العالم- السعودية
وقال الرئيس التنفيذي ماسايوشي سون، الشهر الماضي إن سوفت بنك سيوجه سيولة جرى جمعها من برنامج بيع أصول إلى أسهم عامة.
وبلغت خسائر سهم سوفت بنك 10% منذ أن قالت مصادر لرويترز ووسائل إعلام أخرى في أواخر الأسبوع الماضي إن الشركة اليابانية راهنت بمبالغ كبيرة على مشتقات أسهم مرتبطة بشركات تكنولوجيا.
وقال محللون إن العمليات المعقدة أثارت قلق المستثمرين الأفراد في شركة ينظر إليها بالفعل على أنها لا تتمتع بشفافية.
ومجموعة سوفت بنك هي شركة اتصالات يابانية، تغطي خدماتها ساحة الهواتف، الهواتف المحمولة، الإنترنت والنطاق العريض، التسويق والتجارة الإلكترونية، كما تنشط كذلك في ساحة الإعلام.
وتستمر أزمة الشركة بعد أن سجل السهم منذ أيام أقل مستوى في شهرين، وأغلق على هبوط 0.61 % يوم الثلاثاء بعد خسارة 7.2 % في جلسة يوم الاثنين، بعد أن اشترت الشركة عقود خيارات كبيرة لأسهم التكنولوجيا الأميركية.
وقالت مصادر مطلعة لرويترز إن الشركة أنفقت مليارات الدولارات لشراء أسهم في شركات تكنولوجيا مثل أمازون وخيارات كبيرة في شركات تكنولوجيا أخرى، لكن سوفت بنك لم تصدر إلى الأن أي تعليق على الحدث.
وكان موقع “ميدل إيست آي” البريطاني سلط الضوء على استثمارات ولي العهد محمد بن سلمان السيئة في المحفظة المالية رؤية (فيزن) التي أطلقها “سوفت بنك” الياباني.
وتساءل الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط بول كوكرين، في تقرير نشره الموقع عن استثمار السعودية السيئة، وإن كان استثمارا في الصحراء والسراب؟.
وقال كوكرين إنه بعد سيطرة الأمير محمد بن سلمان على الصندوق السيادي السعودي أو هيئة الاستثمار العامة في عام 2015 وتفويضه عام 2017 بالاستثمار في داخل المملكة وخارجها بمشاريع تساعد على تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل اعتماده على النفط، فقد كان الاستثمار الأول في محفظة “سوفت بانك” ومقره طوكيو التي أعلن عنها بمبلغ 100 مليار دولار.
ويعرف البنك باستثماره في التكنولوجيا الحديثة، من الذكاء الصناعي إلى الروبوتات.
وساهمت هيئة الاستثمارات السعودية ومبادلة الإماراتية بثلثي الميزانية المطلوبة لمحفظة رؤية.
وكان الاستثمار مع المجموعة اليابانية خيارا مناسبا لرؤية 2030 التي أعلن عنها ولي العهد عام 2016 حيث تعهد البنك بمساعدة جهود التنويع السعودية من خلال المشاركة بالتكنولوجيا والطاقة المتجددة ودعم مدينة المستقبل على البحر الأحمر التي ستقام باسم “نيوم” والتي رصد لها 500 مليار دولار.
وأشار كوكرين إلى أنه عندما بدأ التدقيق في علاقة “سوفت بانك” ومحمد بن سلمان عام 2018 بعد جريمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي، لمواجهة التغطية السلبية، بدأت الصحافة تتحدث عن “سوفت بانك” بأنه واحد من أكبر المؤسسات التي تسبب اختلالا في الشركات الناشئة.
ونوه إلى أنه في ذاك الوقت تم التغلب على التغطية الإعلامية السلبية حتى بدأت الصحافة تتحدث عن “سوفت بنك” بأنه واحد من أكبر المؤسسات التي تسبب اختلالا في الشركات الناشئة، وذلك مع الإعلان عن إنشاء محفظة مالية ثانية.
وكانت المملكة حريصة على المساهمة فيها إلا أنها تراجعت بعدما كشف عن خسائر ومشاكل تعاني منها المحفظة الأولى حسب روري فيف، المدير الإداري لـ “مينا أدفايزرز” وهي شركة بحث واستشارة في لندن.
وفي نهاية عام 2019 بدأت المشاكل المالية تظهر في الشركة الأميركية التي توفر مساحات العمل “وي وورك” والتي استثمر فيها “سوفت بانك” مبلغ 18.5 مليار دولار بالإضافة لشركات أخرى.
وانتهى العام بخسارة “سوفت بنك” 13 مليار دولار. وتواصلت المشاكل في عام 2020 وفي داخل استثماراته المتعددة بسبب تداعيات كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا.
وتراجعت أسهم شركات استثمر فيها مثل “أوبر”، التي وضع فيها 9.3 مليارات دولار إلى جانب عدد من الشركات الأخرى مما أدى لخسارة المحفظة المالية “رؤية” 18 مليار دولار في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
ومن بين 88 شركة استثمرت بها “رؤية” التابعة لـ”سوفت بنك” توقع البنك نجاح 15 شركة وإفلاس 15 شركة أخرى.