ضيف وحوار ..

الأنظمة المنخرطة خلف التطبيع ستدفع الثمن باهظا + فيديو

الثلاثاء ٢٥ أغسطس ٢٠٢٠ - ٠٣:١٠ بتوقيت غرينتش

أكد أمين حزب التيار الشعبي في تونس زهير حمدي أن الأنظمة العربية المنخرطة خلف موجة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي سوف يكلفها ذلك ثمنا باهظا، داعيا الحكومة التونسية بألا تكتفي بموقفها الرافض للتطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني.

العالم - خاص بالعالم

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية لبرنامج "ضيف وحوار"، وبشأن التطبيع الإماراتي مع الكيان الإسرائيلي قال زهير حمدي: "نعتقد أن ذلك لم يكن مفاجئا للجميع، لأننا نعلم جميعا بان الأنظمة العربية والخليجية هي أساسا لم تكن لها الجرأة الكافية في العقود والسنوات الماضية حتى تعلن علاقاتها مع الكيان الصهيوني، نظرا لميزان القوى السياسية التي كانت موجودة في المنطقة، قد تحولت مداً للمقاومة في فترة الزعيم جمال عبد الناصر، حيث لم يجرؤ أحد بأن يجاهر بعلاقاته مع "إسرائيل" إلى أن عملت كل هذه الأنظمة بكل ما وسعها من أجل اضعاف محور المقاومة الذي كان موجودا منذ الستينيات والسبعينيات وإخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان، ثم أتى بعد هذه المرحلة سقوط دول عربية متعددة، وأضعفت جيوش عربية عديدة مما أتاح الفرصة لهذه الأنظمة لكي تمارس علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي بشكل علني وفج".

وأشار زهير حمدي إلى أن تلك الاتفاقية تعتبر ثالث اتفاقية مع الكيان الصهيوني، ولكن تلك الأنظمة الخليجية جميعها بدون استثناء، كانت ولا تزال منخرطة وبشكل واضح ومنذ سنوات مع الكيان الإسرائيلي فيما عرف بمشروع الشرق الأوسط الجديد، ثم لاحقا بما عرف وسمي بـ"صفقة القرن"، مضيفا: نعتقد أن الخطوة لاحقا ستكون خطوة خليجية عربية أخرى في الأيام القادمة، لأن هذه الأنظمة الخليجية باتت لديها القناعة أن الساحة اليوم هي ملك لها وهي ساحة فارغة من كل نفس يمكن أن يقاومها ويواجهها، وكل الأنظمة لها من القوة بمكان، على غرار سوريا عندما كان لديها القدرة لخلق توازن في المنطقة حيث لم يكن لدى الأنظمة العميلة القدرة بان تجرؤ على التطبيع مع الكيان الصهيوني.

وأكد زهير حمدي أن الأنظمة الخليجية أصبحت اليوم تعمل من أجل أن تمد يدها للكيان الإسرائيلي وهي في حالة من الوهن والضعف، وقال: لكن نعتقد أن تلك الموجة من التطبيع لن تأخذ مداها بشكل كبير، ويجب على هذه الأنظمة أن تدرك بأن مد يدها للكيان سوف يكلفها ثمنا باهظا حتى مع شعوبها، وأنها تتوهم بان الولايات المتحدة الأميركية او الكيان الصهيوني لهما القدرة على حماية عروش هذه الأنظمة الخليجية، وهنا بيت القصيد، لأن تلك الأنظمة قد قامت بوضع بيضها جميعه في سلة واحدة، معتقدة أن بتطبيعها مع الكيان الصهيوني، وبمد علاقاتها الطبيعية مع الكيان الإسرائيلي، وبتنفيذ مقتضيات ما يدعى بـ"صفقة القرن"، وبإنهاء حق الشعب الفلسطيني في العودة وتصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء كل أشكال المقاومة للاحتلال وإدماج الكيان في المنطقة العربية اليوم.. يعتقدون بكل ذلك انهم يستطيعون أن ينهوا ذلك الخيار، خيار المقاومة، الذي هو الرقم الأصعب في هذه المعادلة، على الرغم من الوهن العام والضعف العربي بشكل عام، إلا أن هنالك محورا للمقاومة انتصر، وحقق انتصارات كبرى في سوريا، كما حقق انتصارات كبرى بمواجهة الكيان الصهيوني عام 2006، كما له القدرة على الردع، وعلى إحداث التوازن، وإن كل شعوب المنطقة سواء الشعوب العربية أو الإسلامية، وكل أحرار العالم تمتلك موقفا مشتركا جنبا إلى جنب مع محور المقاومة.

وشدد حمدي على أن: "محور المقاومة والشعوب وهذه الروح المقاومة سوف تزداد يوما بعد يوم، ونعتقد أن من سيدفع كلفة وفاتورة ذلك النهج، نهج الرعونة والاستسلام والخزي، هي تلك الأنظمة."

وحول استفادة الكيان الإسرائيلي الواضحة من تلك الاتفاقات مع الدول العربية من أجل أن يخرج من عزلته ويندمج في فضائها الإقليمي، وحول ماهية الفوائد التي ستجنيها من هكذا اتفاق مع الكيان الصهيوني بيّن زهير حمدي أنه: بالنسبة لإسرائيل هدفها وهمها منذ عام 1948 وهاجسها الدائم هو الاعتراف، لأن الاعتراف يضمن لها الأمن ويضمن لها الاستقرار، وإن أزمة الكيان الصهيوني ونقطة ضعفه الأساسية هي الأمن، وبالتالي فإن التطبيع مع الأنظمة العربية هو إحداث نوع من الهزيمة النفسية في وجدان هذه الشعوب بان إسرائيل هي أمر واقع ولا مفر منه، ومن جهة أخرى يوفر ذلك للكيان الصهيوني حالة من الاستقرار التي يطمح إليها، من أجل أن يمتد ويتوسع في مخططاته الأخرى.

وأضاف أن: التونسيون لديهم حالة الرفض الشعبي المستمر لهذا المشروع والمخطط للكيان الصهيوني وحلفائه في المنطقة، إيمانا منا بأن استهداف الكيان الصهيوني لا يستهدف فلسطين فحسب، لأنه قد بدأ بفلسطين ومن ثم بمصر ثم بسوريا ولبنان ويده تطول وتطول، ومخططه بان يهيمن على كامل الفضاء، من المشرق إلى المغرب وبالتالي يعتبر نفسه "إسرائيل الكبرى".

كما أشار زهير حمدي بأن: هذه الأنظمة الخليجية العربية بصيرتها عمياء لا تدرك بأنه من بدأ بسوريا وبمصر ومن ثم بلبنان سوف يكمل بهؤلاء، وأن هذا النفط وتلك الثروات وتلك الأذرع الإعلامية وهذه الإمكانيات في مليارات الدولارات التي تنفق على العدو ولا تنفق على شعوب المنطقة، فإن تلك الأنظمة لاترى إلا حماية عروشها، وتعتقد أن حماية عروشها له طريق وخيار واحد، وهدف واحد، وهو أن تقوم بتطبيع علاقاتها مع الكيان الإسرائيلي، وأن تكون تحت المظلة الأميركية، ولا يرون خيارا آخر لحماية عروشهم، والاستمرار في حكم تلك الشعوب والمنطقة، إلا في تبديد تلك الثروات وباعتمادهم واستنادهم بشكل صريح وواضح على الولايات والكيان الصهيوني وهذا ما يفسر التحالف الموضوعي والتحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة، والكيان الصهيوني والأنظمة الخليجية العربية من جهة أخرى.

وفيما يتعلق بالاتفاق الذي أعلن بداية من طرف إدارة الرئيس ترامب وعن سبب إصرار إدارة ترامب على هذا الاتفاق وعن هدف أميركا في النهاية منه إشار زهير حمدي أنه: لايخفى على أحد أن اللوبي الصهيوني له دور فاعل في الانتخابات الأميركية، وبالتالي فإن كل مرشح من مرشحي الإدارة الأميركية على مر التاريخ الحديث على الأقل يخطبون ود اللوبي الصهيوني كونه له دور حاسم وكبير في جني الأصوات من طرف أي مرشح من المرشحين، وإن الرئيس ترامب يعيش مأزقا كبيرا، وإن جميع الإحصائيات واستطلاعات الرأي التي تنشر في الولايات في منافسة جو بايدن يذهب بأرقام كبيرة مقارنة بأرقام الرئيس ترامب، وبالتالي فإن ترامب يسعى بأن يحسن من وضعه وصورته ليجلب أكبر عددا ممكنا من الناخبين اليهود ومن اللوبي الصهيوني، كونه في مأزق حقيقي، وإن ذلك لن يمكن ترامب مهما فعل مع الصهيونية، ومهما ضخت الأنظمة الخليجية من نفطها وغازها ومليارتها لدعم الإدارة الأميركية الحالية، فإن مآله السقوط لأن الوضع الاقتصادي داخل الولايات والأزمات المتتالية، خاصة أزمة كورونا التي أنهت الاقتصاد الأميركي وأنهكته، والسياسات الرعناء التي اتبعها الرئيس دونالد ترامب طيلة الـ4 سنوات الماضية.

وأوضح حمدي أنه لهذه الأسباب حكم الرئيس ترامب على نفسه من قبل الرأي العام والناخب الأميركي بأن لا مستقبل سياسي له وأنه لن يكون له مكان في البيت الأبيض في المراحل القادمة ولذلك فهو يلعب على هذه الورقة على عجل مع حليف استراتيجي وهي الإمارات، وربما النظام السعودي لن يكون في الصفوف الأولى في هذه المرحلة وكموقعه مسؤولا عن الحرمين الشريفين يخشى إثارة وسخط وغضب الرأي العام العربي والإسلامي فهو يدفع بحليفه الموضوعي بالإمارات وأميركا وستتلوها أنظمة أخرى كالبحرين وغيرها وهي في الطريق وهي مسألة وقت ولكن جميعهم بالترتيب سوف يوقعون ذات الاتفاقات مع الكيان الصهيوني.

وخلص زهير حمدي أنه: "لا يجب على تونس بأن تكتفي بموقفها الرافض للتطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني، حيث أن الكيان يهدد الجميع بما فيها تونس والتي كانت عرضة للعدوان الصهيوني في أكثر من مرة وهو خطر محدق لكامل الإقليم، وعلى تونس ومن واجبها ألا تكتفي بموقفها الضعيف والهزيل ولا يليق بشعب تونس وبثورتها، وهذا ما يفسر الاختلاف في الموقف الرسمي التونسي الذي يخضع إلى ضغوط ما".

التفاصيل في الفيديو المرفق..