العالم- السعودية
ووفقا لـ”ويكليكس السعودية” ذكر المصدر – الذي فضل عدم الكشف عن هويته – أن ولى العهد أصدر قراراه للقوات المسلحة بحماية وتأمين طائرة “شركة العال الإسرائيلية”.
وقال العسكري السعودي إن القوات المسلحة رفعت حالة الطوارئ في جميع قواتها وكثفت مراقبتها لمنظومة الدفاع الأرضية والجوية وأرسلت طائرات حربية سعودية لحماية الطائرة التي تقل مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين.
وأشار إلى أن الطائرات الحربية السعودية رافقت الطائرة المذكورة حتى خروجها من الأجواء السعودية.
وقال إن تلك الإجراءات العسكرية تمت بالتنسيق مع المسؤولين الإماراتيين السياسيين والعسكريين والجيش الإسرائلي.
وفي السياق، أثار المسار الذي سلكته الطائرة التي حملت رقم “971”، تساؤلات بشأن دلالة هذا المسار، رغم إمكانية سلوك الطائرة اتجاها آخر، بعيدا عن العاصمة السعودية.
ووفقا للمسار الافتراضي لهكذا رحلات عبر موقع “فلايت رادار24″، فإن رحلة التطبيع الأولى بين تل أبيب وأبو ظبي، كان يجب أن تدخل الأجواء السعودية الشمالية، وتحلق فوق البحرين، قبل أن تدخل إلى أجواء الإمارات وتهبط في أبو ظبي.
لكن المسار الذي سلكته الطائرة، كان دخول السعودية من الأجواء الشمالية، والانعطاف جنوبا باتجاه الرياض والتحليق فوقها تمام، قبل الانعطاف شرقا نحو الإمارات للوصول إلى مطار أبو ظبي.
وقال الخبير العسكري مأمون أبو نوار، إن المسارات الجوية، يتم رسمها في العادة، قبل عملية الإقلاع، ويحدد فيها مسار الإقلاع، حتى لحظة الوصول.
وأوضح اللواء أبو نوار أن الطائرة فور دخولها الأجواء السعودية، يتم السيطرة عليها بالكامل من قبل الرادار السعودية، ويحدد لها المسار الذي ينبغي لها سلوكه، حتى نقطة المخرج من أجوائها، باتجاه الإمارات.
وأضاف: “قبل الإقلاع تمنح دول المسار الطائرة الموجة الخاصة بالرادار، وهو ما فعلته السعودية بالتأكيد، لتقوم بفتح قناة الاتصال، فور دخول الأجواء، والحديث مع موظف الرادار السعودي، الذي يعطي التعليمات لقائد الطائرة بالتوجه وفق المسار الذي تحدده الدولة صاحبة الأجواء”.
ولفت أبو نوار إلى أنه لا يمكن لأي طائرة مدنية، دخول أجواء الدول، دون أن تستقبل عبر الرادار، والتنسيق معها في مسارها، وحتى أن التنسيق يبدأ قبل وصولها إلى الأجواء.
وتابع: “هي كانت تحت حماية ومتابعة الرادارات السعودية العسكرية والمدنية، وربما كانت هناك متابعة جوية بمقاتلات لرحلتها حتى خرجت من السعودية”.
وبشأن عدم سلوكها المسار الافتراضي الآخر للرحلة، فوق البحرين وقطر، قال الخبير الجوي: “هذا يعود للسعوديين، وهم ربما لم يريدوا للطائرة سلوك ذلك المسار، وفي حال أرادوا المرور فوق الدوحة والمنامة فعليهم الحصول على إذن جوي بالمرور”.
ورأى أن سلوك الطائرة لهذا المسار والتحليق فوق الرياض، “رسالة سياسية، لأنها العاصمة، وكأنها إشارة تحية من طائرة إسرائيلية، وإلا فما شأن طائرة متجهة إلى الرياض لتمر فوق العاصمة، أهم مدينة في المملكة لو لم يكن للأمر بعد سياسي؟”.
وأضاف أبو نوار: “يبدو أن المرور فوق الرياض، كان رسالة تخفيف للأجواء وتليينا للمواقف”.
وأشار إلى أن المنطقة المحيطة بمطار أبو ظبي شهدت إجراءات أمنية وتمشيطا ربما شارك بها الجانب الأمريكي، للتأكد “من أمن المنطقة وخلوها حتى من الطائرات المسيرة بدون طيار الصغيرة، التي تشكل أيضا خطرا على الطائرات المدنية، ويمكن أن تلحق بها أضرارا أثناء التحليق”.
وكان كبير مستشاري البيت الأبيض، وصهر ترامب، جاريد كوشنر، وجه الشكر للملك السعودي، بسبب ما قال إنه “الإذن الذي منحه لتحليق الطائرة في الأجواء السعودية”.