اكتشاف "مفجع" في بومبي يعرض "جانبا جديدا بالكامل" لقصة المدينة المنكوبة

الخميس ١١ يونيو ٢٠٢٠ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

عرضت عالمة آثار اكتشافا مفجعا في مدينة بومبي خلال فيلمها الوثائقي، الذي يقدم "منظورا جديدا تماما للدمار المأساوي للمدينة".

العالممنوعات

ووقع الكشف عن هذه المعلومات الهامة خلال سلسلة جديدة على قناة Channel 5، بعنوان: "أسرار أعظم كنوز بومبي"، حيث سافر المذيع وعالمة الآثار بيتاني هيوز إلى المدينة الرومانية القديمة المحفوظة، التي دفنت في الرماد البركاني بعد ثوران بركان فيزوف عام 79 ميلادي.

وبعد ما يقرب من 2000 عام من الدمار، ألقت هيوز لمحة على الماضي من خلال المشي في شوارع بومبي، واستكشاف المناطق المحظورة عادة والتحدث إلى الخبراء الذين يحللون البقايا الواقعية لأولئك الذين حاولوا الهرب.

وساعد أحد الضحايا، وهو صبي يعتقد أنه لا يتجاوز الأربعة أعوام، الخبراء اليوم، على فهم كيفية ظهور الدمار في المدينة بالضبط، بفضل تقنية مسح حديثة.

وقالت هيوز الأسبوع الماضي: "هذه قصة مؤلمة تعطينا منظورا جديدا تماما للتدمير المأساوي للمدينة.

وأضافت: "ليست الفسيفساء والمباني واللوحات الجدارية المذهلة هي التي تجعل بومبي مميزة للغاية، إنه شيء أكثر مأساوية. على الأرجح ربما الأكثر شهرة ومعظم البقايا المزعجة من ثوران بركان فيزوف هم الضحايا، سكان المدينة".

وتابعت: "كانوا محاصرين في لحظاتهم المؤلمة الأخيرة، كل واحد من هؤلاء يروي قصة الثواني الأخيرة للأفراد الذين عاشوا هنا، زوجان ماتا في عناق محبة، وعبد ما زال محاصرا في أغلاله، وسائق بغل يمسك رأسه في يديه".

وأوضحت هيوز كيف يقدم طاقم دراسة بقايا الصبي نظرة ثاقبة عن حياته، قائلة: "هذا الطفل الصغير رمز لحقيقة المأساة المروعة التي حدثت هنا، وللحياة التي انقطعت".

وأضافت: "عثر على الطفل في واحدة من أروع الفيلات في بومبي، بجوار رجل وامرأة يحملان طفلا صغيرا آخر، على الأرجح عائلته".

وأشارت إلى أن الدكتور لورينك ألابونت درس طفل بومبي بالتفصيل، "وآمل أن يتمكن من إلقاء بعض الضوء على حياته"، حيث أجرى فحصا بالأشعة السينية على الطفل الصغير.

وأوضح الدكتور ألابونت كيف تمكن فريقه من تحديد عمر الصبي بناء على هيكله العظمي. وقال: "استنبطنا الكثير من المعلومات من هذه الضحية لأنه يمكننا رؤية جميع العظام داخل الجبيرة.

وأوضحت هيوز أنه تم الكشف عن أدلة أخرى أيضا من خلال فحص الصبي، قائلة: "إن جودة أسنانه وعظامه تظهر أن لديه نظاما غذائيا جيدا وتم العثور على والدته وهي ترتدي سوارا ذهبيا ضخما ما يوحي بأنها عائلة ثرية".

وتابعت: "ربما نشأ في الفيلا الفاخرة حيث تم العثور عليه وهو منكمش تحت الدرج. وتكشف السجلات أن الأطفال في الرابعة من العمر في روما القديمة قضوا أيامهم في اللهو مع الألعاب والحيوانات الأليفة العائلية وقراءة القصص لهم من قبل الأقارب".

وأشارت هيوز إلى أن الفضل في الكشف عن مثل هذه التفاصيل المثيرة للفضول يعود إلى الموقع الذي وجد فيه الصبي.

وأوضحت: "كانت القلائد عبارة عن حلي يعطى للفتيان الرومان عند بلوغهم عمر تسعة أيام لحمايتهم من الأرواح الشريرة والمخاطر الأخرى. لكن قصة هذا الصبي لا تنتهي هنا، يعتقد العلماء الآن أنه يمكن أن يلقي الضوء على الكيفية التي مات بها شعب بومبي في الثوران".

وأضافت: "يكمن المفتاح الحاسم في المواقف المتشابهة والملتوية لجثته وأسرته، وجميعهم رفعوا أذرعهم مثل الملاكم، الذي يُرى في مئات الضحايا الآخرين في بومبي".

وتشير الدلائل إلى أن معظم الناس، بمن فيهم الطفل الصغير، نجوا في اليوم الأول من الكارثة، ولكن بعد ذلك تغير الاندفاع فجأة، وأطلق العنان لقوة جديدة مميتة حولت ضحاياها إلى وضعية الملاكم".

وأوضحت هيوز، خلال جولة بطائرة هليكوبتر فوق جبل فيزوف، أحدث النظريات التي يمتلكها العلماء حول ما حدث في عام 79 م.

وتابعت: "تشير هذه النتوءات الصخرية الحادة إلى شيء واحد: تدفقات الحمم البركانية، والانهيارات شديدة الحرارة من الصخور والرماد والغازات السامة".

وقالت: "هذه الغيوم السامة انفجرت أسفل منحدرات فيزوف، الواقعة على بعد ستة أميال من قاعدة البركان، وفشلت الثلاث انفجارات الأولى في الوصول إلى بومبي، ولكن بعد ذلك ضربت الموجة الرابعة. وهذا التدفق الهائل، الذي يبلغ عرضه ثلاثة أميال، أحرق مسارا على طول الطريق إلى بومبي، وخرجت سحابة من الغاز المتدفقة من البركان، وسافرت بسرعة تزيد عن 100 ميل في الساعة إلى المدينة.

وخلصت هيوز: "يعتقد العلماء أنها تمتص الماء من أجساد الناس بسرعة كبيرة مما تسبب في تشنج عضلاتهم وموتهم بوضعية الملاكم الأيقونية".