العرقي"!، دون اي اكتراث لا من جانب ترامب ولا من جانب العنصريين البيض، بما سيحل بامريكا التي تعيش فوق بركان من العنصرية والتمييز والحرمان، وما شهدناه خلال الايام القليلة الماضية، لم يكن سوى دخان تصاعد من فوهة هذا البركان.