اثر خشيتها من تصاعد الموقف..

'قسد' تفبرك الاتهامات حول اغتيال الشيوخ، والعشائر ترد

'قسد' تفبرك الاتهامات حول اغتيال الشيوخ، والعشائر ترد
السبت ٠٨ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٢:٢٢ بتوقيت غرينتش

على إثر ثلاثة أيام من المواجهات، منحت عشائر ريف دير الزور الشرقي كلّاً من قسد والتحالف الدولي بقيادة امريكا، مهلة لتسليم قتلة المشائخ والوجهاء. وحذرت العشائر من ألا تراجع هذه المرّة عن حقها في استعادة دورها في مناطقها وقراها.

العالم - سوريا

هذا وقد ساد الهدوء النسبي بلدات الشحيل وذيبان والحوايج في ريف دير الزور الشرقي، بعد ثلاثة أيام على مواجهات مسلحة بين أهالي تلك البلدات وقسد (قوات سوريا الديمقراطية) التي تدعمها الولايات المتحدة الامريكية، على خلفية اتهام قسد بالوقوف وراء حوادث اغتيال عدد من الزعامات العشائرية.

وكانت قسد استقدمت تعزيزات كبيرة إلى محيط البلدات الثلاث، وفرضت حظراً كاملاً للتجوال فيها، كما نفذت حملة اعتقالات في مناطق الزوية والشهابات، من دون اتّضاح الأسباب. وتزامن ذلك مع مقتل قائد فوج البوكمال التابع لـقسد، شعبان المعاط، برصاص مسلّحين مجهولين كانوا يستقلّون دراجة نارية في أطراف بلدة هجين شرق دير الزور.

في المقابل، برز بيان لقبيلة العكيدات تضمّن تصعيداً واضحاً بوجه ما يسمى التحالف الدولي (بقيادة واشنطن) وقسد، إذ حمّلهما مسؤولية إلقاء القبض على قَتَلة شيوخ العشائر ووجهائها، وأمهلهما شهراً واحداً لتسليم قتلة أحد أبرز شيوخ العكيدات، مطشر الهفل.

وهدّدت القبيلة، في بيانها، بأنها "ستتصرّف بما تراه مناسباً لحماية الديار والممتلكات، في حال عدم ضبط الأمن في المنطقة، داعيةً أبناء المنطقة إلى الوقوف صفاً واحداً من أجل حمايتها مِن كلّ مَن يستبيحون دماءها وينهبون ثرواتها... فالديار التي لا يحميها أبناؤها لا يحميها الغرباء الطامعون"، في ما فُهم على أنه إشارة إلى قسد والتحالف.

وتفاعلاً مع تلك الدعوة، أبدى شيوخ بقية العشائر ووجهاؤها استعدادهم لدعم قبيلة العكيدات بكلّ الإمكانات المتاحة، في موقف يعكس استفاقة العشائر إلى قدرتها على ممارسة دور وازن في المنطقة.

واتهم مجلس شيوخ ووجهاء العشائر في الحسكة، في بيان، المحتلّ الأميركي بإثارة الفتنة بين مكوّنات المجتمع من عرب وكرد، من خلال أساليب القتل الخسيسة، حاضّاً أبناء دير الزور على الوقوف ضدّ المحتلّ الأميركي الذي يتحمّل المسؤولية القانونية عن استشهاد مَن طالتهم يد الغدر والإجرام، وداعياً الأهالي إلى تصعيد المقاومة الشعبية ضدّ المحتل الأميركي لتحرير الأرض من دنسه.

من جهتها، وفي محاولة منها لتهدئة العشائر وامتصاص الغليان الشعبي، نشرت مواقع كردية تابعة لقسد اعترافات مزعومة لما قالت إنها «إحدى خلايا تابعة للمخابرات السورية»، التي تقف وراء عمليات الاغتيال الأخيرة.

ولم تحظَ الاعترافات المزعومة رضى العشائر واعتبرت اتهامات قسد للحكومة السورية بأنه "ردّاً غير موفق على بيان الخارجية السورية، الذي توعّدهم بالهزيمة قريباً"، على خلفية الإعلان الأميركي عن التعاقد مع قسد لبدء استثمار النفط في شرق سوريا.