وأجرت القوات التركية والروسية تدريبًا مشتركًا جديدًا بمحافظة إدلب يحاكي صد هجمات على القوافل العسكرية في أثناء تسيير الدوريات على طريق حلب- اللاذقية الدولي (M4)، وذلك للمرة الثانية في أقل من أسبوع. واعلن نائب رئيس مركز التنسيق في منطقة خفض التصعيد بإدلب في سوريا، يفغيني بولياكوف، أن العسكريين الروس والأتراك أجروا تدريبا مشتركا يحاكي صد هجمات لجماعات مسلحة على قوافل عسكرية بمنطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب، وأشار إلى أن التدريب كان يهدف إلى صياغة موقف مشترك من حالات طارئة قد تنشأ في أثناء تسيير الدوريات المشتركة في الطريق “إم-4”.
وتعد هذه التدريبات ونوايا القوتين توجيه ضربات لمنظمات راديكالية تطورا في الموقف التركي الرافض لادانة ايا من هذه التنظيمات بشكل علني، الا ان هجوم عناصر من تنظيمين جديدين ظهرا في المشهد شمال سوريا وهما تنظيم “خطاب الشيشياني” الذي تبنى الهجوم على الدوريات المشتركة على الطريق الدولي وتنظيم “انصار ابو بكر الصديق” الذي تبنى بدوره استهداف نقطة عسكرية تركية في مدرسة قرية سلة الزهور جنوب جسر الشغور، يوم الجمعة الماضي، بعملية انتحارية أسفرت عن مقتل 3 مقاتلين من فيلق الشام المدعوم تركياً وإصابة جنديين اتراك، هذه المستجدات قربت تركيا من الموقف الروسي لضرورة التخلص من هذه التنظيمات في المنطقة وقد يدفع انقرة الى التخلي عن سياسية حماية تلك التنظيمات وعدم المواجهة معها لكسب كل المسلحين في ادلب الى جانبها.
على صعيد اخر أكدت مصادر دبلوماسية غربية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سوف يزور سوريا الأسبوع المقبل، زيارة لافروف لافتة جدا خاصة ان الرجل لم يزور سورية منذ العام 2012 اضافة الى تعيين الرئيس الروسي اكسندر لافرنتيف مبعوثا خاصا الى سورية منح السفير الروسي في دمشق تفويضا كاملا باعتباره ممثلا للرئيس الروسي في سورية، وهذا ما يدفع الى طرح تساؤلات عن اهمية زيارة لافروف وهل في جعبته امرا خطيرا ومصيريا يحتاج الى وجوده شخصيا في دمشق.
وأكدت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن “زيارة لافروف سوف تتركز على مكافحة الإرهاب ومناقشة القيادة السورية حول نتائج عمل اللجنة الدستورية وكذلك لبحث ملف مناطق شرق الفرات”. الا ان هذه المسائل لديها اليات واضحة لبحثها مع الجانب السوري . ولعل زيارة لافروف ابعد واهم مما هو معلن حولها.