العالم - اليمن
وقال لوكوك إن الوضع أصبح على درجة ومستوى من الخطر يجبران مكتبه أن يخبر مجلس الأمن بذلك بموجب القرار 2417. وجاءت تصريحات لوكوك خلال إحاطة له أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك حول الموضوع. وحدد لوكوك خمس أولويات لإنقاذ أرواح الملايين في اليمن، الذي يشهد أكبر أزمة إنسانية حول العالم، حيث يحتاج قرابة 80 بالمئة من سكانه، أي 24 مليون يمني، إلى شكل من أشكال المساعدات الإنسانية. والأولويات هي حماية المدنيين، ووصول المساعدات الإنسانية، والتمويل، والحاجة إلى دعم الاقتصاد اليمني، والتقدم نحو السلام.
وانتقد لوكوك الدول المانحة وعدم تقديمها ما يكفي من المساعدات المالية، قائلاً "للأسف الشديد، إن الدول التي يمكنها المساعدة ولديها مسؤولية خاصة تختار في الغالب عدم القيام بذلك". وحذر لوكوك من النقص الشديد بالتمويل، حيث حصل صندوق المساعدات الخاص بالأمم المتحدة لتمويل الاحتياجات الإنسانية في اليمن على ثلاثين بالمئة فقط من احتياجاته. وقال لوكوك "إن هذا هو التحدي الأكبر حالياً الذي يواجه المنظمات الإنسانية". ثم سمى ثلاث دول بالاسم، وهي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، وقال إن لديها مسؤولية خاصة، ولكن لم تقدم شيئاً حتى اللحظة لخطة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية لليمن. ثم وجه نقداً شديد اللهجة لتلك الدول، حيث كانت قد وعدت بدعم صندوق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية دون أن تفي بذلك. وقال "إنه أمر مستهجن بشكل خاص أن نعد بالمال، مما يمنح الناس الأمل في أن المساعدة قد تكون في الطريق، ثم نحطم تلك الآمال بمجرد الفشل في الوفاء بالوعد".
النقص في التمويل أدّى إلى تقليص الخدمات ورقعتها
وأضاف لوکوک أن النقص في التمويل اضطر الأمم المتحدة إلى تقليص مستوى خدماتها ورقعتها. وأكد أن قرابة 9 ملايين يمني تأثروا سلباً بخفض مستوى المساعدات، بما فيها وصول الأغذية والمياه والرعاية الصحية. ووصف عدم وصول الأموال بمثابة حكم إعدام على العديد من العائلات اليمنية، ثم ناشد جميع الدول المانحة بالوفاء بوعودها التي قطعتها وتقديم المساعدات إلى اليمن.
وحول حماية المدنيين، قال إن اليمن شهد تصعيداً عسكرياً في الأسابيع الأخيرة، لا سيما في وسط اليمن. وقال إن معدل الذين قتلوا في شهر أغسطس/أب في اليمن فاق معدل أي شهر آخر منذ بداية السنة. وقال "إن واحداً من كل أربع ضحايا مدنيين في اليمن قتل أو جرح وهو في منزله". ثم عبر عن قلقه بشأن الوضع في مأرب، وحذر من عواقب كارثية لأي مواجهة عسكرية محتملة هناك، وخاصة أن قرابة مليون شخص لجؤوا إليها منذ عام 2015. وناشد مجدداً وقف إطلاق النار في جميع أنحاء البلاد، ولفت الانتباه إلى أن خفض التصعيد لعب دوراً رئيسياً في الماضي لمكافحة شبح انتشار المجاعة الذي واجهه اليمن آخر مرة، قبل سنتين.
كما عبر لوكوك عن قلقه من استمرار إعاقة وصول المساعدات الإنسانية من قبل الأطراف جميعها، بسبب ترتيبات بيروقراطية وغيرها تضعها أطراف النزاع في بعض المناطق. وأشار إلى إغلاق مطار صنعاء في وجه رحلات الأمم المتحدة بما فيها الرحلات الإنسانية. وعلق على النقص في إمدادات الوقود قائلاً إن له عواقب وخيمة لكنه لا يبرر إغلاق المطار.
وقال إن سعر الوقود في السوق غير الرسمي تضاعف، ولفت الانتباه إلى أن الحصار المفروض هو السبب الرئيسي وراء النقص في الوقود. وأكد أن ما يزيد عن ثلاثة أشهر من الوقود (التجاري) ما زالت عالقة خارج ميناء الحديدة بانتظار السماح بدخولها، ولفت الانتباه إلى أن ذلك النقص يعني إغلاق خدمات المياه والصرف الصحي والصحة بسبب عدم توفر الوقود الكافي لاستمرارها.
وتحدث لوكوك عن انكماش الاقتصاد اليمني بنسبة 45 بالمئة، منذ عام 2015. كما انخفضت التحويلات المالية من الخارج بنسبة 70 بالمئة بسبب أزمة كورونا، بحسب بيانات للحكومة اليمنية. وقال إن الحكومة اليمنية تقدر أن التحويلات من الخارج كانت تدعم نصف سكان اليمن. ولفت الانتباه إلى انخفاض قيمة الريال اليمني مجدداً، حيث وصلت قيمة تداوله في جنوبي البلاد إلى أكثر من 800 ريال مقابل الدولار الواحد، وهي أقل قيمة له على الإطلاق. وخلص إلى أن ذلك يدفع أسعار المواد الغذائية إلى مزيد من الارتفاع، وقد أصبحت المواد الغذائية أغلى بنحو 140 بالمئة مما كانت عليه قبل اندلاع الحرب.