العالم _ مراسلون
نار تحت الرماد أججها مقتل جورج فلويد تحت ركبة ضابط شرطة اميركي، غضبا ورفضا لممارسات الشرطة العنصرية ضد الاميركيين من اصول افريقية ولاتينية.
وقد تواصلت التظاهرات الاحتجاجية ضد العنصرية في العديد من الولايات الأميركية للأسبوع الثالث على التوالي. وفي مدينة مينابوليس، حيثُ وقعتْ جريمةُ مقتلِ المواطن جورج فلويد، خرجتْ مسيرةٌ حاشدة شاركَ فيها الآلافُ، مطالبين بمحاكمةٍ عادلة لعناصر الشرطة المتهمين بارتكاب الجريمة، وإعادةِ هيكلةِ مؤسسةِ الشرطة في ولاية منيسوتا.
وقد اثارت تصريحات ترامب التي قال فيها انه يتفهم استخدام اسلوب الخنق في بعض الحالات ،اثار موجة من الغضب في صفوف الاميركيين كما اثار موجة من ردود الافعال والمواقف.
فقد دعت الدول الإفريقية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى تنظيم نقاش عاجل حول العنصرية وعنف الشرطة في سياق الحراك العالمي عقب وفاة جورج فلويد.. الطلب جاء في رسالة وقّعتها 54 دولة تُشكّل المجموعة الإفريقية التي تنسّق جهودها حول مسائل حقوق الإنسان.
وفي استراليا شاركَ الآلافُ في أنحاء البلاد في احتجاجاتٍ أُطلق عليها "حياةُ السود مهمة" وجابَ بعضُ المحتجين الشوارع، وتجمعَ آخرون في المتنزهات العامة، رافعين لافتات تدعو الى تطبيق العدالة سعيا للسلام.
وحول قضية العنصرية التي تتفاعل في العالم ،أقرَ رئيسُ الوزراء الكندي جاستن ترودو بأنّ العنصريةَ الممنهجة تطالُ كلَ مؤسساتِ الدولة، بما فيها الشرطة. ترودو طالب بإجراءِ تحقيقٍ مستقل في حادثِ توقيفِ زعيمٍ من السكان الأصليين بوحشيةٍ من قبل الشرطة الفدرالية، وقالَ إنّ عدداً كبيراً من الكنديين السود أو من السكان الأصليين لا يشعرون بالأمان في مواجهة الشرطة.
فالاضطرابات التي تشهدها الولايات المتحدة بعد مقتل فلويد تكشف التفاوت الاجتماعي العميق داخل المجتمع. وهنا يعتقد خبراء أن ترامب يستغل الاحتجاجات لمصلحته في الانتخابات المقبلة .فالوفاة المأساوية لفلويد تغذي جدلا مبدئيا حول الانقسام الاجتماعي في بلاد العم سام . وأزمة كورونا تبدو في هذا الإطار مثل مادة مشتعلة تكشف عدم المساواة في المجتمع بشكل أكبر من ذي قبل.