البرنامج النووي والسلاح التقليدي ذرائع.. الهدف تركيع إيران

البرنامج النووي والسلاح التقليدي ذرائع.. الهدف تركيع إيران
الأربعاء ٠١ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٢:٣٢ بتوقيت غرينتش

منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 وامريكا تختلق المشاكل والفتن والازمات لايران وتفرض العقوبات على الشعب الايراني ، وتدعم العصابات الارهابية والتكفيرية والانفصالية داخل ايران، ودعمت السفاح صدام حسين على مدى ثماني سنوات خلال عدوانه على ايران، وتسطنع الصراعات والنزاعات في المنطقة لاشغال ايران، كل ذلك من اجل تحقيق هدف واحد وحيد هو تغيير النظام الاسلامي او على الاقل تركيعه، لانها ترى فيه تهديدا للكيان الاسرائيلي الغاصب.

العالم - كشكول

من اكثر الذرائع التي استغلتها امريكا للضغط على ايران بهدف ضرب اقتصادها واستقرارها للوصول الى ايجاد حالة من اليأس والاحباط بين ابناء الشعب الايراني، كانت ذريعة البرنامج النووي الايراني السلمي، الذي تحول الى وسيلة تخنق بها امريكا الشعب الايراني، رغم ان العالم كله وفي مقدمته امريكا، يعلم علم اليقين انه برنامجا سلميا ، وان ايران من اكثر الدول في العالم تعاونا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الا ان كل ذلك لم يحول دون استغلال امريكا لهذه الذريعة أبشع استغلال، عبر الترويج لكذبة كبرى مفادها ان ايران "تسعى للحصول على السلاح النووي"، وضغطت على الغرب والعالم ومنظمة الامم المتحدة لفرض عقوبات غير مسبوقة على الشعب الايراني، بهدف تكرار السيناريو العراقي في ايران.

ايران ومن اجل سحب البساط من تحت امريكا، واثبات كذب مزاعمها وسخافة ذرائعها ، انخرطت في مفاوضات مع الدول الكبرى ومن بينها امريكا ، من اجل اثبات سلمية برنامجها النووي والحفاظ عليه تحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وانتهت المفاوضات عام 2015 بالتوقيع على اتفاق بين ايران ومجموعة 5+1 التي تضم امريكا ايضا.

يبدو ان الصهيونية العالمية واليمين الامريكي المتطرف راى في الاتفاق النووي خسارة لامضى سلاح كانت تستخدمه امريكا ضد ايران لتحقيق هدفها الاثير وهو تغيير النظام الاسلامي، فأوعزت للمعتوه ترامب بالانسحاب من الاتفاق بذرائع لا تمت من قريب او بعيد بماهية الاتفاق مثل عدم ادراج البرنامج الصاروخي الايراني في الاتفاق وعدم تطرقه الى "النفوذ الايراني" في المنطقة، واعاد فرض عقوبات جنونية غير مسبوقة على ايران، بهدف استفزازها ودفعها الى اتخاذ اجراءات ومواقف تصب في صالح المخطط الصهيوني، ولكن الذي حدث ان ايران لم تقع في الفخ الصهيوني الامريكي وبقيت متمسكة بالاتفاق رغم انتهاكه من قبل امريكا وعدم تنفيذ بنوده من قبل الغرب.

اليوم وعند اقتراب موعد تنفيذ احد بنود القرار 2231 المنبثق عن الاتفاق النووي وهو موعد 18 تشرين الاول / اكتوبر الذي تنتهي عنده فترة الحظر التسليحي المفروض على ايران، فاذا بامريكا تقيم الدنيا ولم تقعدها حول "الخطر" الذي سيلحق بالعالم من جراء رفع الحظر التسليحي عن ايران، واللافت ان المقصود بالسلاح هنا هو السلاح التقليدي!، واخذت امريكا ترعد وتزبد وتهدد مجلس الامن الدولي وتطالب بالابقاء على الحظر وإلا فانها ستفعل الية اعادة فرض العقوبات الاممية على ايران وفقا للقرار 2231، وقامت بالدعوة الى عقد اجتماع لمجلس الامن لتحقيق هذه الغاية، الا ان الرياح لم تهب كما تشتهي سفن امريكا، حيث تلقت صفعة قوية على وجهها من داخل مجلس الامن ومن اقرب حلفائها الغربيين، عندما رفض الاعضاء ال14 مشروع القرار الامريكي بتمديد الحظر التسليحي او تفعيل الية اعادة العقوبات الاممية.

العالم بات اكثر ادراكا للموقف الامريكي من ايران، فهذا الموقف هدفه الاول والاخير تغيير النظام في ايران وكل ما يقال غير ذلك عن البرنامج النووي الايراني والسلاح التقليدي والبرنامج الصاروخي وحقوق الانسان والارهاب ، ليست سوى ذرائع من اجل ذر الرماد في العيون والتغطية على هدف امريكا الرئيسي، وهذه الحقيقة كشف عنها بشكل واضح مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة ، فاسيلي نيبينزيا، في كلمته امام الاجتماع الافتراضي لمجلس الامن الدولي، عندما قال "نحن قلقون بشأن التطورات في سياسة الضغوط القصوى ضد إيران ، والتي من الأفضل ان نعبر عنها بانها سياسة الاختناق الأقصى.. ان إيران تتعرض لضغوط من جميع الجوانب، الهدف هو تغيير النظام في هذا البلد أو خلق وضع لا تستطيع إيران حقيقة التنفس فيه، إنه مثل وضع ركبتك على رقبة شخص ما، ان هذه الازمة قد خلقتها الولايات المتحدة".

بات واضحا انه لو لم تمتلك ايران برنامجا نوويا سلميا، او برنامجا صاروخيا ردعيا، فان امريكا كانت ستختلق ذرائع اخرى من اجل ممارسة الضغط على ايران وخنقها، كما فعلت في مجلس الامن امس عندما اعتبرت "السلاح التقليدي الايراني "خطرا يهدد السلم والامن الدوليين"!!، ان المهم لدى امريكا هو ان تبقى الضغوط مفروضة على ايران لخنقها بهدف تغيير النظام فيها او دفعها للاستسلام، وهو هدف عجزت امريكا بكل جبروتها عن تحقيقه عندما كانت الجمهورية الاسلامية في ايران تدافع عن جغرافيتها امام الغزو الخارجي، وبات هذا الهدف اليوم اكثر بعدا عن التحقيق بعد ان امتلكت كل اسباب القوة التي جعلت منها عاملا مهما في الدفاع عن جغرفايا حلفائها امام الغزو الامريكي الصهيوني العربي الرجعي التكفيري.