لبنان والأزمات المتلاحقة..

لبنان والأزمات المتلاحقة..
الجمعة ١٧ يوليو ٢٠٢٠ - ٠٩:٥٦ بتوقيت غرينتش

تتراكم الأزمات التي تثقل كاهل اللبنانيين من مالية ومعيشية وبيئية وأمنية على وقع تقلبات سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي وأزمتي النفايات والكهرباء وكلام أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط وتحذيره من خطورة الوضع في لبنان.

العالم_لبنان

ماليا، تتهم مصادر حكومية جهات خارجية وداخلية على رأسها قطاع المصارف بالمضاربة على الدولار عبر شراء كميّات كبيرة من الدولار من الأسواق لتحقيق أرباح والإبقاء على سعر الدولار مرتفعاً لاستخدامها سياسياً في الضغط على الحكومة تماهياً مع الضغوط الأميركية على لبنان. وفسّر خبراء مصرفيون لصحيفة "البناء" سبب هذا التأرجح بسعر الصرف، بأن "شح السيولة بالعملات الأجنبية وتعدد أسعار صرف الدولار ووجود سوق موازية أو سوق سوداء للدولار سببه أزمة ثقة حادة أدت إلى أزمة السيولة الحالية.. وأنّ مَن يضارب بالدولار ويعول على هلع المواطن هم المتلاعبون في السوق السوداء. الحل يأتي من خلال صدمة إيجابية تساهم ببدء استعادة الثقة مما يؤدي إلى ضخ سيولة وتوحيد أسعار الصرف، وهذه الصدمة الإيجابية تأتي من بدء تطبيق الإصلاحات البنيوية وإعادة هيكلة القطاع العام قبل الوصول لاتفاق تمويلي مع صندوق النقد الدولي".

أما معيشيا وبيئيا فقد نشطت حركة الاحتجاجات الشعبية على انقطاع الكهرباء، ترجمت بحركة قطع طرق في عدد منها، غير أن أبرزها سجّل على الطريق الرئيسة المؤدية إلى المطار الدولي، ما أدى الى زحمة خانقة. وفيما كانت أزمة التقنين والتعتيم تشتد وتتصاعد مثيرة ردود فعل شعبية ساخطة في الكثير من المناطق، إذ بشبح أزمة نفايات كبيرة عاد يثقل مجدداً على الوضع البيئي والصحي، مع الإنذار الذي أعلنه بعض اتحادات البلديات بوقف استقبال نفايات مناطق عدة في مطامر معينة وذلك يعود إلى أسباب عدة: توقف عدد من المطامر عن استقبال المزيد من النفايات، وانخفاض طاقة عمل موظفي الشركات إلى 50 في المئة فقط ولا سيما أن العمال الأجانب يتحكمون بمسار العمل لأنهم يقبضون رواتبهم بالليرة اللبنانية وليس بالدولار لعجز اصحاب الشركات عن دفع الرواتب بالدولار بسبب رفض المصارف مدهم بالدولارات وعدم دفع الدولة لمستحقاتهم المقيدة بالدولار.

أما أمنيا فقد لفت الانتباه حديث الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، لـ"وكالة أنباء الشرق الأوسط" المصرية أن الوضع في لبنان خطير للغاية، معربا عن تخوّفه من أن "يتهدّد السلم الأهلي في البلاد، بسبب الضغوط الاقتصادية والاجتماعية الهائلة التي يتعرّض لها اللبنانيون". ورأت صحيفة "البناء" أن تصريحات أبو الغيط تشبه تلميحاته التي سبقت تدهور الأوضاع في ليبيا وسورية، وهو ما ربطته مصادر أمنيّة بحال الفوضى التي تتسع من حول المنطقة سواء في ليبيا أو بعودة ظهور "داعش" في العراق أو بتورط ميليشا "قسد" في شرق سورية بأنشطة استفزازية تمهد لدورة عنف في المنطقة بدعم من القوات الأميركية التي اتهمتها موسكو بالتحريض على أعمال العنف في جنوب سورية.

العالم_لبنان