نتنياهو استفحل وحشاً، بمن استقوى؟

نتنياهو استفحل وحشاً، بمن استقوى؟
الجمعة ١٦ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٨:٤٩ بتوقيت غرينتش

الاندفاعة الاستيطانية، التي يحاول منها نتنياهو ان يقول للفلسطينيين بانه هو من يفرض الوقائع على الارض وعليهم ان يسلموا بما يفعل، لانهم لم يعد لهم سنداً عربياً خاصة بعد التطبيع العربي الخليجي، فهل الفلسطيني اصبح وحده  فعلاً في مواجهة توحش نتنياهو وخططه الاستيطانية؟

العالم - ما رأيكم

يرى مسؤولون ومراقبون، الاندفاعية الاستيطانية بزخم التطبيع، بانه امراً بديهياً نتيجة اتفاقات التطبيع، مشيرين الى ان نتنياهو ولا لحظة اكد على الكذبة الكبيرة التي قام بها ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، عندما قال "نحن نطبع من اجل منع عملية الضم".

وقالوا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رد سريعاً على بن زايد، مجيباً "ما هذه الكذبة! عملية الضم ستكون جارية"، ولفتوا الى ان هذا يؤكد ان الدول الخليجية ما هي الا ادوات بيد نتنياهو الذي نهرها بألا تكذب كثيراً! وان مصلحة كيان الاحتلال فوق كل المصالح ولا يرى اي مصلحة لهذه الدول.

واوضحوا، ان نتنياهو بحاجة كبيرة الى هذه الاندفاعة الاستيطانية نتيجة لوضعه الداخلي الخطير بسبب المظاهرات التي يخرج فيها عشرات الالاف من المحتجين يطالبون باسقاطه، وبنفس الوقت المحاكم التي تستعد لمحاكمته على قضايا الفساد.

واضافوا، ان نتنياهو بحاجة الى ان يؤكد للمستوطنين بانه بحاجة ماسة لهم في المقابل هو يضمن بقاء الكيان الاسرائيلي واحتلال باقي الاراضي الفلسطينية.

من جانبهم، اعتبر خبراء مشروع "اسرائيل الكبرى"، بانه مشروع استيطاني بالدرجة الاولى، مشيرين الى ان جميع الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة كانت ومازالت تقوم بعمليات الاستيطان بين فترة واخرى في الضفة الغربية من اجل اجهاض مشاريع التسوية ومشروع اقامة الدولة الفلسطينية وانهاء الاحتلال.

واوضحوا، ان الجوهر الاساسي في توقيت الاعلان عن خطة استيطانية، هي محاولة من نتنياهو والاحياء، بان ما يخطه من خطط وعمليات تطبيع وتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية والمشروع التوسعي والعدوان في المنطقة، ليقول بانه الرجل الوحيد الذي يستطيع ان يقود "اسرائيل" في مشروعها الاستيطاني والاحتلالي وان كل عمليات التطبيع واقامة للعلاقات والاتفاقات مع الدول العربية، تصب كلها في مصلحة الكيان، ولا معنى من الانسحاب من الارض، فالسلام مقابل السلام، وعلى العرب ان يسلموا بوجود "اسرائيل" وتجاوز الفلسطينيين الذين يجب ان يوافقوا على فكرة "يهودية الدولة الاسرائيلية".

واكدوا ان نتنياهو يعلم جيداً انه مطلب غير مقبول من الفلسطينيين والقادة والفصائل الفلسطينية المقاومة.

واعتبر هواش، ان عمليات الاستيطان لها بُعد ثالث وهي محاولة شيطنة الفلسطينيين وشطبهم من المعادلة السياسية في المنطقة خاصة بعد التطبيع الاماراتي البحريني وتفنيد اكاذيب مكشوفة لامراء الخليجيين برروا التطبيع بانهم يقفون الاستيطان والضم، مشيراً الى ان كل عمليات الاستيطان بالنسبة للفلسطينيين تعتبر غير شرعية.

في المقابل يرى مراقبون، عملية التطبيع الاسرائيلي والتي جرت مع الامارات والبحرين والعلاقات السرية مع عدد كبير من الدول العربية مع كيان الاحتلال بانها تمت كلها برعاية سعودية.

وقالوا ان هناك وظائف متعددة على السعودية القيام بها، احداها تتعلق بالقضية الفلسطينية، بالاضافة الى خدمة وحاجة ترامب لهذا التطبيع، وحاجة نتنياهو في الداخل الاسرائيلي، وكذلك قيام التحالف الاستراتيجي بين الكيان الاسرائيلي والدول الخليجية لمواجهة ايران ومحور المقاومة.

واوضحوا، ان التطبيع له في الرؤية الاسرائيلية استراتيجية تتعلق ليست فقط ضم الاغوار، بل تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في اطار موقف عربي متآمر ومتواطئ مع الاسرائيليين في هذه القضية ليشكل ذلك غطاءاً للكيان الاسرائيلي، ليس في الاستيطان فحسب وانما بالكثير من الخطوات لفرض حصار اقتصادي على الفلسطينيين بالضفة الغربية بإدارة عربية.

واضافوا، ان نتنياهو يحاول عبر هذه الرؤية الاستراتيجية بان يقدم نفسه بانه هو الذي ينفذ هذا الحلم الاسرائيلي ويفرض الوقائع على الارض في الضفة الغربية والاراضي المحتلة ولن تنفع الوحدة الفلسطينية الاخيرة، مشيراً الى ان الوضع الناشيء جاء نتيجة ضعف الدور العربي وتواطؤ خليجي وصمت دولي.

ما رأيكم..

ما هي الرسالة التي يريد نتنياهو توجيهها من خلال الخطة الاستيطانية والتي تأتي بالتزامن المناقشة للمصادقة على اتفاق التطبيع مع الامارات؟

لماذا اختار الاحتلال هذا التوقيت للكشف عنه؟

هل يستقوي نتنياهو باتفاقات التطبيع لقضم مزيد من الاراضي؟

كيف سيرد الفلسطينيون على الاحتلال وانتهاك حقوقهم؟