باسيل يعلنها حرباً مع جعجع

باسيل يعلنها حرباً مع جعجع
الخميس ١٧ سبتمبر ٢٠٢٠ - ٠٨:٣١ بتوقيت غرينتش

بعد التوتر الذي حصل قبل ايام أمام المقرّ التيار الوطني الحر العلاقة بين التيار برئاسة جبران باسيل والقوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع، يبدو واضحاً أنّها انحدرت إلى المستوى الأدنى، بعدما نزل طرفاها السلّم درجة درجة، من التفاهم الشامل إلى الاكتفاء بـالمصالحة باعتبارها إنجازاً تاريخياً لا يجوز التفريط به، قبل أن يدفناها من دون أسفٍ على شبابها، الذي يقول كثيرون إنّها لم تعِشه أصلاً.

العالم_لبنان

و كتب موقع النشرة الاخباري اليوم الخميس مقالا حول هذا الموضوع جاء فيه: لعلّ ما حصل أمام المقرّ العام لالتيار الوطني الحر في شرق بيروت، من توتّرٍ مُفتَعَل خير دليلٍ على ذلك، بمُعزَلٍ عمّن يتحمّل المسؤوليّة في افتعال الأحداث، التي سرعان ما ارتدت لبوساً طائفياً، وكادت تأخذ البلاد إلى مجهولٍ، علماً أنّه أتى بعد بروفا من الإشكالات، كان آخرها ما حصل على هامش ​تظاهرة​ العونيّين دفاعاً عن مقام الرئاسة، على طريق ​قصر بعبدا​، الأسبوع الماضي.
صحيحٌ أنّ الطرفيْن يتقاذفان كرة المسؤوليّة عمّا حصل، بحيث يرى الوطني الحر أنّ مجرّد تجمّع مناصري القوات أمام مقرّ التيار كافٍ لـاجتذاب المشكل، فكيف بالحريّ إذا ترافق ذلك مع إطلاق شعاراتٍ استفزازيّة، ورشق حجارة، وتهديدٍ ووعيد وغير ذلك.

وفيما يضع العونيّون هذه الممارسات في خانة الاغتيال السياسي والإعلامي الذي تبذل القوات كلّ جهدها لتحقيقه أخيراً، ينطلق القواتيون من رواية نقيضة تضع تجمّعهم أمام مركز التيار في سياق ردّ الفعل على ​إطلاق نار​ حصل على مواكبهم السيارة التي كانت تجول في مختلف المناطق، وبينها أوتوستراد ميرنا الشالوحي الذي ليس مُلكاً لشخص، وفق ما يقولون.
وبين هذا وذاك، فضلاً عن البيانات المُسِمّة التي صدرت عن الجانبيْن قبل وبعد الإشكال الأخير، يبدو الثابت والأكيد أنّ الحرب بين الجانبيْن انطلقت، وهي تنذر بمزيدٍ من جولات الاشتباك، ربما بعدما أدرك كلّ من التيار والقوات أنّ مصلحتهما السياسية، ولا سيما في شقّها الشعبوي والتعبوي، تقتضي رفع السقف، لكن قد يكون عليهما أن يتنبّها إلى أن السلم الأهلي​ يجب أن يغلب على كلّ الحسابات الآنيّة، خصوصاً أنّ الجرّة لا تسلم... كلّ مرّة، وأنّ أحداً لا يرغب باسترجاع الماضي الأسود، وويلاته التي لم تنتهِ فصولاً بعد.

ولعلّ المؤتمر الصحافي الأخير لباسيل، والذي تناول فيه سلسلة من الملفّات الداخلية، جسّد هذا التباعد بوضوح، حيث يتوقّف البعض عند جملةٍ من المؤشّرات التي تضمّنها المؤتمر، والتي لا يُعتقد أنّها نزلت برداً وسلاماً على الحليف، بل إنّ بعض المحسوبين عليه لم يتردّدوا في التعبير عن انزعاجه منها، ولو أبقى على ذلك في حدوده الافتراضيّة المعقولة.
لا يبدو سقوط تفاهم معراب خاضعاً للأخذ والردّ، ولو أنّ بعض عرّابي شعار أوعاخيّك لا يزالون يحاولون الحديث عن صمود شقّ المصالحة فيه، ربما في محاولة لحفظ ماء الوجه، الأمر الذي تكذّبه ​الميادين​، والتي توحي على النقيض، بأنّ هذه المصالحة لم تنتقل أصلاً إلى نفوس مناصري الطرفين، التي لا تزال عالقة في الماضي.
رغم ذلك، ثمّة من يقول إنّ عدم الذوبان شيء، والافتراق الاستراتيجي شيءٌ آخر، وهو ما أوحت به الاستراتيجية الجديدة التي وضعها باسيل على الطاولة، وقوامها ربما الحياد الذي لم يعد نفور الحليف منه بخافٍ على أحد...